اليوم العالمي للمرأة

بقلم الأستاذ: ود عد - كاتب وناشط سياسي ارتري

بمناسبة 8 مارس اليوم العالمي للمرأة:

1. التعريف باليوم العالمي للمرأة.
2. دور المرأة الارترية في الثورة.
3. حال المرأة الارترية بعد الاستقلال.

1. التعريف:

ما هو اليوم العالمي للمرأة ومتى بدأت هذه المناسبة التي تحتفي بها المرأة على مستوى العالم؟ وهل هذا الاحتفاء له فوائد تخدم المرأة ككل والمرأة الارترية بشكل خاص؟ ولأن المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة فلابد من تناول الأمر في هذا اليوم الذي تحتفل فيه نساء العالم باليوم العالمي للمرأة.

ويمكن التعرف على كيفية ومكان بدء هذه المناسبة من الأسطر التالية: (اليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة هو اليوم الثامن من شهر مارس/آذار من كل عام، وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على اثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة الأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية). ويكيبيديا الموسوعة الحرة.

إذاً البداية كانت بمساندة الشرق اليساري إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والشرقي بقيادة ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، ثم على اثر المؤتمر النسائي الديمقراطي العالمي في باريس وهو رديف للأحزاب الشيوعية، وبعد ذلك ظهر الأمر في الغرب على اثر إضرابات نسائية حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية. هكذا كان العالم في كل مناحي الحياة خاضعاً للصراع بين القطبين الذي وصل ذروته في كل شيء حتى في تأسيس المنظمات وعقد المؤتمرات وتسمية المناسبات، ومن يعرف أن اليوم العالمي للعمال في 1 مايو تأسس في شيكاغو بالولايات المتحدة (1886م بسبب تظاهرة عمالبة) ليصبح عيداً للعمال في شتى بقاع الدنيا خاصة الدول التي كانت تزعم أنها قائمة على أكتاف الطبقة العمالية (البروليتاريا) فلا يستغرب أن يكون ميلاد هذه المناسبة في باريس أو شيكاغو.

أحببت تقديم هذه الديباجة التي تبين لنا متى وأين تأسس هذا الأمر.

2. دور المرأة الارترية في الثورة:

تحدث الكثير من الكتاب ومسئولي التنظيمات في الماضي ومسئولي ووزراء النظام بعد الاستقلال عن دور المرأة، ولكن ما هو دور المرأة؟ هذا الكائن الرقيق العطوف الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من ضلع آدم عليه السلام وقد ورد ذلك في الذكر الحكيم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم الآية:21، لعلهم يتفكرون، والتفكر في خلق الله عبادة.

فماذا صنعت في محاربة العدو؟

فالذي يعلمه القاصي والداني هو أن المرأة الارترية لعبت دوراً أساسياً في دعم الثورة وعملت ضمن صفوف الثوار، ومن الأشياء التي قامت بها المرأة الارترية يمكن إجمال بعضها لأن حصرها لا يتسع له المجال:

• أعدت الرجال الذين حملوا السلاح لاسترداد الحق السليب خير إعداد وذلك بالتشجيع والمؤازرة بكل ما يتناسب مع تكوينها مستغلة كل ما يمكن استغلاله من مهارات (نقل الرسائل من وإلى الثوار وخاصة إلى داخل المدن لأن الريف كان آمن وكان يقوم به رجال عُرِفوا بـ "مراسلين"، إدخال السلاح الذي كانت تنفذ به العمليات الفدائية إلى المدن داخل الحطب أو الذرة أو ما شابه ذلك.

• نقلت احتياجات الثوار من الأدوات القرطاسية والملابس التي كان يتم تفصيلها في المدن ثم يتم إرسالها بواسطة فتيات أو نساء موثوق بهن وقد تعرض الكثير منهن للاعتقال والسجن والضرب والتعذيب ومصادرة الممتلكات.

• ساعدت الفدائيين في القبض على عدد من العملاء (سعدية تسفو نموذجاً) والتي ساعدت في القبض على أحد الخونة الذي كان في صفوف الجبهة ثم سلم نفسه للعدو وتحوّل إلى عين تساعد في القبض على كل من عرفه من سكان ضواحي كرن حتى أصبحت كرن محرمة على الكثير منهم وقد تم القضاء عليه بعد أن تمكنت من استدراجه متذرعة وقوعها في شباك حبه وفي اليوم المتفق عليه خرج معها إلى مكان خارج المدينة وبعيد عن عيون أجهزة أمن العدو وسلمته للفدائيين الذين أسكتوه إلى الأبد.

• التحقت في وقت مبكر بالثوار (نسريت كرار وجمعة نموذجاً) وقد استشهد شقيق الأولى الذي كانت تحبه وأبت إلا السير في نفس الدرب وتعتبر المناضلة نسريت كرار متعها الله بالصحة والعافية إحدى مؤسسات اتحاد المرأة الارترية، رأيتها أثناء الاحتفال بمثل هذا اليوم 8 مارس في العاصمة أسمرا في اجتماع عبر فضائية النظام كان يناقش مسألة مساواة المرأة، فرب سائل يسأل هل كانت ضمن رئاسة الجلسة (وهو المفترض والمتوقع ولكن هيهات)، كلا بل كانت ضمن صفوف الحضور وقد تناولت موضوع المساواة بموضوعية حين قالت (أن المساواة لا تعني أن تتساوى المرأة مع الرجل بالعضلات، لأن جلوسها في البيت وتربيتها لأبنائها في حد ذاته يعتبر مساواة) كلام لم يعجب الحضور من النساء لأن الكثير منهن كن يتحدثن عن المساواة الغير منضبطة دون وعي لمعناها وتبعاتها.

• ساهمت في إعداد الطعام للمناضلين في البدايات الصعبة وأهوالها فقد يظن من لم يشاهد تلك الحالة أن المرأة كانت تكتفي بإعداد الطعام من دقيق جاهز يؤتى به من الأسواق والمتاجر ثم يتم خبزه أو عصده على الغاز ويكون جاهزا خلال دقائق معدودة، كلا إنما كانت المرأة الارترية تطحن الذرة بالرحى الحجرية (المطحن) ثم تخبزها أوتعصدها على الأتون أو الأثافئ في قدور منزلية محلية الصنع (كلع) من الفخار أو في الصاج الحديدي (مقلو)، وهل تعد قرص واحد فقط أم تعصد عصيدة واحدة فقط؟ كلا! لأن ذلك يحدده عدد المقاتلين الذين يأتون إلى ذلك المنزل أو تلك القرية ورغم ذلك لم تتذمر المرأة الارترية وقد تعرضت للقتل والتشريد والترحيل القسري جراء ذلك.

• التحقت بالميدان لتحمل السلاح حينما تطورت الثورة وأصبح لها معسكرات ثابتة وسيطرت على الريف الارتري بشكل شبه كلي وحررت الكثير من المدن فبدلاً من توجيهها في ما يتناسب وتكوينها أسيئ استغلالها وتم تكليفها بمهام لا تتناصب وتكوينها قال تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى) آل عمران من الآية 36.

وهذا لا يعني أنني اعترض على عملها في صفوف الثوار ولكن يمكن الاستفادة منها في المجالات التي تتناسب مع أنوثتها كالعمل في الإعلام والاتصالات الثابتة والإسعافات والعيادات والتفصيل والخياطة والحياكة والتعليم والتصنيع والطباعة والعلاقات العامة في المكاتب الميدانية أعمال ومهام لا تفقدها أنوثتها وتحلها إلى امرأة مسترجلة لتصبح مع مرور الزمن مثل الآلة الغير صالحة لا للزواج ولا للولد وكل أدعياء المساواة الذين يملؤون الدنيا ضجيجاً لا يقبلون الزواج من المرأة المسترجلة فالمرأة مهما بلغت من العلم والمكانة تزل هي المرأة ذلك المخلوق الذي لا يمكن أن يستغني عن الزوج وإليكم هذه القصة الواقعية وما أكثر القصص في هذا الجانب:(طبيبة تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً، تقول: السابعة صباحاً من كل يوم وقت يستفزني، يستمطر أدمعي لماذا؟! أركب خلف السائق متوجهة إلى عيادتي، بل إلى مدفني، بل زنزانتي.

ثم تقول: وأجد النساء ينتظرنني بأطفالهن وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حرير فارسية، وهو في نظري لباس حداد علي.ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي، وأتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي، والتشاؤم ينتابني على المستقبل. ثم تصرخ وتقول:خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة الزائفة (تعني المال) واسمعوني كلمة ماما.

ثم تقول هذه الأبيات:

لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقـد قـيل فمـا نالـنـي من مقـالها
فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل منالها بعض طفل تضمه فـهـل مـمـكن أن تشـتريه بمـالها

من محاضرة "السعادة بين الحقيقة والوهم" للدكتور: ناصر العمر

وهذا لا يعني أن تترك المرأة التعليم ولكن لا أنصح أن ترفض الزواج بدون مبرر، ويمكنها الاتفاق أو الاشتراط على زوجها لمواصلة التعليم.

فتحولت المرأة التي كانت تناضل بضراوة إلى مخلوق منبوذ يتهرب منها حتى المناضلين الذين رافقتهم في حمل السلاح وتجشم الصعاب. وقد وقعت عدة حوادث من مناضلات ضد رفاقائهن في الميدان خاصة الذين آثروا الزواج من فتيات صغيرات وناعمات إن صحت التسمية وهم الذين كانوا يتعهدون بالزواج منهن بعد الاستقلال ولكنهم حنثوا وخانوا العهود فماذا كانت النتيجة؟

مقتل عدد من المناضلين فعلى سبيل المثال هذه قصة مؤسفة وقعت في ضواحي عيلا برعد لمناضل دفع روحه ثمناً لرفضه الزواج ممن كان يعدها ويتعهد لها في الميدان ولم يكن يتوقع أن تعيش المسكينة حتى الاستقلال ولكن قدر الله وما شاء فعل فحين حضر المغدور إلى قريته احتفى به أهله وعرضوا عليه الزواج فرفض الزواج إلا ممن تعهد لها في الميدان إلا أن والده وصديقه ألحا عليه بالزواج من فتاة يعرفونها وأقنعوه بأن هذه المناضلة لا تصلح أن تكون له زوجة وهي مسترجلة حتى وافق على الزواج ممن اختارها ذوه فعلمت المسكينة بيوم الزواج واعدت نفسها للانتقام منه ومن أبيه وصديقه فتنحت بهم جانباً ولم يعلموا أنهم سيتعرضون لمثل هذا المصير فأخرجت السلاح الذي كانت تخفيه تحت ملابسها وأمطرت الثلاثة بوابل من الرصاص ليلقيا حتفهما ثم أنهت الجريمة بقتل نفسها) هذا كان حال الكثير من المناضلات اللواتي استرجلن بسبب وضعهن في المكان الغير مناسب في الميدان.

• ساهمت بالمال وذلك بدفع الاشتراكات الشهرية المقررة على كل المواطنين بل وتبرعت بحليها من أجل الوطن في الماضي والحاضر.

3. حال المرأة الارترية بعد الاستقلال:

ماذا عن حال المرأة الارترية بعد الاستقلال؟ الجواب: تم تكريمها، ونالت كافة حقوقها، فتح لها مجال التعليم، تم توثيق وتدوين بطولاتها ومنجزاتها، استكتبت مذكراتها، فتحت المصانع أبوابها لها، تم العناية بالمسنات، تم تقديم العون لمن فقدن الأبناء والأزواج والآباء في الحرب الطويلة، تمت محاربة الأمية في أوساطهن وفتح أفاق التعليم المحلي والإقليمي أمامهن والسماح لهن بالابتعاث إلى الخارج لكي ينهلن العلوم المعاصرة ويتخصصن في شتى مجالاته؟ (مهلاً أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة كل هذه أحلام في مخيلتي) وكم تمنيت لو تحققت هذه الأحلام ونالت المرأة الارترية كل ما ذكر وأكثر لأنها تستحق أكثر وبجدارة وليس جباية أو هدية ولكن الواقع يدحض ويكذب أحلامي التي أرجو أن تتحقق في المستقبل الذي يبشر بالخير إن شاء الله ثم بجهود أبناء ارتريا وبنات الذين يعملون ليل نهار في سبيل التغيير إلى الأحسن وحفظ الحقوق للكل دون تمييز باللون أو العرق أو الجنس تحت سقف وطن يحكمه دستور ويسوده القانون. لأن ما حل بالمرأة الارترية يندى له الجبين.

حيث أصبحت ضحية نظام ساواها مع الرجل ولكن ليس مساواة تتناسب مع تكوينها وأنوثتها ولكن مساواة تهين كرامتها وإنسانيتها وليته يخفي هذه الأمور المخزية ولكنه يبرزها عبر الفضائية السماة (Eri-Tv) حيث يؤتى بامرأة ميكانيكي، وامرأة تقود المعدات الثقيلة، وامرأة نجار مباني وليس نجار ديكور أو تصاميم منزلية أو فنانة تشكيلية أو طبيبة أو مترجمة أو سفيرة أو إعلامية ولكن يؤتي بامرأة تكنس الشوارع ثم يقول أبواقه من المغفلين : والله النساء ينظفن الشوارع أحسن من الرجال! أي عقول أو قلوب يحملون هؤلاء وإذا سألت أحدهم كما فعلت أنا مع صديقي المصفق هل ترضى أن تعمل أمك أو أختك أو زوجنك أو ابنتك عاملة نظافة في الشوارع وليس في مصنع أو مكتب أو دائرة بعيداً عن الأنظار انتفض نافشا ريشه (وجاتو الهاشمية) وتحول إلى أسداً هصوراً له زئير وزمجرات رافضاً أن تكون أمه في مكان تلك المرأة التي يتاجر باسمها.

وقد تابعنا تلك الأم التي وهبت 5 من أبنائها في صفوف الجيش الشعبي لتحرير إرتريا لا أقول فقدت لأنهم لم يقتلوا بل استشهدوا في سبيل الوطن وقد ظن مقاول البرنامج المتغطرس أنه سيتاجر باسم هذه المرأة التي قالت بالحرف واللقاء مسجّل لمن يريد الاطلاع عليه (لقد فقدت ابنائي الخمسة وأنا امرأة وحيدة كنت أعيش من عمل لا يسمن ولا يغني من جوع حتى أصبحت صورتي مخيفة (هي قالت مثل الشيطان) وأنا أرباء بهذه الأم أن أشبهها بالشيطان ثم تقول إلى أن جاء أحد معارفي الذي يعيش في الغرب ورأى حالتي فقام بشراء منزل أسكن فيه وسجله باسمي، وقد قمت بدوري بتسجي المنزل باسم الحكومة لكي يتم فيه غيواء من هم على شاكلتي بعد وفاتي يا سبحان الله ما أعظمك ايتها الأم؟ تقول ذلك والحضور يصفقون والنظام يضمن الاستيلاء على هذا المنزل الذي تبرع به مواطن وهي تتبرع به لشعورها وإحساسها بمعاناة عدم امتلاك المأوى. لك الله يا شعبي.

لقد تعرضت المرأة الارترية الأمللسجن والاعتقال بسبب هروب ابنها أو ابنتها من الخدمة. وتعرضت المرأة الارترية للسجن والتعذيب والموت في الصحاري والقفار والمحيطات هرباً من زبانية النظام الذي تحول إلى بعبع مخيف.

وقعت المرأة الارترية في براثن الرذيلة بسبب اعتداء مسئولي النظام عليها ثم رميها في قارعة الطريق لكي تكون هدفاً لطالبي المتعة الحرام، بل أهينت كرامتها أمام مرآي ومسمع من الناس عبر الفضائية يوم عرض التلفزيون برنامجاً عن تاريخ الدعارة في ارتريا ثم أجرى المذيع لقاءات مع عدد من بنات الهوى، ثم لما جيء بعدد ثلاثة نساء يرتدين الثوب (اللويت) لتقوم إحداهن بتعليم الأخريات كيفية تركيب العازل (الكاندوم) للرجل بنفسها أرجو أن يعذرنني أخواتي زائرات وعضوات المنتدى على نقل هذه المعلومات ولكنها واقعية ثم بماذا نفسر الإعلانات عن العازل الطبي (الكاندوم) المنتشرة في البلاد وفي بعض الصحف المحلية.

لقد أهانوا كرامة المرأة ثم يحتفلون بيومها العالمي بالرقص والضحك على الذقون. هذا حالها مع الأسف الشديد بعد الاستقلال الذي دفعت ثمنه بنفسها أولاً ثم بفلذات أكبادها فالاحتفال وحده لا يكفي طالما أن الحقوق مهدرة.

في الختام التحية للمرأة الارترية أينما كانت والتحية لمن غيبهن الموت بعد عمر حافل بعطاء لا مثيل له.

Top
X

Right Click

No Right Click