النصر اللحظي منذ اندلاع الصراع في أثيوبيا
بقلم الأستاذ: أبو الحسن محمود - كاتب وناشط سياسي ارتري
منذ اندلاع الصراع في أثيوبيا ما يقارب العام تابعنا تطوراته لحظة بلحظة وذلك خوفًا وطمعا.
خوفًا انفجار صراع اثني في بلد تعداده يفوق مائة وعشرة مليون وله السنته وتداخلاته مع كل دول الجوار واثر انفجار هذا البركان على المنطقة عمومًا.
طمعًا عسى ولعل مثل هذا الاحتكاك والصراع الدموي يؤدي بالنتيجة لتحكيم العقل وإتاحة فرصة الإبداع للفكر والحكمة ومساعي الحلول السلمية كون الحرب أقعدت شعوب هذه المنطقة من التنمية والازدهار بل انفجار الصراع الدموي حصد كثير من أرواح الشباب الذين لو توفرت إرادة للنخب المتنفذة لكان سلاح امدى للخروج من فاقة العوذ و المجاعة التي مازالت توصف بها هذه الشعوب. الانتصار اللحظي أقصد به تقدم قوات التقراي وسيطرتها او تحقيق تقدم في جبهات القتال في التقراي ولاسيما تحقيق تقدم على اقليمي الامهرا والعفر.
هذا الانتصار اللحظي الذي فرضته حالة الانتقام الذي تعرض لها الاقليم من تقتيل مريع ونهب بل اعتداء حتى على دور العبادة. من قوات تحالف آبي أحمد ولكن ظروف الحرب ممكن ان تغير المعادلة على الأرض وخاصة فيما لو حست الأقاليم الأثيوبية الاخرى بنفس احساس شعب إقليم التقراي.
اما ما يخص ألشعب الارتري إننا ندرك تماما الرخصة التي منحها النظام الارتري التقراي للتدخل لكي تصدر تصريحات هنا وهناك بأنه ليس شئ يمنع التقراي بالزحف إلى أسمرا فيما لو اقتضت حاجة حماية مصالحهم ذلك.
ولكن يجب ان يدرك أصحاب القرار في التقراي ان الشعب الارتري عندما تمسك بمشروع دولته وكافح من أجلها ظروف انتصار أثيوبيا عليه لاثنائه عن الاستقلال كانت كبيرة من حيث الدعم الخارجي إذ كانت قاعدة غانيو استشن في أسمرا تتكون من اربع الف خبير امريكي كأكبر قاعدة في العالم خارج امريكا بالاضافة لدورها الإعلامي من إذاعة وحراك ترغيب لا ستقطاب الشعب الارتري ولكن ناضل الشعب الارتري منذ ١٩٤٥م لمقاومة نهج إبتلاع الدولة الأثيوبية التي كانت آنذاك إمبراطورية تضم يوغندا وجيبوتي وجزء من الصومال وبعد فشل كل محاولات الخيارات السلمية فجر كفاح مسلح بقيادة رائدة نضاله جبهة التحرير الارترية بقيادة القائد البطل حامد إدريس عواتي وبقدرات محدودة وببنادق عتيقة حتى عم نضاله الريف والحضر وحقق إنتصاره بدماء ابنائه البررة حتى توج نضاله بتحرير أرضه عام ١٩٩١م وقد نبع موقف الاعتراف من دولة أثيوبيا بميلاد دولة ارتريا من دراسة عميقة بأن الضرورة تتطلب الاعتراف بخيار الشعب الارتري.
لذلك إي تراجع تحت أي حجة عن هذا ألحق سوف يدفع الشعب الارتري بكامل قواه الدفاع عن حقه في الحفاظ على سيادته الوطنية بغض النظر عن الظروف والمأزق الذي يواجهه شعب الارتري من اجهاض مشروعه الوطني من النظام القصري المتسلط الجاثم على صدر الشعب الارتري.لذلك المدخل الطبيعي الأوحد وخاصة للتقراي التنسيق مع القوى الارترية المحبة للحرية والسلام في ارتريا ومعاونتها في إطار تبادل المصالح ودرء الفتن والخصام لبناء مصالح بين الشعوب و ضبط الخطاب المتهور الذي لا يشكل شئ في ارادة ألشعب الارتري في الدفاع عن سيادته بكل ما يملك.