طره ولا كتابة؟
بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري
نرى تفاؤل وابتهاج البعض لتقرير الاتحاد الاوروبى بفرض حظر على احدى ازرع النظام
وليس رأس النظام.. مازال جمعنا الكريم حالمون. نعلم ان الاتحاد الاوروبى اتخذ قرارات سابقة بنفس الفهم من ممارسات غير انسانية وضد حقوق الانسان يمارسها النظام الطائفى. ولكن بين ليله وضحاها رجع وصار اكبر داعم للنظام ولم يكترث بمستخرجات قرارتة. طالما ان الضحية (امتنا المهمشة) غير معنية بما يحاط بها وليس لها صوت. وها هو نفس التقرير يبرز للسطح مره اخرى، ورغم ان ظروف القهر والاغتيالات لم تتغير!
اذ هناك ظروف اخرى والمقصود بها احداث تجراى وخصوصا بعد الدلائل التى تؤكد دخول القوات الارترية وانتهاكها لجرائم داخل تجراى. ونظرا للوجود الدولى السياسى لتجراى واستثمار اموالها فى كسب عطف المجتمع الدولى وخصوصا بعد فشل قواتها التى كانت تتفاخر بعددها وعتادها!
اما اقرار رئيس الوزراء الاثيوبى اليوم بمشاركة القوات الارترية والتقارير التى تؤكد انتهاكها لممارسات جرائم حرب. فانها ليست بجديده ورغم الانكار الشديد من قبله وقبل النظام الارتري لشهور عده. وايضا تاكيد ابى احمد برفضه لممارسات القوات الارترية واستنكاره عبر خمس مراسلات تمت مع اسياس افورقي! فهذا كله عباره عن ترتيبات لقرارات قادمه عبر تجريم لمكون محدد وتم الترتيب له بمشاركة قوى الخصام من اسياس وتجراى تجرنيا وابى احمد... بان قوى الانتقام والثأر والارهاب هم ناس الشلوخ (المسلمين) ولابد من القضاء عليهم.. لماذا لا والكل (حكومة وشعب تجراى والنظام الارتري ومجموعات الاغازيان والخ) اعلنوها وبكل وضوح وخصوصا ان الغرب تقبل هذا الطرح قبل اسابيع معدودة.
ما تم ذكره اعلاه هى ممارسات صارت قدرنا وليس لنا يد فى تغيرها نظرا لضعفنا ولكن علينا التركيز فى ما يمكن فعله وتغيره داخل بيئتنا وحاضنتنا الطبيعية من امه يجمعها التاريخ والحقوق.
لابد من تشخيص المرض وبكل صراحه وعلانيه لان ما يجمعنا اكبر من فلان وعلان. ما يجمعنا هو الارضية الصلبة التى ارتوت بدماء ذكية ولا نرضى ان تذهب هباء.
مجريات الاحداث الان تتمحور حول تهافت سلبى ورداءه المواقف السياسية والانسانية.
صارت بعض القيادات والنخب المنظره تتسابق بتحديد مواقف مع العدو حيث كان النظام الطائفى المجرم او تجراى تجرنيا وسياسة الانتقام والاستحواذ.
النظام الارتري مر بمواقف مهلكه وحروب مع دول جوار وضعف معنويات وفشل داخلى وخارجى واحداث دولية من حظر وتنديدات. وكان من السهوله استثمارها حتى لا يقف على رجليه مره ثانية ولكن للاسف نرى ان الضحيه من امتنا يهرول لمساعدة من هتك حرمته وحقوقه وتاريخه، للنهوض مره اخرى.. تارة باسم السيادة وتارة باسم الوطنية وتارة باسم الانسانية.. ولكن لا نرى اى تهافت ولو صوريا لاعادة اللحمه والاستنهاض بالامه المقهورة وضياع تاريخ واجيال.
بناء على ابجدية الفهم السياسى فان اى موقف لابد وان يكون طبقا لمسببات منطقية واستراتيجية وجوهرية وتعكس مصالح ومكاسب. لكن الواقع الملموس امامنا يعكس ان بعض القيادات والنخب تتسابق فى صراع محموم ضد واجهة تجمع قواها. عناصر ادمنت التنظير عبر اختراقات داخل امتها بغرض النميمه وتشتيت المشتت والفتن ونشر معلومات مغلوطة بين اصحاب القضية والحقوق الواحدة. فى عالم تسوده سياسة البقاء للاقوى وليس هناك اى واعظ حقوقى ولا انسانى.
الا يكفى الزمن الذى استهلكوه بالامس ومناصرة هقدف وازنابه من مدرخ وكفايه وتجراى تجرنيا والاغازيان. وانشقاقات داخليه وشيطنته اى تجمع او تنسيق داخلى.
ويتسابقون اليوم بالتبرير بالمفهوم الانسانى لدعم العدو من تجراى تجرنيا او عبر السيادة والوطنية للنظام الطائفى؟
ألا يكفى الزمن الذى استهلكوه فى جمع الاخبار والتقارير عبر الصفحات الصفراء من قبل النظام او اعلام تجراى والتبارز الاسفيرى لتأييد طرف ضد الاخر عبر نشر تفاهات الامور... والاشهار... تابعوني فى الصفحات العنكبوتية... وهم يصرخون بكل قواهم لدعم النظام او تجراى؟ بينما يتهربون من حقيقة وضعهم السلبى تاريخيا. ورفضهم العودة لقضاياهم بطرح اسس وافكار واطروحات، التى تهم امتهم وحقوقها العادلة والعمل على تقوية وحدتنا وموقفنا والكفاح من اجل استعادة التاريخ ورخاء وطن يجمع الكل.
فما هو الحل؟
الحل يكمن فى معالجة تلك الظواهر المميته والشائنة عن طريق تعاضد الكل من افراد واسر والاباء والرعيل والقمم الوطنية من مجتمعنا بوضع اسس وقواعد ملزمه وصارمه لتربية وتهذيب مسار مشروعنا الشرعى بتطبيق قانون من ادانه وسحب وعزل وفضح كل من تسول له نفسه للاساءه لدماء الشهداء والتغريد خارج السرب حيث كانت طموحات فردية او مكاسب ماديه واستثمارات خارجية. لان اذا لم يتدخل المجتمع بالنصح والارشاد والثواب والعقاب فان هذة الظاهرة سوف تقتل تاريخنا ومستقبل ابنائنا. ونراها واقع انتشر بالداخل عبر عملاء من امتنا كان لهم دور اساسى فى وسجن وتعذيب واغتيال شيوخنا وشبابنا وامهاتنا والاعتداء على اخواتنا.
هناك من هم على استعداد لوهب حياتهم من اجل اكمال المسيرة... وهناك من يرمى قطعة معدنية (طره ولا كتابة) حتى تحدد موقفه ويستثمر تضحيات الغير. فحان الوقت لايقاف هذا الاستنزاف.