أستقبال رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي احمد علي في أسمرا
بقلم الأستاذ: محمد جمعة ابو الرشيد - كاتب وباحث وناشط حقوقي ارتري، برمنجهام بريطانيا
يزور الْيَوْم رئيس الوزراء الأثيوبي دولة إرتريا، وهي زيارة تاريخية تاتي بعد عشرين عاما
من الحرب الحدودية الإرترية الإثيوبية وعداوة شرسة بين النظامين.
الأحداث الماضية:
حكم اثيوبيا أقلية (التقراي) وحكم إرتريا (شخص) أحرق كل امال شعبه.
اثيوبيا شهدت الى حد ما نوع من الاستقرار الجزئي، ولكن المظاهرات الاخيرة التي تصدرها الأروموا وراح ضحيتها مئات الأبرياء أدت الى التغيرات المتسارعة والمتصارعة التي نشهدها.
أما ارتريا فقد سبب لها الحاكم الفرد جرحا عميقا ظل ينزف إلى يومنا هذا حيث تمّ:-
١. تسميم الحياة السياسية لدرجة الحيرة المجتمعية في جميع نواحي الحياة.
٢. اعتقلات خارج القانون وإخفاء جماعي متعمد، وإكراه الشباب على التجنيد الإجباري المفتوح.
٣. التدخل في شأن المؤسسات الدينية حيث أَلْزَمَ النظام دور العبادة والمؤسسات الدينية بقبول تعييناته سواء كان في شؤون الكنائس ومن يديرها أو المساجد والإفتاء والاوقاف والقضاء الشرعي حتى بلغ الأمر إلى المدارس والمعاهد الاسلامية حيث ضحي لحمايتها الشيخ الجليل / موسى محمد نور رحمه الله وتعرض المئات من الأبرياء للإعتقال والإخفاء.
متطلبات السلام:
نرحب بتحقيق السلام بين الدولتين الجارتين وانهاء لهيب الحرب والخروج من حالة الترقب المميت، وهذا امر سياسي مرحب به ومطلب نتمني أن يتحقق على اعلى وأكمل وأفضل ما يكون من علاقة بين شعبين جارين تربطهم الخريطة والمصالح والمصير المشترك، ولكن للسلام متطلبات ولن يحمل الزعيم الاثيوبي مطالب شعبنا لأسياس لأن كل ما يهمه هو مصالح شعبه، ولكن الشعب الارتري له مطالب فوق الطاولة وملف مفتوح ينبغي أن يوقع عليه الشعب ويتوافق عليه وابرز هذه المطالَب التي لا تنازل منها هى:-
١. إنهاء سيطرة الحزب الواحد والزعيم الواحد والشعار الواحد والقلب الواحد وقبول أن يكون هناك احزاب متعددة، وزعماء يتنافسون لخدمة شعبهم، وشعارات متنوعة وقلوب متعاونة.
٢. إطلاق صراح المغيبين فورا وتقديم تقرير كامل بعدد الضحايا وأسباب وفياتهم وتسليم ملفاتهم لذويهم عن طريق لجنة قضائية.
٣. شطب قوائم الملاحقين أمنيا في الخارج والممنوعين من زيارة بلدهم والإعلان الرسمي عن ذلك.
٤. تشكيل حكومة توافق وطني تكون مهمتها الإشراف على تكوين الأحزاب والإشراف على الانتخابات البرلمانية ومن ثم يعقبها الانتخابات الرئاسية.
٥. تَكُون أهم مهام البرلمان تشكيل لجنة الدستور مِن الكفاءات الارترية وبعد مناقشة الدستور يتم احالة الدستور للشعب من أجل المصادقة عليه وإقراره.
وهكذا تكون إرتريا وصلت إلى دولة (القانون والمؤسسات) وينتهي للأبد:-
• حكم الحزب الواحد.
• حكم الفرد الواحد.
وهذه المطالَب لا احسب يتنازل عنها الشعب الإرتري وسوف يستمر النضال حتى نيل الحقوق وتحقيق العدالة والحريّة ودولة الحقوق والمؤسسات الدستورية.
مرحبا بالسلام مع الجيران ويستمر الشعب الارتري في معالجة مشكلاته الداخلية.