الآمال الاريترية بعد الحرب الأثيوبية

بقلم الأستاذ: ياسين حسب الله - كاتب إرتري - لندن، المملكة المتحدة

إلى أين تتجه الآمال الاريترية ؟ لا شك أن الآمال عريضة والطموحات كبيرة بعد نهاية الحرب مع الوياني

أسياس أفورقي

التي شاطرت إريتريا العداء بعد تمكنها من حكم إثيوبيا، مما أرهق الشعب الارتري سواء بالحرب المباشرة أو الحرب بالوكالة وحالة لا حرب وسلام التي دامت ربع قرن قبل أن تلتقط ارتريا أنفاسها، من حرب التحرير مما حول ارتيريا الى ثكنة عسكرية، وفرضت على شبابها التجنيد إلى أجل غير محدد، وحولت تنميتها إلى الجمود، ودساتيرها الى الادراج، ومعارضيها إلى السجون، ووحدة شعبها على المحك.

وكل هذا فرض ضائقة معيشية على شعبها مما أجبر شبابها نحو الهجرة واللجوء إما هروبا من التجنيد أو لمصارعة مطالب المعيشة.

و صب هذا بدوره بالغضب والامتعاض نحو الحكومة الاريترية التي عجزت عن الخروج من هذا المأزق الذي وجدت فيه نفسها وتعاظمت الأصوات الساخطة في الداخل والخارج و قوبلت كلها بصرامة وقسوة، تحت مبرر إن البلد في حالة حرب وإن أي تساهل أو ارتخاء من جانبها سيمكن الأعداء المتربصين في الحدود للانقضاض على ارتريا واستقلالها الذي تحقق بشق الأنفس والتضحيات الجسام، وأن أي تهاون لا يمكن تجاوزه.

حتى هنا لا خلاف ولا جدال فما كان يحاك لإريتريا من مؤامرات عصية على الحصر، ولولا الصمود الصلب رغم الصعاب لسنوات طوال لكانت إرتيريا في مهب الريح وفعل كان. لكن هذا كان باهظ التكاليف وتسبب في تصدع كبير.

والآن وبعد تحول الاموربفضل هذا الصمود وهذه التضحيات، وتغير عجلت الحكم في إثيوبيا إلى قوة حليفة والخصوم من جبهة الوياني صاروا أثرا من بعد عين وفي ذمة التاريخ.

تبدو الفرصة مواتية والظرف في مصلحة ارتيريا إذا أرادت القيادة أن تقوم بالاصلاحات اللازمة، التي طال انتظارها و كبحت كلها بمقتضى حالة الاستنفار التي عاشتها اريتريا على الأقل من وجهة نظر الحكومة.

والان ان كان لإريتريا الأمل نحو الخروج من هذه الخروقات التي لامست الشعب الارتري بأكمله فلابد من القيام بحزمة إصلاحات لا مناص منها أولها العفو العام عن كل المساجين السياسيين الذين يقبعون في السجون دون محاكمات لسنوات طويلة وتكوين لجنة للنظر في المظالم العامة التي طالت أفرادا وجماعات، أولها: برد الاعتبار إليهم وتعويضهم وتعويض أسرهم لمن وافتهم المنية.

تفعيل الدستور الإريتري و بناء قضاء مستقل للبت في القضايا المدنية.

العمل على خلق برلمان نزيه من كل فئات الشعب منتخب ديمقراطيا، يعمل من أجل تشريع قوانين تتلاءم مع خصوصية وطموحات الشعب الارتري.

فتح صفحة جديدة للمعارضة السياسية وتوفير الأرضية المناسبة لعودتها للقيام بدورها.

العمل على سن قوانين وضمانات لعودة رأس المال الوطني وجذب الاستثمارات الاجنبية وفتح مجالات البناء وإزالة كافة العقبات في البيع والشراء للعقارات والملكية الخاصة والكثير الكثير منها بناء الثقة بين فئات الشعب وتمتين وحدته وصيانة كرامته التي انتهكت.

محاربة كل أشكال العنصرية والفئوية والمناطقية والقبلية

النهضة بالتعليم وتوفيره لكل الأجيال الصاعدة وتكافؤ الفرص بين كل المواطنين وان يكون القياس في المواطنة وليس في التبعية. هذه كانت بعض الآمال التي لا بد منها، ولكن خطاب الرئيس الأخير كان مخيب للآمال بكل المقاييس.. الرئيس أسياس بكل سلبياته وايجابياته وفي تاريخه الطويل التليد لم يعرف عنه القدرة على العفو سواء ً عند المقدرة ولا في حالة الضعف لذلك جاء خطابه مبتوراً باهتاً لا يحمل جديد سوى أنه وصل نهاية الطريق ولا يوجد في جعبته ما يمكن أن يقدمه، لا مما بإمكانه ولا ما يأمل أن يراه يتحقق.

Top
X

Right Click

No Right Click