مكتبة باحمدون ودورها في الوعى الثقافي

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

تقع مكتبة باحمدون بشارع السلام المؤدي الى مسجد الخلفاء الراشيدين، وهو اكبر مساجد العاصمة اسمرا،

مسجد الخلفاء الراشدين 1900 

تاسست المكتبة في بداية اربعينيات القرن الماضي، وقد استمرت حتى الستينيات كمنهل مهم من مناهل العلم والمعرفة والثقافة في اسمرا بل في ارتريا، فجيل تلك الفترة يتذكر بان المكتبة كانت تعج بالمجلات والجرائد والكتب الثقافية.

ونذكر هنا المجلات والجرائد والصحف المصرية مثل مجلة:-

المصور ،
روزريوسف ،
سيدتي ،
اخر ساعة ،
صحيفة الاهرام ،
وغيرها.

بالاضافة الى الصحف المحلية التي كانت تصدر في ذلك الوقت بالعربية كصحيفة الايام والزمان وبعض الصحف الحزبية التي كانت تصدر باللغتين كالرابطة والاتحاد وغيرها.

والكتب الثقافية في كل مجالات المعرفة، ساهمت مكتبة باحمدون بدور مشهود في رفع الوعي لمرتاديها الامر الذي كان له اثر طيب في ان تقوم بعض الانشطة الثقافية ونذكر هنا افتتاح نادي ثقافي مرتديه من المديريتين الشرقية والغربية ليس بعيدا عن موقع مكتبة حمدون، يقع النادي خلف مسجد الخلفاء الراشدين بالقرب من فندق ابرا في اتجاه (اندى ماريام)، ابرز اعضاء ذلك النادي نذكر:-

• السيد/ عبدالقادر ادم خليفة ،
السيد/ احمد محمد حيوتي ،
السيد/ محمد احمد سرور ،
السيد/ صالح كرار ،
واخرين.

اما في كرن فقد افتتح نادي ثقافي بالقرب من سينما امبيرو كان يشرف عليه السيد محمد احمد سرور، يمكننا القول ان الاهتمام بالعمل الثقافي في ذلك الزمن كبيرا خاصة وان جيل تلك الفترة ورغم محدودية الامكانيات والتشعبات التي صاحبة مرحلة تقرير المصير الا انهم كانوا اكثر تشبثا بالاستنارة، وعلى قول فترة تقرير المصير وبروز حركات التحرر الوطني في افريقيا والمنطقة العربية، كان المواطن العادي متابع لتلك التطورات بشقف، ويحضرني هنا تحلق المواطنين حول المزياع لسماع برنامج الازاعي المصري الشهير انذاك في صوت العرب السيد احمد سعيد وبرنامجة بصراحة (اكاذيب تكشفها حقائق)، وراديو بي بي سي الذي كان يسمى راديو لندن وصوت المذيع السوداني المخضرم ايوب صديق.

يمكننا القول لعبت مكتبة باحمدون والاندية الثقافية دورا مهما مضافا اليها افتتاح مدرسة الجالية العربية (مدرسة الامل حاليا) الامر الذي مكن من التحاق العديد من الطلاب بها وهذا يؤكد الاهتمام الكبير الذي كانت تحظى به اللغة العربية، ونجد ان الاهتمام بالكتاتيب لتحفيظ القران كببرا ايضا وقد ساعد الطلاب مواصلة دراستهم باللغة العربية حتى عندما تركوا البلاد الى الخارج.

ومن ناحية ثانية اود ان اشير الى الجزور التاريخية للغة العربية في ارتريا وليس وليدة اليوم، ويكفينا شرفا ان اول من خاطب الجمعية العامة للامم المتحدة باللغة العربية هو الزعيم الوطني الكبير العم ابراهيم سلطان علي ممثلا للشعب الارتري وهذا لم يأتي صدفة بل يؤكد ماذهبنا اليه بان اللغة العربية لم تكن عارضة.

Top
X

Right Click

No Right Click