بادمي وعصب وتحطم أحلام دولة تغراى الكبرى تغراى تغرنيا
بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ
إستمعت لحديث المناضل/ ردئ محارى في قناة "أرى سات" الفضائية حول بادمي
واللغم الذى زرعه أسياس أفورقي عام 1987م بتنازله عن بادمي للتغراى، وبعد مرور عشرة أعوام أى عام 1998م تم تفجير اللغم ليحصد أرواح الالاف من الشباب الارتري بحجة أن إثيوبيا إستولت على بادمي. إنتهى كلام المناضل/ ردئ محاري.
وهنا سأذكر محطات جديرة بالذكر حول بادمي:-
المحطة الاولى: تذكرت رسالة قرأتها في أرشيف مكتب جبهة التحرير الارترية بدمشق الذى تم تسليمه للجبهة الشعبية، الرسالة كتبها القائد الشهيد/ عبدالله إدريس رئيس المكتب العسكري الى قيادة تنظيم التغراى الذين كانوا يتمركزون في بادمي وضواحيها في العمق الارتري حيث طلب منهم مغادرة الاراضى الارترية فوراً وإخلاء منطقة بادمى وضواحيها والا سوف يتم طردهم بالقوة، وتم تحديد مناطق معينة لعبور الامدادات الى ثوار تغراى عبر إرتريا وحدد لهم مواقع يقيموا عليها مستشفياتهم ومعسكر المعاقين ومخازن الامداد في ضواحى مدينة أم حجر.
وفي بلاغ عسكرى أخرى يذكر المكتب العسكرى بأنه جيش التحرير الإرتري طرد وحدات التغراى العسكرية التى كانت تتمركز داخل الاراضى الارترية الى العمق الاثيوبي بعد معارك ضارية معهم وكان ذلك في بداية عام 1980م على ما أعتقد.
هذا ما قرأته في الرسالتين التى كتبها المناضل القائد الشهيد/ عبدالله إدريس رحمه الله.
المحطة الثانية: بعد تحرير إرتريا عام 1992م حضر الى أسمرا وفد من أعيان منطقة بادمى وقدموا شكوى للحكومة في اسمرا عن إنتهاكات التغراى المتكررة في بادمى، لم يستجاب لمطالبهم بل تم تجاهلها، ثم كرروا شكواهم مرة أخرى عام 1997م لمكتب الحكومات المحلية بأسمرا. أيضاً لم تأخذ مطالبهم وشكواهم بعين الاعتبار.
المحطة الثالثة: في عام 2007م أجريت مقابلة مع القائد العسكرى الفذ المناضل الشهيد/ محمد ادم شقراى الذى كان يرابط بجيشه في منطقة بادمى وضواحيها حتى إقليم سراي خلف خطوط العدو، وذكر لى بأن قيادة الجبهة الشعبية كانت تطلب منهم التعاون مع التغراى وكان يتم تسليف التغراى دبابات وأسلحة ثقيلة لتنفيذ هجوم ضد القوات الاثيوبية.
المقابلة الطويلة موجودة معى سأعيد نشرها يوماً ما لأنها تتضمن الكثير من الحقائق والاحداث التاريخية ذات صلة ببادمي.
المحطة الرابعة: في عام 2008م إلتقيت بأحد منتسبي الدفعة الثالثة من الخدمة الوطنية وكان مع الفرقة العسكرية الارترية التى دخلت بادمي في مايو عام 1998م.
وقال لى أيضاً: خلال الاسبوع الاول من دخولنا لمبادمي بدأنا في إستخراج بطاقات الهوية الارترية للشعب الذى كان ببادمي وضواحيها في سرية تامة وتم إختياره لانه يجيد اللغتين العربية والتغرنيا.
كل ما ذكرته يؤكد بأن بادمي تم التنازل عنها للتغراى في صفقات سرية.
أما أحلام التغراى للوصول الى البحر الاحمر وإحتلال أرتريا وإقامة دولة تغراى الكبري كانت ومازالت أحلام تراودهم يسعون لتحقيقها وهنا أيضاً أذكركم بموقف المناضل المعتقل/ بتودد أبرها الذى رفض تقديم تسهيلات للتغراى في عصب ورفض المخططات الرامية لتسليم عصب للحكومة الاثيوبية.
وأيضاً أذكركم بموقف البطل العميد المعتقل/ صالح عثمان الذى رفض الاوأمر بالإنسحاب من عصب وصمد فيها بقواته المحدودة العدد والعتاد وحطم أحلام التغراى بالوصول الى البحر الاحمر.
الان تتجدد الاحلام القديمة لأحفاد الصليبي الحاقد يوهانس الرابع وحزب الاندنت بالاستلاء على إرتريا مرة أخرى بعد ما تم تمهيد الطريق لهم من قبل حكومة أسمرا بتدمير أرتريا وتشريد وتهجير شعبها ليسهل عليهم إبتلاعها.
ولكن هيهات يحدث ذلك.
ونقول لهم نحن متابعين تحركاتهم.
هلينا باديام يهلينا
فاطنام هلينا
على قول فنان الثورة والنضال/ حسين محمد على.