الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الانسان
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
احتفل العالم في العاشر من الشهر الجاري بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، والسؤال الذي يطرح نفسه
ماذا تم في مجال حقوق الانسان على المستوى العالمي، حيث لم نشاهد في هذا الجانب أي خطوات عملية في ردع الأنظمة الديكتاتورية. بل أن المشاهد هو أن الأنظمة الديكتاتورية لا زالت تتمادي في أساليب القمع دون رادع.
وأذكر في هذا الجانب على سبيل المثال لا الحصر ارتريا. فهذه البلاد ومنذ إعلان الاستقلال من براثن الاستعمار الاثيوبي الكهنوتي بعد ثلاثين عاما من الكفاح المسلح والذي قدم فيه الشعب الارتري الآف الشهداء من المناضلين والمواطنين إضافة إلى لجوء الآلاف من أبناء الشعب الارتري والذي توج نضاله مؤخرا بالنصر المبين. ففي عام 1994-1995 وتحت الظلام الدامس قامت الزمرة الحاكم للبلاد بحملة اعتقالات واسعة وتحت مبررات واهية حيث اعتقلت أعدادا كبيرة من مدراء المعاهد الدينية والمدرسين ورجال أعمال ومناضلين ومواطنين عاديين، كما قامت بقمع جرحى حرب التحرير الذين طالبوا بتحسين وضعهم المعيشي.
وفي عام 2001 اعتقلت الزمرة الحاكمة رؤساء تحرير الصحف المستغلة والصحفيين لأن نهجهم كان مختلفا عن نهج النظام ولأن نهج الزمرة الحاكمة كان ضد الرأي المستقل. وفي ذلك الحين طالب وزراء في الدولة ومسئولون رفيعون في دوائر حكومية بإدخال إصلاحات في سياسات الدولة وفي أجهزتها المختلفة، وهذه المطالب تتعارض مع سياسات الزمرة الحاكمة وعلى إثر ذلك قامت الزمرة الحاكمة باعتقال الجميع وهم ومنذ ذلك الوقت يئنون في غياهب السجون والبعض منهم يقبع في زنازين تحت الأرض وبعض المعلومات تؤكد أن الذين تم اعتقالهم في بداية التحرير تمت تصفيتهم.
قدم العديد من الناشطين الارتريين مذكرات بخصوص المعتقلين قسريا في البلاد إلى جمعيات ومنظمات حقوق الانسان الدولية بغرض النظر في وضعهم وقاموا بعمل إعلامي كشف انتهاكات حقوق الانسان في البلاد، ولكن للأسف لم تجد جهودهم آذانا صاغية وعجزت جمعيات ومنظمات حقوق الانسان عن عمل أي شيء في مواجهة الزمرة الحاكمة.
وكشف ذلك أن هذه المنظمات منظمات صورية ولا صلاحيات حقيقية لها في اتخاذ إجراءات رادعة. ومن الملاحظ أن مصالح الدول هي العائق أمام المنظمات خدمة لمصالحها الذاتية التي تتحكم في مصير الشعوب المغلوبة على أمرها.
أن العالم يشهد مأسي على مستوى الشعوب ولم تتخذ للأسف أي خطوات عملية لرفع الظلم عنها، وما يحدث يوميا في فلسطين وما يحدث في العراق وليبيا وسوريا وما يجري حاليا في اليمن من مآسي إنسانية والمجازر التي تعرض لها مسلمي الروهينغا فكل تلك المآسي لم تجد لها آذانا صاغية.
وفي الختام ندعو الله العلي القدير أن يجعل لسجناء الضمير في بلادنا مخرجا من حيث لا يحتسبون.