سياسة اسياس ورغبة ابي احمد تتكاملان
بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري
مسيرة الثورة تعثرة واصابها العطب او بالاحري الشلل وتوقفت علي اعتاب التحرير والإستقلال عكس جميع الثورات التحررية
في العالم التي تستمر حتي بعد ارساء دعائم الدولة المتمكنة في البقاء واﻹستمرارية طاغية ارتريا يعي ويعلم ما يقول ويقيس الخطوة بألف ميل ولذالك صفي كل من وقف امام مشروعه منذ الثورة حتي اللحظة.
ان ما توصل اليه الطرفان اﻹرتري والاثيوبي ليس له اي سند قانوني يستمد منه مشروعيته خاصة الطرف الإرتري في غياب دستور وبرلمان يجيز ويخول الصلاحيات تعتبر تلك اﻹتفاقيات ﻻغية لا تمثل الشعب اﻹرتري ولا يتقيد بما تم الإتفاق عليه في المستقبل القريب.
لا نريد الخوض في تصريحات اسياس الصبيانية ﻷن فاقد الشيئ لا يعطيه.. ولكنا نتوجس من تصديق رئيس وزراء اثيوبيا لما وعد به وتهوره في دخول مشروعات استراتيجية تربط البلدين وبناء علي تصريحات ابي احمد وصمت الديكتاتور تبدو الصورة اصبحت تتبلور اكثر بالنسبة للشعب اﻹرتري الذي خبر مثل تلك الدسائس عبر تاريخة في اربيعنيات وخمسينيات القرن الماضي.
ليس ﻷحد الان القدرة ان يضم ارتريا الي اثيوبيا قسرا ولا تسمح القوانين والمواثيق الدولية بذالك. اﻻ في حال التدرج في إتفاقيات وشراكات عميقة ومعقدة والدخول في احلاف امنية واستراتيجية او تحت غطاء دفاع مشترك وإخضاع وزارة الدفاع اﻹرترية تحت اشراف وزارة الدفاع اﻹثيوبية ومن ثم البدء في حلحلت الجيش وتصريحه كما بدأ مع القوات البحرية اﻹرترية.
اضافة الي توفر ارادة شعبية وسياسية تطالب بذالك لطرحه عبر استفتاء او بقرار سياسي وهذا هو ما يسعي اليه ابي احمد لتهيئته حتي يغرق الشعب اﻹرتري في دوامة موجة دائرية ﻻيستطيع الخروج منها بسلام ولذالك شرع في عقد اتفاقية احادية بينه وبين الحكومتين اﻹمارات العربية والحكومة اﻹيطالية.. الاول مد انبوب للبترول من عصب الي اديس ابابا والاخر مد وانشاء سكة حديد يربط ميناء مصوع ب اديس ابابا وقريبا سنسمع العجائب من اخبار التحالف والشراكة مايميط القناع عن التقارب بين الرئسين وسيسعي ابي احمد جاهدا لتحقيق طموحه بمباركة اسياس افورقي. مستخدما كل وسائل التقريب بين الشعبين بدءا بترغيب الشعب اﻷثيوبي بمنفذ بحري وصلب عاطفة الشعب اﻹرتري بلغة معسولة واستخدام الدين والفن والمهرجانات الماجنه وسيلة لغسل عقول الجيل الناشئ.
اخيرا اطلعتنا وسائل اعلام اثيوبيا بقرار الحكومة الأثيوبية بمنح اللاجئين اﻹرترين الجنسية اﻷثيوبية وإعادة ادماجهم بالمجتمع اﻷثيوبي ليكون قوة فاعلة في دفع اقتصاد اثيوبيا يذكرنا هذا القرار الشنيع بقرار الحكومة السودانية التي سعت لسلب الجيل الناشئ في اراضيها من هويتهم الإرترية كل هذا وذاك تجني علي ثروة ارتريا الحقيقية مستفيدين من سياسة الجبهة الشعبية التي بدات تستهدف الشعب اﻹرتري وكأن لسان حال اسياس يقول أريد ارض ارتريا وليس شعبها وهذا هو اخطر منحي في كل ما يجري تحت تخدير إتفاقية السلام.
يبدو علي إندفاع ابي احمد وتصريحاته غير المسؤلة ستقضي علي مولد اتفاقيته المشوهة اصلا وما يعجل من موتها هو طموح مشاريعه الكبيرة التي تهدف الي النيل من سيادة اراضي ارتريا مغمورا بروح الطامع لﻹستفادة من مينائي ارتريا مصوع وعصب في المدي القريب وأطماع أخري نتيجة لقراءته الخاطئة لتاريخ الشعب اﻹرتري. وهذا يمثل تناغم بين سياسة اسياس ورغبة ابي احمد اللذان يسعيان من تهيئة اﻷرضية الملائمة في المستقبل القريب لضم ارتريا كليا وإعادة مسار التاريخ الي الماضي اﻷليم.
وفي ظل خلو الساحة السياسة اﻹرترية من معارضة قوية ذات حضور في محافل صنع القرار العالمي نتوقع ان لا يكون حساب الوقت كما نريد ﻷن الوقائع علي الارض تتخطي سرعة الزمن والمشاريع ذات الطبيعة الدولية ستشكل تأزما وتعقيدا لمسعي التغيير المرتقب في الداخل اﻹرتري. وكل ما تأخر الشارع اﻹرتري من التعامل مع الوضع المعقد ستكون تبعاته اكثر إلاما.
التعليقات
قراءة سليمة اعتقد معظم الشعب الارتري يتفق معك. ربنا يكتر من امثالك.