في ذكرى الثورة الارترية.. هاشم محمود يكتب.. عواتي قائدنا وأدال فخرنا

بقلم الأستاذ: هاشم محمود - كاتب وروائي ارتري

في مثل هذ اليوم من العام ١٩٦١ فجر قائدنا الملهم حامد إدريس عواتي الثورة غضباً وناراً

سبتمبر

ضد المستعمر الإثيوبي، حينما اعتلى جبل (أدال) في ظهيرة الجمعة التاريخية من تاريخ ألشعب الإرتري، ليكتب نهاية الظلم والعدوان والاستعمار المشؤوم.

لقد كان لبطلنا الشهيد قبل هذا اليوم المبارك تاريخاً مشرفاً كان وقوده في هذه المهمة المقدسة التي خلدها التلريخ بحروف من ذهب، فقبل تفجير الثورة، كان عواتي جنديا بطلًا وشجاعًا وإنسانا، وسجل بطولات لا تعد ولا تحصى ضد الغزوات التي كانت تهاجم إرتريا من وراء الحدود بغرض السلب والنهب، لكنها كانت تصطدم ببطل مغوار يتصدى لها بشجاعة وبسالة نادرة.

لهذه الكاريزما الأسطورية ارتسمت هالة من النور والقيمة والمهابة دبت في نفوس الجميع، الأمر الذي لم تجد معها إثيوبيا الاستعمارية سوى اللجوء لدحر الرجل بطريقة غير المواجهة والنزال، فعمدت إلى ألاعيب المستعمرين.

وحاولت استدراجه وإغراءه بالمال والمناصب حتي تأمن شره، لكن البطل عواتي عملاق إرتريا رفض كل شيء، وأعلن مصلحة وطنه وشعبه فوق دناءة المستعمر التي رأى أنها لا تستحق سوى أن تداس تحت أقدام هذا الوطن الأبي والشعب الذي يستحق الحرية.

لقد ضحى عواتي بماله ووقته من أجل الثورة، ونهبت إثيوبيا ثروته عقاباً على خروجه، لكنه لم يتراجع ولم يستسلم في سبيل بلوغ الهدف الذي وهب له حياته وكل ما يملك.

كان بطلنا المغوار صاحب رؤية وطنية شاملة وحس أمني كبير، فقد قال كلمته المشهورة للرعيل الأول: "ستنتصر ثورتنا حينما يلتحق بها كل أبناء إرتريا"، وهو ما حدث بالفعل حيث لم يعد هناك مكان لمن يعمل من أجل قبيلته أو مكسبه الشخصي.

فإلى عواتي في مقام الشهداء وذكرى الثورة، أقول: حقاً أنت قائد وقف في وجه اعتى جيش بإفريقيا وأعلنها ثورة عز وفخر وشموخ، وكان معه نفر قليل من الرعيل الأول الأشاوس عملوا بجهد ومثابرة من أجل رفع الظلم وبناء وطن.

رحم الله الرعيل الأول من الأباء المؤسسين، وحمى وطننا وشعبنا من كل مكروه وسوء.

ومن أبرز مقولات الراحل عواتي: نحن اليوم لا نخرج لقتال عدو أهان وأغتصب أرضنا فحسب ولكننا نخرج لنكتب التاريخ المشرف لإرتريا ونتحدى سلطات الاحتلال بكل أسلحتها وجيوشها ونقول لها أننا لن نقبل بعد هذا اليوم حياة الذل والهوان، وإننا عازمون ومن خلفنا الشعب الإرتري العظيم للمضي قدماً في درب النضال والشهادة حتى التحرير.

Top
X

Right Click

No Right Click