أفورقي في بلاط الامبراطور.. وعودة الي التاريخ
بقلم الأستاذ: عبدالرحمن عثمان
تسارعت الاحداث ونداء منادي الخير ان هيا الي السلام فتوجس البعض من نداء السلام وتعجب لسرعة الاحداث فكانت العودة
إلى الماضي وقراءة تاريخ الصراع بين البلدين اسهل لنفهم الحاضر.
بداية الحكاية كانت قرار الامم المتحدة الذي صدر عام 1950م والذي سمى بالقرار الفدرالي والذي ينص (اعتبار ارتريا مستقلة ذاتيا ومتحدة فدراليا مع إثيوبيا) حينها كان القرار مخيبا لطموحات الشعب الارتري الحالم بالاستقلال. ووافقت إثيوبيا تكتيكيا لان احلام الامبراطور التوسعية تتجاوز هذا القرار.
وقد وصف الإتحاد السوفييتي هذا القرار (بان زواج بالاكراه)..
فظهرت النوايا الحقيقة لإثيوبيا حين الغى هيلاسلاسي القرار الاممي واعلن عام 1962م بان ارتريا هي المقاطعة الثالثه عشر.
اوقد هذا القرار وقبله الإجراءات التعسفية فتيل الثورة الارتريه فكان الكفاح المسلح سيبلا لنيل الاستقلال.
وفي عام 1974م سقط نظام هيلاسلاسي وجاء الدرغ الي السلطة ولم يكن الدرغ يختلف عن سابقه غير انه اعلن الماركسية مذهبا وعقيدة وفي هذه الفترة تمكن الثور من تحرير معظم المدن الارتريه عدا اسمر وموصوع غير ان تدخل الاتحاد السوفيتي قلب ميزان القوي لصالح الدرغ فزداد منجستو غرورا وبطشا بالشعب الارتري..
لكن عزيمة الثوار كانت فولاذية فهي كانت واجهت نظام هيلاسلاسي المدعوم من امريكا وحلف الاطلسي. ومرة اخري صمدت امام نظام منجستو المدعوم من الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو.
وهنا درس من التاريخ يقول بان الايمان بالوطن وارداة الشعوب اقوي من السلاح والحلفاء.
انتهي نظام الدرغ وجاء الوياني الي السلطة ونال الشعب الارتري الإستقلال الا انه رجعت حليمه الي عادتها القديمة فشنت الوياني بعد سبع سنوات من التحرير 1991 وبعد 5 سنوات من الاستقلال 1993 حرب ضروس في بادمي وانتهت الحرب باتفاقية الجزائر ومن وقتها يعيش البلدين حالة اللاحرب واللاسلم الي ان جاء عهد جديد في اثيوبيا.
عهد يقوده شاب طموح جعل من التنمية والبناء شعارا له ومن السلام وسلية للازدهار وانقلب علي إرث اثيوبيا القديم وانهاء الخلافات القديمة فكان له ما ارد فحل احمد ابي في اسمر ضيفا عزيزا يحتفل به الارتريين علي عكس من سبقه من الحكام.
وهاهو اليوم اسياس يزور اثيوبيا رئيسا لارتريا المستقلة ويحظي بالحفاوة والاحترام بعد أن تنازلت اثيوبيا من أجل السلام ها هو أفورقي يتغني بالسلام..
انها السياسية لا تعرف القيم بقدر ما هي مصالح.
تخلت اثيوبيا عن عنادها فرقص أفورقي رفقة ابي احمد وتعانقا وصرخوا أن هيا علي السلام والوحدة.
انه درس من التاريخ ياسادة يجب الاعتبار به.
أنه حكاية البلدين من العداوة الي القتال الي التصالح والعناق..
النسيان هو فاتورة هذا السلام.
فاهلا بالسلام على كل حال ولم ولن يكن السلام خطأ.