القطيعة والإرتباط المريبان في منطقتنا والذي تم سريعا وبهذا الشكل
بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي
يبدوا ان ليالي الاعراس انتهت، وانتهت شهور العسل وانتهت هي الاخرى سنوات العشق والغرام بين واثيوبيا وحليفاتها السابقة
وتم الطلاق المفاجئ والمريب على خلفية زواج اخر لاثيوبيا وغرام آخر لحليف جديد، ولسوء الطالع لحليفتها الأولى ولحسن الطالع للثانية جاء هذا الانقلاب،، فالزوجة الاولى والثانية كانتا شقيقتان للاسف،، ويبدوا ان الجمع بين الاختين حرام في عرف ومعتقد أبيي احمد رئيس وزراء اثيوبيا الجديد الذي يعتنق الديانة الاسلامية، وبالتالي كان لابد من طلاق الاولى اذا ما اراد نكاح الاخت الثانية،، وهو ما حصل وما يجسد العلاقة القديمة بين اثيوبيا والمعارضة الارترية (طلاق)، والعلاقة الجديدة بين اثيوبيا النظام الإريتري (زواج).. وتلك الايام دول،، عرس وطلاق، فرح وبكاء..
ربما كان سبب الطلاق من الاولى عقم مضاف اليه مشاكل مع الجيران والاهل،، وبالمقابل الارتباط الثاني راجع الي دراية الرجل (أبيي احمد) بخصوبة الثانية التي ربما سيكون الإرتباط بها مفيدا ويحقق أهداف الارتباط الشرعي.. واللهم لا شماتة.
فشل المعارضة وعدم فاعليتها كان سببا:
حقيقة لم تستفد المعارضات الارترية ولم يحققوا شيئا يذكر او ذا فائدة في زمن الحرب وزمن الأزمة وعلى مدى20 عام من علاقتها الحميمية مع اديس ابابا، وجاء ما كان على بال المراقبين السياسيين الدوليين والاقليمين وما لم يكن في حسبان وحساب المعارضة الارترية وما كان يخشاه البعض حقيقة او يخشى من قدومه سريعا وفي هذه اللحظات والمعارضة الارترية بهذا الضعف وبهذه الهشاشة،
ولكن على كل حال التاريخ سيحاسب الجميع
سيحاسب إريتريا النظام لجرائمه وعقابه ضد شعبه وسيحاسب اريتريا المعارضة لخزلانها لوطنها ولإدارة ظهرها لشعبها المحروم في الداخل والبائس في الخارج وسيحاسب اثيوبيا زمن الحرب واللاسلم مع إريتريا والتي زعمت طيلة 20 عاما وقوفها مع المعارضات الارترية ولم تفعل ذلك أبدا، بل عمقت من جراحهم ومن فرقتهم وتشتتهم، وسيحاسب اثيوبيا اليوم الباحثة عن السلام ومصالحها والتي تتنكر اليوم لما قالت عنه ذات يوم حكومة بلدها، مواقف ومبادئ ولتعهدها بحتمية تغيير الحكم في اسمرا وتنكرت لمعارضة قدمت الكثير لاثيوبيا وحاربت معها النظام وتنكرت اثيوبيا حتى لمعارضة تنكرت لمنطقة بادمي الارترية بل واعتبرها ارضا إثيوبية؛؛؛
خسئتم جميعا..
خسئتم يا ارتريا النظام،، لانكم عاقبتم شعبكم وشردتم شعبكم وخسئتم يا ارتريا المعارضة لانكم خزلتم شعبكم وزدتم من معاناة شعبكم، وخسئتم يا اثيوبيا الأمس لانكم فرقتم لحمة المعارضة، وضيعتم امل شعب في المقاومة والخلاص، وخسئتم يا اثيوبيا اليوم لانكم قتلتم ما بقي من امل شعب في الحياة وطردتم طلاب حق عن أرضكم..
هذا التاريخ سيقاضيكم جميعا وسيهينكم جميعا وسيلفظكم الي واحدة من سلات مهملاته،،
عليكم يا نظام ارتريا ويا معارضة إريتريا ويا اثيوبيا الأمس حليفة المعارضة ويا اثيوبيا اليوم حليفة النظام ان تعيشوا ملعونين جميعكم ومذنوبين الي الابد أو عليكم ان تحاولوا تصحيح مسار تاريخكم هذا ..
وإذا ما اردتم تصحيح مسار تاريخكم، عليكم بالاعتذار وبالعفران وبالانحناء لوطن ولشعب تكالبتم عليهما .. فباب التوبة مفتوح وأبوابها ثلاثة:-
الباب الاول: هو الاعتراف الرسمي بذنوبكم بخطاياكم جميعها وجميعكم، تجاه شعب ووطن...
الباب الثاني: هو إصلاح ما تم افساده وإعادة الروح الي جسد وطن دفنتموه وشعب دمرتموه واعيدوا حقوقهما واعترفوا بخزلانكم لهما واعترفوا باهانتكم وبحرقكم لهما واعترفوا بيعكم لهما في اسواق النخاسة..
الباب الثالث: هو الاستسلام، فعليكم الوقوف أمام هذا الوطن والشعب وان تضعوا أياديكم على رؤوسكم وأن تطلبوا منهما الرحمة والشفقة وكيفية القصاص معا،
ساعتها من سيقرر مصيركم ومصير علاقتكم معهما هما ذلك الوطن والشعب، وسيقرر ما هو مفيد لهما وما سيخدم تاريخهما وانسانيتهما،..
القرار قرارهما والوطن الحر والشعب الانساني والحضاري لا يرضان لانفسهما أن يكونا مثلكم قتلة ومجرمين، وفي حال ضمان ان الوطن والشعب هما الاقوى او عندما يؤمنان ان باستطاعتهما فعل ما يشاؤون، فهم حتما لا يسعون الي زرع الأحقاد وسقيها مثلكم ولا يحبان ولا يقبلان أن يخونا مبادئهما مثلكم ولا يرضيان ان يكونا مصلحيين فوق شرفهما وادميتهما، فالأرض الطيبة والشعب الحضاري سيقولان.
عفى الله عما سلف..
لكن افعلوا كل هذا يا معنيون الاربعة.. واعفو انتما يا وطن ويا شعب ارتريا فهو في صالح الجميع.