اكليل ورد على قبر الوطن ومعه لافتة - سامحنا لا نستحقك

بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي

وقع وطننا ضحية ظلم مركب: في الداخل عصابة مجرمة تذيق الوطن والمواطن الوان واصناف العذاب،

انقذوا دنكاليا

ما من ألم ما من معاناة الا ونقلتها للشعب وللارض هناك،

وفي الخارج لصوص من ابنائه يستثمرون ظلم هذه العصابة لمصالحها الشخصية او لنقل لمصالح لا تخدم الوطن والشعب وبالتالي ادت لإدامة حالة الظلم الرهيب في وطني.

والأدهى والامر ان العالم يشارك ابناء وطني الظالم لاهلهم ولوطنهم، بطرق مباشرة وغير مباشرة في معاقبة هذا الوطن.

ما يدعوني ويدفعني لأقول ذلك كثير ومنه كمثال بسيط هذه الواقعة، بالأمس القريب وقبل عامين من اليوم تقريبا قرأت خبرا يعكس هذه الحالة المأساوية

واليكم الخبر:

ارتريا ترفض طلبا سودانيا تقدمت به السلطات السودانية الي السلطات الارترية لفتح حدودها مع الجارة ارتريا. والخبر لصحيفة التغيير السودانية - أخبار السودان والعنوان يعكس حالة مأساة ومعاناة يعيشها الوطن في ظل نظام إستبدادي يحكم قبضته على رقاب الوطن والشعب في بلدي.

وعلقت على الخبر دون أن أدخل الي الرابط

قرار ظالم وجائر ويعتبر تكريسا لحالة الظلم والعبث الذي يمارسه نظام بلدي القمعي،، وابديت أسفي وغضبي على نظامنا ككل مرة“.

وبعد ساعات قلائل وبعدما تحسن اداء شبكة النت رجعت لأقرا الخبر وتمكنت من الدخول الي الرابط،، وحينها كانت صدمتي ودهشتي والمي يوازي معاناتي من ذلك النظام واليكم الخبر،

تقدمت الحكومة السودانية بفتح حدودها مع إرتريا التي كان السودان قد أغلقها من طرف واحد“.

والدهشة كانت أكبر عندما غصت في تفاصيل ذلك الطلب الذي جاء هكذا:

تقدمت سلطات ولاية كسلا شرق السودان بسلطات اقليم القاش - بركة الواقع غرب ارتريا“.

الملاحظة الاولى:

الخبر يقول - ان السودان كان قد أغلق حدوده مع اريتريا، ولم يقل ان اريتريا اغلقت بوابتها بالتوازي مع القرار السوداني ولا حتى بعد ذلك.

والملاحظة الثانية:

يقول الخبر ايضا - تقدمت سلطات ولاية كسلا بسلطات اقليم القاش بركة، ولم يقل الخبر ان الخرطوم تقدمت بطلب رسمي الي اسمرا.

ونتيجة الخبر كانت اختيار عنوان لخبر باطل اريد به الحق ربما، وخبر يلعن هذا البلد على شكل عقاب غير موفق لنظامها القمعي الذي لا ابرر قطعا جرائمه في حق الوطن والمواطن دوما، كما لا ابرر اختيارهم هذا العنوان لخبر يسئ ويعاقب الوطن جميعا ولم يكن الخبر في كل الاحوال يلعن نظامنا القمعي فقط كما أرادوا له ذلك.

ارتريا ترفض طلبا سودانيا بفتح المعابر وارتريا رفضت ذلك الطلب

والجميع كان ساخطا وناقما على النظام في المواقع الارترية التي تنافست وتفننت في نقل ذلك الرابط الغريب والمهين من موقع الي اخر،، مع ان هذا الخبر ينتقم ويسخر من الجميع في اريتريا،، واعتقد ان تلك المواقع كانت تدعوا من خلال نشره الي إهانة اهلها وبلدها قبل إهانة نظام اسمرا، وكانت دعوة من تلك المواقع الي وليمة العار عندما تسوق كأن ارتريا بلد بلا اهل وبلا كرامة،، بعدما كان أو كنا نعرفه بانه بلد بلا نظام مسؤول.

ماذا يعني ذلك بربكم، بالله عليكم هل يعقل أن يقرأ هذا الخبر من يهمه أمر الوطن أو مواطن عادي حتى، من أهله وأبنائه ويصمتون؟

وهل يعني ان ارتريا صارت أرملة ومطلقة، وطفلة شوارع في وقت واحد، وبلد وضيع رخيص يحق للجميع ان يهينها؟

ربما يعتقد من يقوم بمثل هذه الاعمال أنهم يقتلون النظام ويشمتون فيه وينتقمون منه، وهم ينقلون الخبر من موقع لآخر ويدعون الجميع الي مائدة العار هذه، والي صالة عزاء على موت كرامتها وكرامة اهلها،، وكأن وطنهم مرحاض عام في الشوارع يستعمله الجميع لقضاء حاجته،

ولسان حال الجميع يقول إذا أردت أن تقدح بلدا تعال فهناك بلد وضيع رخيص يقدحه الجميع متى ماشاء، وللجميع الحق كل الحق، ومطلق الحرية ليلعنها، حقا وباطلا، أكان ذلك من ابنائها وبعض أبناء الجار والمحيط متى ما يشاؤون وكيف ما يريدون ويمارسون حرية النقد والحديث عن مفاهيم الحريات في اريتريا.

في النهاية هذا الخبر ولد عندي قناعة ويؤسفني قول ذلك،، لكنه حقيقة مرة وسأقوله:

نحن نستاهل كل ما يحصل لنا من مآسي وكوارث وفواجع بل نستحق أكثر من ما حصل ويحصل لنا الان، فوطننا لا يستحقنا ولا يشرفه أن نكون ابناءه بالمرة فنحن عجزنا وفشلنا تماما عن حمايته من نظامنا القمعي ومن ابنائها من أصحاب المصالح ومن عقاب العالم.

اذا فليلتحق شعب اريتريا ولتقسم اراضيها على دول الجوار - السودان واثيوبيا وجيبوتي وبدول الضفة الشرقية للبحر الأحمر ودول العالم اجمع، ولنقرأ عليها فاتحة الكتاب ولنترحم على روحها والي جنان الخلد وجنات النعيم يا من كنت وطني، ولنضع اكليل ورد على قبره ومعه لافتة كتب عليها عذرا وسامحنا لا نستحقك يا وطن.

Top
X

Right Click

No Right Click