مخطط عسكري دولي تيغراوي لغزو إرتريا على طاولة البحث في الخرطوم

سماديت كوم Samadit.com

مصادر: صوت الصحفيين والإعلاميين الإرترين

أكدت مصادر موثوقة لـ(صوت) بأن السودان شرع في استضافة لقاءٍ سريٍ بين ممثلي جبهة تحرير تيغراي

مخطط عسكري تيغراوي لغزو ارتريا

ومعارضين إريتريين لبحث مخططٍ يهدف في المقام الأول إلى فك الحصار المضروب على الجبهة في إقليم تيغراي ومن ثم تغيير نظام الحكم في إرتريا بالقوة العسكرية.

وترعى جهات أمنية سودانية المباحثات السرية التي تجري، في العاصمة السودانية الخرطوم، بين وفد الجبهة التيغراوية المكوَّن من وزير خارجية إثيوبيا الأسبق والقيادي بالجبهة وممثلها بالخارج (برهاني قبري - خرستوس) وأحد أبرز قادتها التأريخيين (سِيِّ أبرها) ومسئول أمني بالجبهة يدعى (مدهني) من جهة، وبين وزير الدفاع الإرتري السابق (مسفن حقوص) ومندوب إرتريا الأسبق بالأمم المتحدة السفير (هيلي منقريوس) المعارضين للنظام الحاكم في إرتريا من جهة أخرى.

ويتضمن المخطط الذي أتى به إلى الخرطوم وفد جبهة تحرير التيغراي، تسليح حوالي (30) ألف شاب تيغراوي من اللاجئين مؤخرًا إلى السودان، تم تدريبهم ورفع قدراتهم القتالية في السودان بواسطة خبراء تدريب عسكريين. وحسب ذات المصدر فإن تنفيذ المخطط "يقتضي تسليم قيادة القوة المسلحة للسيد (مسفن حقوص) بعد تجهيزها وكأنّها قوات معارضة إرترية تنطلق من الأراضي السودانية لشن هجماتٍ عسكريةٍ على إرتريا بذريعة اسقاط النظام".

وأكد المصدر لـ (صوت)، أن العمليات العسكرية المخطط لها ستكون عبر محورين رئسيين: الأول، محور منطقة (أم حجر) في أقصى جنوب غرب إرتريا، حيث ستعمل هذه القوة على شن هجوم متزامن يستهدف قوات الدفاع الإرترية المتمركزة في المنطقة بالتزامن مع هجومٍ تشنه قواتٌ تابعةٌ لجبهة التيغراي على الجيش الإثيوبي في منطقة (حُمره) من داخل الأراضي الإثيوبية، وذلك بغية فك الخناق عن جبهة تحرير التيغراي جرّاء الحصار العسكري والاقتصادي المفروضين عليها من قبل الحكومة الفدرالية الإثيوبية.

وأما المحور الثاني، سيكون هدفه شن عمليات عسكرية على إرتريا من جهة حدودها الغربية المشتركة مع الولايات الشرقية للسودان.

ونوهت المصادر بأن ”تنفيذ المخطط يواجه إشكالًا لافتقاره إجماع شركاء الحكم في السودان، فقد أعرب المكوِّن المدني في التوليفة الحالية لنظام الحكم السوداني عن تخوفاته من تداعيات مشاركة السودان في تنفيذ هذا المخطط ومدى خطورته على الأمن القومي السوداني“.

وترجّح مصادر (صوت) أن "يكون المخطط مدعومًا من دول غربية، خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية، ودول إقليمية ترى في نظام أسمرا حليفًا قويًا ومساندًا لأديس أبابا في حربها في تيغراي وفي نزاعها المائي مع دولتي مصب نهر النيل" وأنه يشكّل ”عنصر عدم استقرار في منطقة القرن الإفريقي“، حيث ربط المصدر "ما بين المخطط الجاري بحثه في الخرطوم وما بين تقديم دولة عربية إقليمية كبرى دعوة لمعارضين إريتريين لزيارة تفاكرية والسماح بظهورهم في وسائل إعلامها“.

وعزى مراقبون إريتريون دعم وشنطن لهذا المخطط لاعتبارها (أبي أحمد) و(إساياس أفورقي) عقبة كأداة أمام إعادة إثيوبيا إلى حظيرتها، وأن الإبقاء على النظامين في أسمرا وأديس أبابا يعزز من فرص التوغل الصيني والروسي في منطقة القرن الإفريقي.

وفي هذا الإطار علمت (صوت) من مصدر مطلع، أن واشنطن بدأت بالفعل اتصالاتها مع عناصر إرترية تسعى إلى إنشاء حكومة في المنفى.

من جهته، أسرّ (مسفن حقوص) لأحد جلسائه في الخرطوم بأنه قَبِل دعوة السودانيين له على الرغم من تجارب سابقة غير مشجعة معهم"، مؤكدًا "انه قَبِل المهمة تحت إلحاح من (هيلي منغريوس) الذي تربطه بالسلطات السودانية علاقات وطيدة". ويضيف حقوص "أنه يشارك في هذا المخطط بصفته الفردية ولا يمثل في هذه اللقاءات أي تنظيم سياسي، نافيًا الأنباء التي تحدثت عن سعيه لجمع تنظيمات المعارضة وتشكيل كيان أو جبهة عسكرية موحدة".

وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي تثير فيها تحركات (مسفن حقوص) الجدل والتباينات حول أهدافها ومآربها في أوساط المعارضين الإرتريين، حيث انقسمت قيادة وقواعد تنظيمه المعارض - الذي لا يرأس في هياكله أي جسمٍ تنفيذيٍ أو تشريعيٍ - بين مؤيدٍ لمسعى (مسفن حقوص) ركوب ”دبابة الوياني“ ورافضٍ لمبدأ التعامل والاستعانة العسكرية بالأجنبي وخاصةً ”الوياني“. فقد سبق أن أثارت زياراته إلى (مغلي) في عام 2020، قبل أشهر من إندلاع الحرب في إقليم تيغراي، جدلًا واسعًا في أوساط الإرتريين بين مؤيدٍ لها ورافض، وأدت إلى تقديم قيادات بارزة استقالاتها من عضوية التنظيم الذي ينتسب إليه (مسفن حقوص) والمعروف بـ (تنظيم الوحدة للتغيير الديمقراطي).

Top
X

Right Click

No Right Click