متاهات المكون المسلم بين القومية واﻹقليمية وغياب النخب عن تصحيح المسار

بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري

عندما اوجد اﻷباء اﻷوائل ارتريا الي حيز الوجود كان فهمهم للواقع والتكوين للمجتمع الإرتري اعمق من مثقفي زماننا هذا.

حتى لا نفترق

ان ما يمر به المواطن والوطن ككل مرحلة عسيرة تتطلب منا التخطيط والعمل الجاد بتضافر الجهود حسب متطلبات المرحلة القادمة الحساسة التي سيتشكل عليها الوطن القادم اذا لم نعي الدرس من اخطاء الثلاثون عاما من الكفاح المسلح والسبعة وعشرون عاما من التحرير عاما الذي لم نجني منه غير الجرح الغائر والتقوقع علي القومية واﻹقليمية والشعور بالدونية كما اريد لنا رغم نصاعة صفحات نضال اباؤنا السياسي والثوري الذي جسد في ايجاد ارتريا كدولة علي خارطة العالم.

هنالك فجوة بين من خاضو المعترك السياسي من جيل الرابطة اﻹسلامية والتابع لخطاهم من مفجري الكفاح المسلح اللذين حافظي علي وحدة المكون المسلم كجسم واحد ليجبر المجتمع الدولي والقوي اﻹقليمية والمحلية ان تخاطبه وتتعامل معه كحزب يمثل مكون له ثقله من حيث العدد والقوة والحضور علي الساحة. الا ان هذا الجسم سرعان ما تفكك في نهاية الستنيات واصبح كاليرقات تطفو علي بركة راكدة دون ان تجد رافد مجدد يعيد مسار اللحمة بين هذا المكون الذي خضع للتقسيم ذاتيا وحني ظهره ليمتطيه المكون المسيحي ويسلبه كل منجزاته ومكتسباته النضالية وبذالك اصبحت اجيالنا اسيرة وضحية من اوجدو داء القومية والإقليمية. ومن المشين عندما تروج له فئاة من صلب مكوننا اﻷكثر انفتاحا والتي نالت قسطا من التعليم في الشتات ومن المهين ايضا ان ندعي اﻹسلام ولم نجد له اثر في تعاملنا واخلاقنا ومن الغباء ان نقطع الرابط ونتعلق بالفروع ولكل من يريد ان يصفق من تموضعه هذافحتما سيهوي الي السحيق.

الصراع القادم ومتطلباته بكل المقاييس ستخوض اجيالنا القادمة معركة خاسرة امام المكون المسيحي المتماسك علي الهدف والمصلحة مستفيدا من الوضع الداخلي من اقصاء وتهميش متعمد للمكون المسلم وفي الشتات ايضامن فصائل المعارضة المنظمة بكودرها ومنظماتها الحقوقية والقانونية التي تعمل بدأب ومسؤلية في وضح النهار لضمان مركز القيادة والريادة ما بعد سقوط النظام. مستفيدة بما تأصل من الشرخ العميق في جسم المكون المسلم ويبدو ذالك جليا عند تناول المظالم في المنابر اﻹعلامية وعرضها علي مجلس حقوق اﻹنسان والمنظمات القانونية الدولية..

فلو عقدنا مقارنة بسيطة بمناشط جمعية القانونيين الإرترية منذ العام الماضي بعد نشأتها يمكن ملاحظة تناولها للمظالم بشكل انتقائ وفوقي، ففي نهاية العام من تأسيسها وقعت احداث مدرسة الضياء اﻹسلامية واعتقال الشيخ موسي محمد نور (التسعيني) وطلاب قصر (دون السن القانوني) فلم تهتز لهم شعرة رغم معرفتهم بثقل حقوق الطفل والحقوق المدنية والمواثيق الدولية بهذا الشأن وبالمقابل عندما تم اعتقال وزير المالية الموقوف السيد برهي ابرها والذي كان جزء من بنية التنظيم والطقمة الحاكمة ثارت حماستهم وإلتهبت حتي تمكنو من انتزاع ادانات من الحكومات الاوروبية واﻹتحاد الأفريقي ومجلس حقوق اﻹنسان مستخدمين كل السبل من لوبيات ومنظمات حقوقية.

وهذا انجاز ايجابي يحسب لهم ولكن رب سائل يتسائل لما اﻹنتقائية في التعامل مع المظالم اذا كانت هذه اﻷطراف جزء من الحراك الوطني للتغيير ؟

وفيما يتعلق ب القنوات اﻹعلامية المعارضة الناطقة بالتجرنيا فلا يبدو عليها اﻹختلاف من وسائل الزمرة الحاكمة في البلاد حيث اصبحت منبر لتشويه الحقائق والتقليل من شأن كل عمل مقاوم ات من المكون المسلم. ولو استمعنا الي اذاعة إس بي إس الناطقة بالتجرنيا مع السفير ادحنوم في الحلقة الاولي والتي استهل فيها الصحفي سؤله المبطن بالخبث عن حركة يناير اوما تعرف بحركة ودي علي بأنها صغيرة مقارنة بحركة مجموعة الخمسة عشر التي ينتمي اليها السفير وكانت ايجابته انكأ من سؤل المذيع فقد نسب الحركة علي شخصين هما:-

عبدالله جابر - مسؤل الشؤن اﻹجتماعية بالحزب،
مصطفي نورحسين - حاكم اﻹقليم الجنوبي،

وعاد في الحلقة الثانية لتسليط مزيد من اللوم والتقزيم والتحقير للحركة واصفا اياها بأنها "حركة من طرف واحد" وكل هذه الرسائل المبطنه واﻹيحاءات تشير بأن اللبيب من اﻹشارة يفهم.. لما لا يكتفي المزعوم بإجابته الاولي ناسبا الحركة الي المناضلين عبدالله جابر ومصطفي نور حسين مختتما اجابته ب "لا اعرف عن هذه الحركة الكثير" ويصمت بل تماضي بقصد التشويه والتقليل. كل هذا نابع من تركيبته الفكرية وتخلفه العقلي هذا غيد من فيض ولكم عبرة في اﻷخرين.

القيادات الشكلية المنشقة من الجبهة الشعبية لم يكن لها ثقل ووزن في بنية التنظيم غير التكليف وتمرير اجندة العمل من هرم السلطة الي القاعدة،

ولكي يعلم المدعي ادحنوم وغيره كانت حركة الوحد وعشرون جلها من المسلمين وشخصين من المكون المسيحي مع ما بدر منهم من خيانة ادي الي فشل العملية واسماؤهم كالتالي:-

• المناضل عبدالله جابر،
• المناضل مصطفي نور حسين،
• ميجر جنرال عمر حسن طويل،

• العقيد علي حجاي،
• العقيد عثمان صالح،
• العقيد سليم - مسؤل شرطة اسمرا سابقا،
• المناضل صالح عثمان علي،

وغيرهم من المناضلين الشرفاء...

اما العضوين اللذين احبط العملية فهما:-

الجنرال سبحت افريم،
ميجر جنرال فليبوس،

المدعو ادحنوم يعلم علم اليقين بتفاصيل الحقيقة المرة التي لا يستطيع التصريح بها ﻷنها وحسب عقدته لا يريد إملاك الحقيقة للتاريخ وﻷنه ليس اهلا لذلك اراد وبطريقة اخري حماية رفيقيه من الخيانة التاريخية وهذا معلوم من الضرورة.

معترك العمل المعارض يتطلب منا التصدي للأخطاء المتعمدة وتزييف الحقائق بكل الوسائل المتاحة والصمت علي التعدي قبول وبتكراره يصبح مقبول وفي المحصلة اﻷخيرة سنورث اﻷجيال احدي الخيارين احلاهما مر. اما قبول تاريخ مشوه او عبئ تاريخي يتطلب منهم التصحيح.

رسالة الي النخب:

كغيري من المهتمين إطلعت علي مسودة مجلس ابراهيم المختار قبل اعوام مضت وكنت حينئذ اعتقد جازما بأن عهد القومية واﻹقليمية سيولي دون رجعة ولكن لم يغير ذالك المجهود الجبار شيئ في واقع المكون المسلم ولم نسمع او نقرأ ما يدعم تلك الوثيقة من دراسات وبحوث من قبل نخبنا التي لا يعلو لها صوت اﻻ منذرت بعد وقوع الحدث وصراخ هنا وعويل هناك غير متطابق في الرسالة والهدف وهذا رغم وجوده خير عدمه الا انه لا يلبي متطلبات المرحلة وتطلعات اﻷجيال القادمة ولذالك وجب علي النخب ان تلتف حول بعضها وتكثف من نشاطها متغلغلة الي الجاليات بتدعيم وثيقة مجلس إبراهيم المختار (العهد الإرتري) بمزيد من الدراسات والبحوث وإلقاء المحاضرات لأن المرحلة الراهنة غير قابلة للزاعامات ومن هم اصحاب الرصيد النضالي والمجتمعي دون ان تلتفو حول البعض وتتدارس ما هو المستجد والمتبدل في قضايا مستقبل اﻷجيال ليكون نهجا ومسلكا يكون من الثوابت المصيرية لا تتزحزح عنه كل القوي النضالية مهما اختلفت مشاربها ووسائلها للتغيير للمرحلة الحالية واللاحقة من الجيل الصاعد لتكوين نظاما ديمقراطيا وحكما يسوده العدالة اﻹجتماعية والقانون.

Top
X

Right Click

No Right Click