أبي أحمد ليس أبا للسلام بل هو أب للدمار

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

منذ أن اندلع القتال بين الحكومة المركزية في أديس ابابا والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي

أسياس أفورقي و أبي أحمد علي

قارب الآن الشهر وما زالت الحرب مشتعلة والمتضرر الأكبر بطبيعة الحال هو الشعب البريء والأعزل والذي أضطر للنزوح بالآلاف.

وأغلب النازحين هم من النساء والأطفال والعجزة والرجال الذين نزحوا إلى جمهورية السودان البلد المضياف وهذه في حد ذاتها كارثة، وهذه هي نتائج الحروب دمار بشري واقتصادي ...الخ.

السؤال الذي يطرح نفسه هل استطاع أبي احمد حسم الصراع لصالحه؟ في اعتقادي أن الموضوع معقد ولا يمكن حسمه بالسهولة فليست أعداد الجيوش ونوع الأسلحة هي التي تحسم المعارك، بل هي الإرادة القتالية والتي هي أهم عوامل الحسم العسكري.

كان ينبغي على أبي احمد أن يأخذ عبرة من الحرب الارترية الاثيوبية التي استمرت لثلاثين عاما، وأيضا حرب تيغراي مع الطغمة الحاكمة في اثيوبيا في تلك الفترة.

طبعا من الصعب مقارنة الجيش الاثيوبي من حيث العدد والعتاد بالثورة الارترية، بل أن إرادة الانسان ومشروعية قضيته هي التي مكنت من تحقيق الانتصار وذلك بعد تقديم التضحيات الجسام.

الآن ما يجري بين الجيش الاثيوبي والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، فمقاتلي جبهة تيغراي لهم تجربة قتالية كبيرة إضافة للإيمان العميق بالدفاع عن حقوقهم المشروعة.

وبالإضافة إلى ذلك خلال فترة حكمهم لإثيوبيا استطاعوا أن يؤمنوا أنفسهم من حيث التسليح والمال، وبحكم تجربتهم القتالية يعرفون جميع المواقع الاستراتيجية والخلفيات التي تؤمن ظهورهم عند القتال.

وهم لا يتعمدون على المواجهة في المعارك، بل يعتمدون على الكر والفر ووضع الكمائن واللجوء إلى حرب العصابات ويقومون في العادة بتدمير الجسور من أجل تعطيل حركة القوات المساندة وقطع الدعم، إضافة إلى ذلك فهم يستخدمون الأسلحة بعيدة المدى مثل الصواريخ لضرب الأماكن الهامة كبعض المدن وإرباك خلفية حكومة ابي احمد حديث العهد والذي كان يعتقد بأنه يستطيع حسم الحرب في فترة وجيزة، بل دخل في نفق مظلم لن يستطيع الخروج منه بسهولة وسيدفع هو وحليفه الطاغية اسياس ثمن الدخول في هذا المأزق الخطير.

نقف نحن الارتريون ضد الحروب لأننا خضنا تجربتها المريرة والتي فرضت علينا بعد اغتصاب الوطن العزيز، ولم يكن أمامنا خيار سوى الدفاع عن العرض والأرض، مهما كلفنا الثمن، وأخيرا انتصر شعبنا بعد تضحيات جسيمة وانتزع حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة. وأصبحت بلادنا عضوا فاعلا بين الأمم وعليه فإننا ندعو الطرفين المتنازعين إلى اللجوء إلى الحوار وعدم محاولة اقصاء كل للطرف الآخر والتي هي مرفوضة لأن الأوطان ملك للجميع.

ومن المؤسف أن يرفض أبي احمد المبادرات الدولية والإقليمية وهذا الرفض ليس في صالحه فلربما تتغير المعادلة لصالح تيغراي.

أدعو جميع الارتريين لإدانة تدخل الطاغية الحاكم في اسمرا في هذا الصراع الاثيوبي الاثيوبي وعدم اقحام ابناءنا في هذه الحرب التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

ولا بد من الاحتجاج برفع المذكرات إلى الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والدول الصديقة وأن أمكن كذلك الخروج في مظاهرات للتعبير عن رفض الحروب والتذكير بمآسيها.

Top
X

Right Click

No Right Click