لن نصبح ايغور ارتريا
إعداد: جبهة الثوابت الوطنية الارترية
نظام افورقي الدكتاتوري الطائفي يعمل على تصفية الرموز الدينية الاسلامية الارترية واللغة العربية
حيث يتوعد بإغلاق وتصفية أقدم المعاهد الدينية في ارتريا وهي مجرد بداية لتصفية الهوية الاسلامية واستبدالها بهويته الطائفية.
بالأمس القريب تم اغلاق معهد عصب الاسلامي الاهلي واليوم تم تسليم مفاتيح معهد مصوع الاسلامي الاهلي اغلاقه نهائيا بعد تهديد ادارته وهو ليس مجرد معهد يدرس العلوم الاسلامية واللغة العربية للنشئ من ابناء المسلمين للحفاظ على قيم ومثل مجتمعهم فحسب بل هو اثر ديني تاريخي ظل يقدم خدماته التعليمية قبل وصول افواج الاستعمار الاجنبي الى ارتريا أي منذ عهد الدولة الاسلامية.
فان اغلاقه يعني اكثر من مجرد اغلاق معهد تعليمي فحسب بل يعني استهداف الهوية التاريخية لمسلمي ارتريا حيث ان مصوع كانت مدخل نشر الاسلام في ارتريا والمدينة الاسلامية التاريخية حيث قدمت اليها اول بعثة اسلامية وهم صحابة رسول الله الاوائل وبناته ولعل مسجد الصحابة هو الصرح الشاهد الاكبر على ذلك حتى الان والشئ المؤلم ان افواج الاستعمار ايطالي بكل جبروته والذي اصطحب معه أفواج المبشرين النصارى إلا انه لم يمس أي اثر اسلامي تعليمي كان او ديني بل احترم اللغة العربية ولم يستهدفها كما فعل الاستعمار الاثيوبي الحبشي ونظام افورقي هقدف ”المتحبش“.
وحتى الاحتلال الاثيوبي لم يمس المؤسسات التعليمية الدينة الاهلية هاهو نظام افورقي/هقدف تحت عباءة ”العلمانية الماركسية“ المزيفة يحاول تمرير مشروعه الطائفي المتستر الذي بدأ بعد التحرير حيث عمل على السماح ببناء حوالي 800 كنيسة في اراضي المسلمين في ارتريا.
وفرض لغة التجرينة المسيحية كلغة رسمية وحيدة للدولة الارترية وأقصى اللغة العربية فحسب وحسب بل فرض العنصر المسيحي 90 في المائة من موظفي الدولة الارترية وألان يكمل مشروعه الطائفي المتستر من خلال طمس أي اثر اسلامي في ارتريا تدريجيا بدأ بالمؤسسات التعليمية الاسلامية وثم تلحقه بعدها مؤسسات الاحوال الشخصية - المحاكم الشرعية - حيث ان أول ما تم استهدافه هو مدرسة الجالية العربية في اسمرا بعد التحرير تحت مختلف الذرائع.
وسكت الجميع ثم الحقها بمدرسة الضياء باسمرا احتج الاهالي ولكن قمعوا وسكت الجميع بعدها وأغلق المعهد الاسلامي بمدينة عصب وسكت الجميع ايضا وألان لم يعد السكوت يجدى فاليوم مصوع وغدا كرن واغردات وبارنتو وتسني وعدي قيح ومندفرا وغهلم جر من معالم اسلامية ارترية وقد يقول قائل انهم ايضا استهدفوا الكنائس نقول لم يستهدفوها بسبب هويتها الدينية بل لان مؤسساتها في الخارج اصحبت تستهدف نظام افورقي التي لها يتبعونها، انها تدرس بنفس لغة نظام افورقي وتحمل نفس هويتهم الاجتماعية فان دمجها في نظامهم التعليمي لن يشكل خطرا وجوديا كما هو الحال مع المسلمين.
لم يستهدف نظام افورقي مؤسساتهم التعليمية التبشيرية بقدر ما استهدف مؤسساتهم الخيرية الصحية كنوع من الضغط على امتداداتهم الاوروبية أي انه مجرد ضغط سياسي لا يستهدف هويتهم كما هو الامر مع مسلمي ارتريا و بالتالي ان ادعاء ان نظام افورقي تدفعه توجهاته العلمانية الماركسية حيث بعد ثلاثون عاما تذكروا ان هناك كنائس لها نشاطات ”دينية“ انما هو ذر للرماد في العيون ليس إلا.
حيث سبق وان تم مصادرة املاك الاوقاف الاسلامية 2001م بل اراضي المسلمين وممتلكاتهم تحت نفس الحجة وعمل هذا النظام على توطين المسيحيين في اراضي المسلمين و لم يكتفي باستهداف هويتهم الاسلامية فحسب بل جردهم من كل ما يملكونه حتى تكون ارتريا خالصة لهم تمثل هويتهم الدينية والثقافية ولا يبقى شئ لمسلمي ارتريا الذين يشكلون اغلبية اقاليم ارتريا التاريخية وهي ستة اقاليم من تسعة وحتى الثلاثة المتبقية فيها قبائل مسلمة معتبره ولها تاريخ ناصع في الدفاع عن هويتها الاسلامية عبر التاريخ.
وعليه نقول بكل صراحة ان استهداف المؤسسات التعليمية الاسلامية من قبل هذا النظام سوف يدمر كل اسس وثوابت الهوية الوطنية الارترية بل صيغة التعايش السلمي بين مكوني الشعب الارتري المسلم والمسيحي التي ظلت صامدة مئات السنين لاسيما استهداف الرموز الدينية الاسلامية بكل ما تمثله من قيم ومثل التي هي قيم ومثل المجتمع الارتري حيث ان اغلاق المعاهد الدينية الاسلامية انما هو مقدمة لطمس الهوية عبر عزل النشء المسلم الارتري عن قيم ومثل مجتمعه الاسلامية والتي تمثل جوهر هويته الوطنية.
ايضا وذلك من خلال دمجه في هويتهم الطائفية كما فعلوا مع الشباب المسلم من خلال غطاء ما يسمى ”الخدمة الوطنية“ التي يتم فيها اعادة صياغته من خلال دمجهم في هويتهم الطائفية ايضا وبالتالي اذا لم يتراجع هذا النظام الطائفي عن قراره في اغلاق المعاهد الدينية الاهلية المسلمة فأنه بذلك يكون قد وضع البلاد على مفترق طرق ولن يلوم احد اذا اختار الانسان الارتري المسلم الطرق الصعبة للدفاع عن هويته وحينها لن تنفع عبارات المرجفين ولا نداءات المتخاذلين ولن ننخدع بحجة ”العلمانية“ المزيفة في تبرير ما يفعله نظام افورقي/هقدف الطائفي ونقول للذين تنازلوا عن الدفاع عن هويتهم من أجل الحفاظ على وظائفكم الوهمية انكم ليس أكثر من موظفي في المشروع الطائفي وان لم تسارعوا الى الدفاع عن هوية المجتمع المسلم الارتري اليوم فلن تشفع لكم كل المبررات من حساب غدا. وقد اعذر من انذر.
وعليه نوجه نداءنا الى النخب الغيورة على مجتمعها وقيمه وهويته ونقول ان الوقت قد حان ان نتخلى عن اختلافاتنا السياسية والأيدلوجية والفكرية لنتوحد من أجل الدفاع عن مجتمعنا في الداخل والذي يتعرض لأكبر حملة لإلغاء وجود مجتمع.
وفي الوقت الذي نتمسك فيه بالشراكة بين مكوني ارتريا تاريخيا الا ان تلك الشراكة تحتاج الى قوة لتأكيد مبدأ الشراكة عن جدارة وعليه فأننا نطالب الجميع المشاركة معنا عبر الحملات الاعلامية والتحرك وسط المنظمات الدولية وغيرها لكشف وتعرية سياسات هذا النظام الجائر الذي بات خطرا على وحدة النسيج الاجتماعي في ارتريا ولضمان أمن وسلامة الاقليم من اشتعال حروب داخلية التي قد تتسبب فيها سياساته الرعناء والمجنونة تلك.
كما اننا ندعوها الى المشاركة في عقد مؤتمر عام تشارك فيه النخب وممثلي القوى السياسية والشخصيات الوطنية وقدامى حرب التحرير وذلك عبر وسائط التواصل الاجتماعي في اقرب وقت ممكن للتصدى لسياسات نظام افورقي التي تهدد وحدة الدولة و الشعب الارتري.
وألا ان لم نتصدى لهذه المخططات الان فأننا لا نستعرب بعد مدة ان يتم وصفنا ب (ايغور) ارتريا.