الذكرى السابعة والخمسين لمعركة تقوروبا التاريخية
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى، لندن
يصادف يوم الخامس عشر من مارس ٢٠٢١ الذكرى السابعة والخمسين لمعركة تقوروبا التاريخية.
ففي شهر فبراير من سنة ١٩٦٤ ظهرت لأول مرة وحدات من جيش التحرير الارتري في منطقة باب جنقرين، فانزعجت الحكومة الاثيوبية عند سماعها خبر وصول قوات الجبهة التحرير الارترية إلى المنطقة وأعلنت الاستنفار الشامل وبدأت عملية التعبئة في صفوف قواتها، وقد توجهت قوات من البوليس "الشرطة" المدججة بالسلاح إلى المنطقة لملاحقة الثوار، إلا أن قوات الجبهة التحرير الارترية تمكنت من التصدي لقوات العدو وذلك في يوم ٨ مارس ١٩٦٤ بنصب كمين محكم أدى إلى مقتل جميع جنود قوات العدو الذين كانوا في ناقلات جنود العدو وكان يقود تلك القوات يومها النقيب "كابتن" عقبانكئيل كفلاي والذي لقى مصرعه في المعركة.
كانت معركة باب جنقرين أول معركة تقع في المنطقة حيث حقق فيها الثوار نصرا كبيرا وشكلت الهزيمة صدمة لقوات العدو وللسلطات في مدينة كرن حيث غنم الثوار كميات من الأسلحة والذخائر والقنابل اليدوية.
حاولت السلطات الاثيوبية أرسال قوات إضافية لملاحقة الثوار إلا أن نصيبها كان الفشل الذريع.
بعد المواجهة في معركة باب جنقرين الشهيرة وبعد فترة وجيزة وفي ١٥ مارس ١٩٦٤ وقعت معركة أخرى كبيرة بين العدو وجيش التحرير الارتري في منطقة "تقوروبا" وهي تعتبر من المعارك الخالدة في التاريخ القتالي لجيش التحرير الارتري حيث كانت المعركة من أشرس المعارك، واجه فيها الثوار الجيش النظامي الاثيوبي الجيد التدريب والتسليح برغم عدم التكافؤ في العدد والعتاد.
حقق الثوار انتصارات كبيرة حيث الحقوا الهزيمة النكراء بجيش العدو، وعلى إثر تلك الهزيمة قامت الحكومة الاثيوبية وكرد فعل انتقامي على ما لحق بها في المعركة من خسائر بتعليق جثث الشهداء على أعمدة عالية في مدن بارنتو واغردات وكرن وتسني وكان الهدف من تلك العملية هو إضعاف معنويات المواطنين وإظهار قوة وجبروت الحكومة الاثيوبية وإثارة الرعب والخوف في صفوف الشعب.
لا شك أن منظر تعليق جثث الشهداء في مدينة كرن كان مستفزا ومثيرا للحزن والكآبة مما أثار فعلا موجة من الغضب العارم والحزن في المدينة فأخذت الدموع تنهمر من عيون شيبها وشبابها، وكان رجال المباحث يراقبون ردة فعل المواطنين على ذلك الحدث. أما عملاء النظام فكانوا يقولون هذا مصير "الشفتا" الثوار.
وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة أتقدم بهذا النداء المخلص آملا أن يجد أذانا صاغية في أوساط شعبنا نتيجة الأحداث الأخيرة في اثيوبيا وتورط النظام الارتري فيها، حيث تتوفر حاليا مؤشرات تدل على أن نظام اسمرا آيل للسقوط ومن هذا المنطلق فإن جهات خارجية ذات نفوذ دولي واسع بدأت تسعى لإيجاد بديل للنظام ورأسه، وبدأت ترشح بعض الأسماء كبدائل، وعليه فعلى الأخوة في المجلس الوطني وجميع القوى السياسية ومنظمات العمل المدني والناشطين المستقلين ينبغي على كل هؤلاء القيام وبأسرع فرصة بتكوين حكومة في المنفى تقطع الطريق على الدسائس التي تحاك وراء الكواليس لتلافي خطرها والسياسات التي قد تفرض غدا كأمر واقع.
اللهم إني بلغت فأشهد.