ماذا ورآء زيارة أسياس أفورقي إلي أبو ظبي؟
بقلم الأستاذ: إبراهيم إدريس - لوزان، سويسرا
منّ خلال زيارة أفورقي الي الإمارات ومقابلتة لمحمد بن زآيد، قد بدأت تتضح ملامح الوساطة السريِّة
علي خلفيّة التطورّات السياسية التي حدثت مؤخراً بين إثيوبيا وأفورقي والتي أدت إلي إنفراج في العلاقات بين البلدين.
بما أن زيآرات أفورقي وتعاطيّه بصفة خاصة مع الشأن السياسي في علاقات إريتريا الخارجية يَكْتنفهُ الكثيّر من الغُموض ويتم عادةً فيّ سريِّة تامة دون أن يُرآفقه أي وزير أو أي مسؤول سياسي ودون توقيِّع أي بُرتُكولآت إقتصادية أوتجاريّة أواستثمارية، لأن أفورقي ليس برجل دولة مسؤول بالمعنى السياسي لرؤساء الدول المحترمة وكبار الساسة العظآم، وأن الذي يجيِّده أفورقي هو فقط حيِّاكة المؤآمرات والعمآلة والخِيّانة لذلك تتم لقآءاته الخارجيّة بعيداً عَن عدسات الإعلام الحُر ولا أحد يعلم عن فحوى زيآراته ونتائجها أي شئ، ودون أن يَعْقد أي مؤتمرآت صحفيّة أو أن يقوم بإِصدار بيان مشترك بما توصل إليه مَع أي طرف دولي كما تفعل كل الدول المحترمة في مثل هذه المناسبات.
إن محمد بن زآيد يعلم أنه يتعامل مع أفورقي كرئيس عصابة حقيِّر ويبْتزّه ويُملئْ عليه تنْفيّذ أجندات دولة الإمارات الوظيفة في المنطقة حتى لا يكون لأفورقي شرف النِدْيّة بالجلوس مع الكبار مباشرةً، هو يعلم حجمه السياسي دوليّاً بدليِّل هَروَّلتة وتهافته علي محمد بن زآيد في مشهد اللقاء وشغف التَقْبيِّل وشد الأيادي مع أن أفورقي هو الضيِّف يفترض به أن يكون محلاً للحفاوة والترحيّب الحار في مقابل البُرُّود والتأفف والإستعلاء الذي قابله به محمد بن زآيد، وكانت لغة جسد أفورقي كلها تفْضح وضآعتهِ.
كان لابد من هذه المقدمة بدون رتوش لقراءْة زيارة أفورقي الي الإمارات ومقابلته محمد بن زآيد وذلك لأجل معرفة ظروف وملابسات السِيِّاق الذي تمت فيه الزيارة وتوْقِيِّتها ومحاولة الوصول إلي نتائجها علي ضوء المعطيِّات المتوفرة.
في تقديري لقد جاء أفورقي الإمارات لكي يقبض المقابل عن موفقه الأخير بقبوله مبادرة ابي احمد رئيس الوزراء الإثيوبي دون معرفة هذا المقابل ما إن كان وديِّعة مليارية دولارية عيّنية علي غرار الوديّعة الإماراتية لإثيوبيا، أم أن المقابل عبارة عن شراء أصوات اللوبي اليهودي في أمريكا بواسطة الإمارات لرفع العقوبات والحصار الإقتصادي عن إريتريا.
لقد جاء أفورقي إلي أبوظبي لكي يأخذ أيضاً أخر التعليِّمات وتَوجِيّهات اللمْسة الأخيرة للإنتقال إلي الخطوة القادمة والمضي قُدماً في إستكمال تطبيِّع العلاقات مع إثيوبيا بتوقيّع إتفاقيِّة أمنيّة والتنسيّق بينهما في ملفات الصومال واليمن والإرهاب، وإنهاء النزاع الحدودي سياسياً والتوصل إلي تفاهمات وتوآفقات سريّة حول الملفات العالقة بينهما دون إحداث أي أثر علي أرض الواقع والتركيّز فقط علي الجوانب الأمنية والتنسيق التام في مواقف البلدين، وربما الموافقة غير المشروطة من جانب أفورقي علي إستخدام إثيوبيا لميناء عصب تحت إدارة وإشراف دولة الإمارات بوصفها المستأجرة الرسمية للميناء وربما بعمالة إريترية وذلك لأن الإمارات بعد إنتهاء حرب اليمن الأهلية ليس أمامها غير إثيوبيا في استثمار ريّع إجارة الميناء لديّها دون سواها بعد أن أعادت الإمارات تأهيّله وإلا صار الميناء يباباً تنعق فيه الغربان.
وفي الختام ستكشف الأيام القادمة ما ستسفر عنه الزيارة وما يُرتب للمنطقة كافة ولا عزاء للشعب الإريتري الذي يَعبث بأرضه ومستقبله هذا الأحمق الحاقد المستبد أسياس أفورقي.