علي الارتريين التضامن مع الشعب الفلسطيني

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

تشهد فلسطين المحتلة هذه الايام مواجهات حامية بين قوات الاحتلال الاسرائيلي المغتصب

أحمد ناصر وعلي محمد صالح 1977

والشباب الفلسطيني الاعزل، فالغارات المتواصلة على مختلف المدن الفلسطينية مازالت متواصلة، خاصة على قطاع غزة المحاصر، والاعتداءات على الاماكن المقدسة وحى الشيخ جراح في القدس المحتلة، مواجهات غير متكافئة بين شعب اعزل وقوات مدججة بمختلف صنوف الاسلحة ومنظومتها الصاروخية والطيران الذي يدمر كل شيئ، لكن ارادة الانسان الفلسطيني وتمسكه بارضه والعيش عزيزا مكرما فيها هى التى ابقت جذوة المقاومة واجبرت الصهاينة على الانسحاب.

وفي تطور نوعي كان ومازال قصف المقاومة الفلسطينية لمعظم المدن الفلسطينية المحتلة في عمق الخط الاخضر او ما يعرف باسرائيل، وهو الامر الذي ادخل الفزع والخوف في قلوب المحتلين، فقد كانت مفاجئة للعدو وكانت الدعوات لايقاف الحرب واللجؤ الى التهديئة، ليس هذا فحسب بل اظهرت المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها موقفا موحدا فاصطف خلفها كل الشعب الفلسطيني وهو امر اعجز العدو واخذ يتخبط، لم يكن امام الشعب الفلسطيني الا الصمود مهما بلغت التضحيات فالكل متامر عليه، معتمدا في ذلك على الله وامكاناته الذاتية المتواضعة.

لم نشاهد او نسمع موقف صريح من العالم العربي والاسلامي للاسف من ما يتعرض له الشعب الغلسطيني، وكذا بقية المجتمع الدولي خاصة امريكا واوروبا وموقفها المنحاز للصهاينة، ولكن ها هى المقاومة البطلة في ارض الرباط قد فرضت موقفا جديدا سوف يكون له ما بعده، كما قال القائد فالصحف الاسرائلية بدأت في انتقاد موقف حكومة نتنياهو وتستقرئ المشهد وتتنبأ بزوال كيانها الغاصب كما جاء في صحيفة هارتس خلال اليومين الماضيين.

يرتبط الشعبان الارتري والفلسطيني بعلاقات وطيدة، فالثورتين ربطهما النضال المشترك من اجل اجلاء المحتل من بلديهما منذ الستينات القرن الماضي، فتوطدت العلاقة خاصة العلاقة المميزة بين القائد الشهيد عثمان صالح سبى ورمز النضال الفلسطين القائد الشهيد ياسر عرفات (ابو عمار) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، رحمهما الله، لم تكن للثورة الفلسطينية علاقات مع معظم الدول العربية في بدايات تأسيسها فكان القائد سبى هو حلقة الوصل بين الثورة الفلسطينية والبلدان العربية التي لم تكن لها علاقات بالثورة الفلسطينية، والذي سهل ذلك تمتع القائد سبى بحرية الحركة لحمله جواز سفر دبلوماسي، ومع مرور الزمن توطدت العلاقة بين الثورتين، وقدمت منظمة التحرير الفلسطينية العديد من المساعدات في مختلف المجالات، فكانت مكاتب المنظمة بمثابة مقرات لنا في الثورة الارترية وحتى اتصالاتنا بداخل الميدان في ارتريا كانت تتم عبر مكاتبها قبل ان تتطور حركة الثورة الارترية وتستغل وسائلها الخاصة.

وشواهد التلاحم الارتري الفلسطيني كثيرة ولكننا نذكر منها مشاركة الارترين الى جانب قوات الثورة الفلسطينية في احداث ايلول الاسود في الاردن في العام ١٩٧٠م، وكذا في لبنان في احداث قلعة الشغيف، وفي مجال دعم الثورة الفلسطينية للثورة الارترية يمكننا الاشارة الى ماقدمته قوات الصاعقة في العام ١٩٧٥م اثناء حصار اسمرا، حيث دخلت صواريخ قراد لاول مرة الى ارض المعركة كأول دعم من قوات الصاعقة، وكانت كمية تلك الاسلحة حمولة ثلاثة طائرات تبرعت سفارة ليبيا بدمشق بمصاريف شحنها من دمشق الى الخرطوم بمبادرة من سعادة السفير الليبي حسني المدير، وهى الاسلحة التي شاركت في معارك اسمرا وكان اثرها كبيرا ومفاجئا للعدو الاثيوبي وغير موازين المعركة، وان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قدمت بعض المنح التدريبية في مجال الاتصالات اللاسلكية لدفعات من المقاتلين الارترين، ومنظمة فتح التي كانت على الدوام في خط المساعدة قدمت العديد من الدورات التدريبية التي خرجت بعض الضباط برتبة الملازم.

شارك وفد يمثل منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر الوطني العام الاول لجبهة التحرير الارترية المنعقد في العام ١٩٧١م؛ كما كان للاعلامي الكبير محمد ابو عزة محرر مجلة الطلائع دورا مميزا في عكس النضال الارتري التحرري من خلال كتاباته عن نضال الشعب الارتري وثورته في مختلف الصحف والمجلات العربية، وتوالت المواقف المشرفة للثورة الفلسطينية فكانت منظمة التحرير الفلسطينية حضورا ايضا في المؤتمر الوطني العام الثاني للجبهة، ولم ينقطع الدعم الفلسطيني وان علاقات المنظمة كانت مع جميع فصائل العمل الوطني الارتري.

هذا غيض من فيض العلاقات الارترية الفلسطينية وعلى الارتريين اليوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع في الدفاع عن وجوده والمشاركة في الفعاليات التي تقام في اى بقعة من العالم كالمظاهرات وغيرها رافعينا علمنا الوطني الاصلي وفاءا وعرفانا واحقاقا للحق.

النصر للشعب الفلسطيني المناضل
الهزيمة والعار للصهاينة وسدنتهم

Top
X

Right Click

No Right Click