حرب الدعاية وتزييف الحقائف

بقلم الأستاذ: محمود طاهر - كاتب وناشط سياسي إرتري - زيوريخ، سويسرا

إن المتابع لوسائل اعلام طغمة الوياني البائدة (تجراي ميديا هاوس أو وياني ديجيتال)

تقراي تقرنية 2 

ومعها بعض من ناكري الوطن والوطنية من الإرتريين، يعرف الاستراتيجية التي اعتمدها الوياني في مخاطبة شعبهم في تجراي وبعض الإرتريين الدائرين في فلكهم، فقبل الحرب بفترة غير قصيرة، كان يتحدث كبار قادة تجراي عن طموحات توسعية واقتطاع أجزاء من إرتريا وضمها لتجراي، وقد عملوا على ذلك منذ فترة طويلة باختراق المعارضة الإرترية وإضعافها بإنشاء كيانات تدين بالولاء الخالص لهم اقاذيان، بره مطائي، تجراي تجريبية، الوعاء الجامع لكل ذلك، واعتمادهم على استراتيجية أحداث شرخ بين النسيج الاجتماعي الإرتري، كان من أهم أهدافه طريق كسب بعض الإرتريين بطرق طائفية وقومية ودق الإسفين بينهم والآخرين ونجحوا فيها لحد ما.

لذلك نرى الحملة الموجهة ضد الجيش الإرتري والتي أتت باتساق عجيب وغريب، من الوهلة الأولى لا يمكن لأي شخص بعيد عن متابعة ما يدور في ساحة الإعلام من معرفة ذلك، فالوسائل السالفة الذكر عملت على استهداف مكونات محددة عبر برامجها و لقاءتها وجاء تقرير منظمة العفو الدولية والذي هو نسخ حرفيا لما تتداوله تلك الوسائل، مما يجعل مصداقية المنظمة في المحك، فكيف خفى على المنظمة أن المدعو فسها تخلى أنه من إقليم تجراي حتى لو خفى عنها انه من منطقة عدوى التي ينحدر منها جل قيادات الوياني كما له ارتباطات تنظيمية وأسرية بقيادتها.

الهدف حسب اعتقادي هو إرسال رسائل لشعب تجراي وبعض عملائهم من الإرتريين بان من يقوم بقتلكم وذبحكم هم أبناء المسلمين في الجيش الإرتري، لذا نلاحظ أن الوياني تناسوا عدائهم لأبى أحمد والجيش الفيدرالي ومليشيات الامهرا، وصبوا جام غضبهم تجاه الجيش الإرتري وتحميله كل الجرائم والكوارث الناتجة عن الحرب.

مبدئياً أؤمن شخصيا بان الجيش هي آلات قتل في كل الدول، وأنا هنا لست بصدد الدفاع أو اتهام الجيش الإرتري بارتكاب جرائم أو خلافه، لكن التركيز على الجيش الإرتري دون سواه هو ما يثير حفيظة الكثير من الإرتريين.

تقرير منظمة العفو الدولية حول مقتلة اكسوم يناقض ما جاء في تصريح سابق لوسائل إعلام الوياني من قبل، وادعائهم بان المدينة صارت تحت قبضتهم بعد طرد القوات الإرترية، وتقرير المنظمة لم يذكر لما جرى للمواطنين في زالمبسا عند دخول الجيش الفيدرالي والإرتري، فقد دعى قادة الوياني إلى خروج الشعب في مظاهرات ضد هذه القوات، وقام الشعب بالفعل بالتظاهر ضد تلك القوات ما أدى إلى مقتل ٥٠ شخصا وإصابة العديد، ولو لا تدخل الجيش الإرتري ومنع قوات الحكومة الفيدرالية الذين كانوا مازالوا تحت صدمة وتأثير ما حدث لرفاقهم من قتل وذبح في معسكر الشمال قبل فترة قصيرة، لحدثت مذبحة كبرى، لماذا لم يتطرق لهم تقرير منظمة العفو الدولية او اعلام الوياني الخبيث،

• هل لأن سكان زالمبسا هم نموذج للمناطق الحدودية التي يكون سكانها من عابري الحدود والهوية القومية؟

• أم أن دماء من سقطوا في اكسوم أذكى من دمائهم؟

بحكم ان قيادات الوياني ينحدرون من مثلث شيرا اكسوم عدوى، لكن نفس الإعلام عاد وروج للتقرير لان محتواه يصب في نفس النهج الدعائي الذي يقوم على تشويه الجيش الإرتري، و تركيزهم على مدينة اكسوم الهدف منه كسب التعاطف بين اوساط الارتريين باعتبارها مدينة لها رمزية دينية عند المسيحيين، وخير مثال على دعاية الوياني قصة الفتاة موناليزا التي اتهمت على قناة البي بي سي الجيش الفيدرالي بالاعتداء عليها وادعت ان الجيش الإرتري انقذها، وعادت واتهمت على قناة الجزيرة الجيش الإرتري، وفي النهاية خرج والدها المقيم في أستراليا ليدحض تلك الاتهامات وينطق بالحقيقة، أن إصابة ابنته كان في ال4 من نوفمبر والذي يصادف هجوم قوات الإقليم على قاعدة الشمال في تجراي لينقلب السحر على الساحر.

نقطة أخرى كيف يمكن تفسير إتهام الجيش الإرتري بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية المزعومة، غير ترسيخ الأحقاد بين شعب تجراي والشعب الإرتري خاصة المسلمين آسف للتخصيص، لكن لأن إعلام الوياني لم يترك اي عذر نلتمسه لهم فيما يقومون به، وكل المؤشرات والدلائل على ان هذه الخطة تتم بايعاز ممن تبقى من قيادات الوياني داخل جحورهم، الهدم من الداخل لإرتريا.

من له مصلحة في التطهير العرقي إن حدث هم مليشيات الامهرا، فلديهم صراع على الحدود من ولقيات إلى ريا فهذه المناطق هي مناطق صراع كل يدعي تبعيتها، لذا تقوم مليشيات الامهرا بالتطهير العرقي لجعل التيجراي يهربون إلى مناطق أخرى داخل الإقليم وحديث الإدارة المؤقتة لاقليم تجراي اتهمت مليشيات الامهرا بطرد المدنيين من مناطق غرب تجراي، وذلك على لسان قبري مسقل كاسا عضو الإدارة المؤقتة بالاقليم حسب وكالة فرنس برس كما ذكرت منظمة أطباء بلاحدود بان المهجرين من غرب تجراي بلغ عددهم ١٠ الف بذا يعمل الامهرا على التغيير الديمغرافي، بعد ان آلت تبعية تلك المناطق فعليا إلى إقليم الامهرا حاليا بقوة الحرب.

قد يتحرج بعض المعارضين في الحديث عن مثل هذه القضايا، و احيانا يختلط عند الآخر ان الحديث عن الجيش الإرتري باي طريقة هي تبرئة لرئس النظام الديكتاتوري عن الجرائم والكوارث بحق شعبنا، ولكن على الشخص ان يفرق بين الحقيقة والدعاية، وان لا نصبح ترس في آلة دعاية الوياني بدعاوي المعارضة والإنسانية الزائفة، على الاقل حتى ينجلى غبار هذه المعركة الدعائية بين الأطراف المتحاربة.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click