كلمة بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة الكفاح المسلح بقيادة الزعيم الوطني الرمز القائد البطل الشهيد حامد ادريس عواتي
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكريم مع حفظ الألقاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بخير
أتقدم إليكم والى كافة أبناء شعبنا المناضل في الداخل والخارج بأسمى آيات التهاني بمناسبة الذكرى الثامن والخمسين للفاتح من سبتمبر المجيد بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي ورفاقه الميامين، الذكرى التي نحي فيها شهدائنا الأبرار، الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في التضحية والفداء في تصديهم لجبروت قوات الاحتلال الغاشم تلك القوات التي كانت تفوقه في العدد والعتاد ولكن كانت إرادة شعبنا البطل وجيشه المغوار هي الأقوى لأنها تستند إلى الحق الذي لا يلين.
أغلى ما املك يا قلبي مهرا لعيون الحرية
لبلادي في درب الأحرار تدك جدار الفاشية
ما عاد كفاحك يا وطني
صفحات نضال مطوية
فارفع راياتك يا شعبي في المرتفعات الصخرية
في حقل الحنطة محضرا وعلى الأحراش الغابية
في ساوى حيث الأرض هناك قلاع نضال خلفية
في بركا وفي وديان القاش وفي الطرقات الرملية
في البحر الأحمر مرهوبا فوق الأمواج الفضية
في كل بقائك يا وطني يتردد لحن الحرية
(كجراى)
الحضور الكريم
لاشك أن إعلان الكفاح المسلح بقيادة جبهة التحرير الارترية قائدة النضال الارتري في الفاتح من سبتمبر العام 1961م، لم يأتي من فراغ بل جاء بعد استنفاذ كل الوسائل السياسية والسلمية. فمنذ إعلان النظام الفدرالي بدء الإثيوبيون بأعمال الترهيب فزج بالسياسيين الارتريين في السجون تحت المادة العاشرة بهدف ادخال الرعب على المواطنين، إلا أن الشعب الارتري لم يستسلم بل كان أكثر صمودا وثباتا على المبدأ، فاكانت حركة تحرير ارتريا كتنظيم سياسي طليعي حشد وعبأ لينتقل بعدها النضال إلى العنف الثوري المنظم فكانت جبهة التحرير الارترية الراية السياسية التي فجرت الكفاح المسلح بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي في أدال في صبيحة الفاتح من سبتمبر العام 1961م.
إيذانا بان رد المظالم والعنف الغاشم لا يرده إلا عنف ثوري منظم، من هنا نجد إن شعبنا المناضل التف حول ثورته العملاقة وتحمل في سبيل ذلك حملات الحرائق والإبادة وتهجير القرى وإبادة الحرث والنسل وهي مجازر موثقة شهدها العالم اجمع.
كما مارس سياسة فرق تسد وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وان ممارسات العدو الإثيوبي باستخدامه سياسة الأرض المحروقة في الريف لم تزيد شعبنا البطل إلا ثباتا فالتف حول ثورته وقدم كل ما يستطيع حتى تحقق النصر المؤزر بخروج أحر جندي إثيوبي من ارض ارتريا مدحورا مهزوما في الرابع والعشرين من مايو 1991م حيث تم الاستفتاء الشعبي الكبير تتويجا للاستقلال لتصبح ارتريا عضوا أصيلا في المجتمع الدولي، بيدا أن هذا الانتصار المستحق الذي انتزعه شعبنا بتضحياته لم يكن كما كان يتوقع الشعب صاحب الحق والإرادة حيث سرقت الطغمة الحاكمة أحلامه وتطلعاته والعيش بسلام في وطن تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة وبناء دولة المؤسسات والتنمية المتوازنة لتصبح ارتريا طاردة لأبنائها، والتقارير الدولية لحقوق الإنسان خير مثال على ذلك.
من هنا فان على المعارضة الارترية إعادة حساباتها والعمل الجاد من اجل الخلاص وذلك بتناسي الحلافات الثانوية والعمل سويا من اجل اقتلاع النظام المتسلط واقامة نظام وطني ديمقراطي يسع الجميع.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
النصر للشعب الارتري الصامد
الهزيمة والعار للطغمة الحاكمة