إلى متى سيعاني شعبنا من ويلات الطغمة الحاكمة؟
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أسبوعين انتقلت إلى جوار ربها السيدة رحمة ياسين عبي برق، وهي حرم المخفي قسرا
من قبل الزمرة الحاكمة في بلادنا السيد رباط الحسن إبراهيم منذ ما يقارب العشرة سنوات والمغفور لها توفيت في العاصمة السودانية الخرطوم التي وصلتها من ارتريا لحضور زواج ابنتها وبعد الزواج مرضت فجأة وتم إسعافها إلى أحد المستشفيات وبعد أربع أيام انتقلت روحها الطاهرة إلى بارئها. وكان من المقرر بعد الزواج إتمام خطبة ثاني بناتها إلا أن أمر الله أتي وكان أمر الله مفعولا.
والمغفور لها بإذن الله تعالي أم لأربعة أبناء ولدان وبنتان تحملت عناء تربيتهم في ظل غياب زوجها وشريك حياتها.
ويشهد الجميع للمرحومة بالصبر في تحمل أعباء تربية الأبناء وكانت طيبة المعشر محبوبة في وسط أهلها.
زوجها السيد رباط الحسن إبراهيم كان شخصية نشطة حيث كان يعمل في مختلف مجالات العمل وكان يمتلك مقهى ومطعم كما كان يشرف على نادي عنسبا الرياضي في مدينة كرن وكان يحظى باحترام وتقدير أبناء مدينته وسبق للتلفزيون الارتري أن أجرى معه مقابلة حول مجزرة عونا حيث شرح بالتفاصيل ما حدث في تلك المجزرة المروعة حيث نال سرده اعجاب الناس.
من الملاحظ أن شخصية بارزة ونشطة في العمل العام تصبح هدفا لعملاء الزمرة الحاكمة وبسبب الحقد والتهم الملفقة والباطلة يتم اعتقال الشخص وذلك دون تقديمه للمحاكمة وهذا ما حدث للكثيرين، فأي ضابط له الصلاحية الكاملة في اعتقال أي شخص بتهم باطلة وغير مسندة قانونيا.
ولا توجد سجون بالمفهوم الصحيح للكلمة، بل يتم زج أي انسان في أماكن مجهولة ونستطيع القول بأن البلد كلها أصبحت دهاليز تحت الأرض كما يتم الاحتجاز التعسفي في حاويات الشحن الكونتنيرات وفي الغابات وأمأكن أخرى.
الألوف من المواطنين تم اخفاؤهم ولا أحد يعلم أماكن تواجدهم. على سبيل المثال المعتقلين من الأمة والدعاة والأساتذة ومجموعة الخمسة عشر التي تضم مناضلين ومسئولين في مرافق الدولة المختلفة والذين كان لهم دور في مرحلة النضال أصبحوا بين ليلة وضحاها في خبر كان.
السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى متى سوف تستمر هذه المعاناة لهذا الشعب العظيم الذي هزم أكبر امبراطورية في افريقيا والتي كانت مدعومة من الغرب والشرق بعض الدول العربية. لا يمكن أن يعجز هذا الشعب عن مواجهة هذه العصابة، فعلا سؤال محير، لماذا أصبحنا عاجزين عن مواجهة هذه الزمرة. ينبغي أن نعمل على إعادة النظر في هذا الإخفاق.
من جانب آخر مواطنة ارترية السيدة زهور ابراهيم جمع متواجدة في النرويج وهي أم لثلاث أطفال، اثنين منهم مولودين في النرويج، وهي مهددة بالترحيل والتهمة هي أنها ليست ارترية، رغم مضي سبع سنوات عليها وهي في تلك البلاد وإدارة الهجرة والجوازات رفضت جميع الوثائق المقدمة لها والتي تثبت بأنها ارترية من مواليد مدينة كرن علما بأن والدها وشقيقها من اللذين تم اخفاؤهم قسرا من قبل الزمرة الحاكمة في البلاد منذ عام 1994 وهذه مأساة شعبنا سواء في الداخل أو المهجر وعليه المطلوب من الجميع التضامن مع هذه السيدة من خلال رفع مذكرات إلى الحكومة النرويجية عبر سفاراتها وعلى منظمات حقوق الانسان ان تقوم بواجبها بهذا الخصوص.
وآخر المعلومات تفيد بأن إدارة الهجرة قطعت المخصصات عن أسرة السيدة زهور، فالرجاء تقديم كل العون المعنوي والمادي لها في هذه الظروف القاهرة تعبيرا عن روح التضامن المعروفة لدى الشعب الارتري منذ القدم.
ابناءنا واخواننا وبناتنا يئنون في حظائر الزمرة الجائرة وعليه ادعو الجميع أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية والأخلاقية الإنسانية وندعو للفقيدة الراحلة بالرحمة والمغفرة والمخرج لزوجها.
وحسبنا الله ونعم الوكيل