صواريخ الوياني تقذف مطار اسمرا
بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري
كشف قادة الوياني عن قدراتهم العسكرية ومدي جاهزية تسليح جيوشهم بما اغتنموه من سلاح الحامية الشرقية
التابعة لقوات الجيش الأثيوبي الفيدرالي قبيل إعلان ابي احمد الحرب.
كان قادة الوياني علي إطلاع بمخططات ابي احمد التي اراد ان يجعل عنصر المفاجئة فيها اداة لحسم الخلافات السياسية. ومابين التخطيط والسباق استغل قادة الوياني حساب الوقت مما مكنهم من الاستحواذ علي الأسلحة الاستراتيجية التي كانت نصب اعينهم الي جانب تعبئة شعبهم وبدأ المراسلات الدبلوماسية للمنظمات العالمية والدولية والاتحاد الافريقي ومنظمة الإيغاد معللين بأن الخلاف سياسي بإمتياز ويكمن الحل في الجلوس للتفاوض مع الأخذ بتجهيز العتاد والعدة للحرب. لم يألو جهدا الا وقد طرقوه تفاديا لإتهامات المركز بالتمرد والإنفصالية.
أكد وهدد قادة الوياني علانية بأنهم مستعدون للتصدي بما يمتلكون من أسلحة عن العدوان المشترك بين حكومة ابي احمد وحكومة اسياس. وقد ان الاوان لضرب اسياس في عقر داره وبالتوازي ضرب مطاري بهردار وغوندر بإقليم الامهرا. ولا عجب أن يتم قصف مطار أديس أبابا في الأيام القادمة وشل أسطول الملاحة الجوية الأثيوبي الذي يعتبر أحد دعائم اقتصاد اثيوبيا.
الحرب البينية بين الحكومة الفدرالية لإقليم تقراي والحكومة المركزية اصبحت حمالة أوجه منه الصراع التاريخي والذي يلقي بثقل ظلاله علي الحرب الراهنة متكيفا مع تطورات المرحلة والأحداث. ولأن هذا النوع من الخلاف يصحبه تعبئة شعبوية سالبة تستقطب رواجا وتفاعلا من كلا جانبي الصراع حد غياب تحكيم العقل والمنطق. ولأن السياسة فن الممكن في ظل صون السلم المجتمعي يجب ان يتحلي طرفي الصراع بضبط النفس وروح مسؤولة و الا يزج بالشعوب الاثيوبية في دوامة صراع قديمة متجددة. كلما افلس حزب لجأ الي نبش التاريخ الدموي الغابر ودندن علي امجاد السابقون من ملوك وأمراء الممالك الإقطاعية. لدغدغة مشاعر الغلابة وحشرهم في أتون حرب قصيرة ومدمرة.
وفي ظل غياب اعلام محلي ودولي عن ساحة النزاع بدا كلا الطرفين يكيل للأخر اتهامات متبادلة بالخيانة والتمرد والإقصاء. وفي ظن العالمين بعقلية الطرفين وغياب الإعلام عن ساحة الإقتتال لدليل علي ان هذه الحرب عشوائية طاحنة اشبه بمحرقة بشرية. انها حرب الحشود والافواج البشرية كما هي عادة قواد اثيوبيا العسكريين التي خضنا معهم حرب الثلاثون عاما من التحرير وحرب الحدود التي حدثت خلال عامي ١٩٩٨م و ٢٠٠٠م.
صرح رئيس اقليم تقراي الدكتور دبرطيون بأنهم أسرو خلال حرب لا تتجاوز العشرة أيام ١٠٠٠٠ (عشرة الاف) عسكري من القوات الإثيوبية والإرترية ما يبين علي ان هذه الحرب لا ترقي لعمل عسكري ممنهج يراعي ادني قواعد العلوم العسكرية. مما يعكس حقيقة علي ان اضعاف هذا العدد وقع ما بين قتيل وجريح. ويكون نتاج هذه الحرب انهيار مدوي غير متوقع لذا ومن باب حفظ الارواح والثروات يجب علي الطرفان لإسكات صوت المدافع والإصغاء لنداء الضمير.
السيناريوهات المتوقعة خلال وما بعد الحرب:
يمكن أن يحقق قادة الوياني عبر صواريخهم الموجهة اليد العليا لضرب أهداف عسكرية وقطاعات حيوية تؤثر علي قدرات البلاد في المدة القصيرة الا انهم ونسبة لحصارهم من الجهات الأربعة ربما ينفد مخزونهم اللوجستي ويضطرهم لخوض حرب العصابات وفي كل الأحوال سوف لن تنعم اثيوبيا المقسمة إثنيا اصلا بالإستقرار. وستكون سنة التقراي بدعة حسنة ياخذ بها قادة الارومو بعض تقييم المرحلة مابعد اسكات التقراي وابعادهم عن المظهر السياسي الأثيوبي. حتما سيكون القدح المعلي لقادة الامهرا وسيتمادي ابي احمد وحزبه (الازدهار) لنصف سياسة الحكم الفدرالي مما يتيح المجال واسعا لهيمنة الامهرا وسيقابل بالرفض وتعيش اثيوبيا حالة من عدم الاستقرار السياسي.
اما علي الصعيد الارتري ونسبة لتنامي رغبات واطماع الامهرا بنشوة الانتصار سيعلو سقف المطالبة بعودة ارتريا الي الحاضنة الام (اثيوبية) وربما يتمادي اسياس مدفوعات بتلك الدعوات ليصرح مجددا عن احلامه ورغباته مرات عدة وربما يقوم اثر ذالك بخطوات عملية تنفر كل من حوله من المنتفعون بحكمه وتتوحد مطالب الشعب الارتري ويتعاف المسرح السياسي من الماضي الأليم وتعود لحمة الشعب مرة والي الأبد. وينعم الشعب الارتري بأمنه واستقراره.