الحق الإرترى ينتصر وإن طال الطريق.. بالصمود والتصدى يتحقق النصر
بقلم المناضل الأستاذ: عبدالقادر بكري حمدان
كنا، وما نزال نؤمن ان قوة الحق أقوى من كل الأسلحة التي يمتلكها الأعداء ويبطش بها حق القوة.. فالحق باق، لا يسقط بالتقادم
وهو إن قصّر فيه جيل فلا بد أن ينتصر له وبه جيل آخر.. الحق يعلو ولا يُعلى عليه ولا يضيع حق وراءه مطالب.
فى ندوة بعوان "مستقبل السلام فى القرن الأفريقى" قام بتنظيمها بتاريخ 22 يونيو 2018 اتحاد السلام الدولى فرع النمسا - بمشاركة مبادرة سلام القرن الأفريقى - واتحاد صحفيين الأمم لتحدة شارك فيها عدد كبير من أبناء جاليات القرن الأفريقى، واصدقائهم النمساويين والأفارقة والعرب، فى النمسا..
السيد أندرياس أنديل رئيس جمعية الصداقة النمساوية الإثيوبية - المعروف بدعمه اللامحدود - وولائه لزمرة الويانى فى السنوات العشرين الأخيرة - يفاجىء الحضور فى المحاضرة التى القائها فى هذه الندوة الجامعة بالقول أن الحكومة الإثيوبية السابقة رفضت اتفاقية السلام التى ابرمت فى الجزائر، وماطلت فى تنفيذ قرار مفوضية ترسيم الحدود خلال الــ "18" عام الماضية وكانت المفاجئة لى ولأبناء الجالية الإرترية خاصة ممن شاركوا فى الندوة..
عندما قال السيد أنديل "خلال المائة يوم الماضية كل شىء تغير فى إثيوبيا بعد تولى الدكتور أبى احمد السلطة.. والمفاجأة كانت أكبر عندما قال، انه يؤيد سياسة الدكتور أبى احمد - ويدعم سياسته ومبادرته الداعية للسلام مع إرتريا.. هذا يعنى فيما يعنى انه تخلى عن اصدقائه - وعن مشاريعه التنموية التى اقامها فى عدى قرات - لا نريد أن نسبق الأحداث - لكن بالتأكيد ان اعلان السيد أدنرياس أنديل يعتبر ضربة قاضية لرمز الويانى الذين كانوا يستفيدون من نشاط رئيس الجمعية النمساوية الإثيوبية السياسى والتنوى - والرجل كما نعرفه لم يقصد فى خدمة وتلميع مشاريع زمرة الويانى فى النمسا - موقفه الأخير شجع الصديق بيتر حيدر رئيس اتحاد السلام الدولى فرع النمسا دعوتى للعقيب على حديث السيد أندرياس أنديل.. هنا كان بلابد من النعقيب - بدأت حديثى بالترحيب بالضيوف..
كما شكرت السيد أندرياس أنديل رئيس الجمعية النمساوية الإثيوبية على موقفه الجديد - وإظاهره الحقائق التى كانت غائبة فى الساحة النمساوية.. كما أكدت للحضور أن الشعبين الإرترى - والإثوبى كانا دائماً يدعوا للسلام - وانصرا معاً ضد اعداء السلام - وأن الحق الإرترى ينتصر دائما وإن طال الطريق.. كما اوضحت للحضور، ان مطلبنا الوحيد من الانظمة الإثيوبية المتعاقبة فى الحكم كان وما زال هو.. ان يعترفوا بحقنا فى الحرية والإستقلال.. وفى احترام سيادتنا الوطنية.. كما لم نطلب، او نطالب فى السنوات الــ "18" الماضية اكثر حقنا المشروع، وهو ان تنسحب القوات الإثيوبية من الأراضى السيادية الإرترية التى تحتلها منذ عام 1998م كما تنص عليه قرارات اتفاقية السلام المبرمة فى الجزير، وقرار مفوضية ترسيم الحدود النهائى والملزم وغير قابل للإستإنفاف.. بعد اعلان رئيس الوزراه الإثيوبى الجديد أبى احمد فى الخماس من شهر يوليو2018 امام البرلمان الإثيوبى - أن حكومته تقبل بتنفيد اتفاقية الجزير وقرار مفوضية ترسيم الحدود - والإنسحاب من الأراضى السيادية الإرترية دون شروط..
بهذا التصريح التاريخى انهى عملياً القطيعة بين الشعبين الجاريين - وبين الحكومتين .. بهذا اصبح موضوع ترسيم الحدود عملية اجرائية كما قرأت على المشراكين فى الندوة النص حرفياً كما جاء فى خطاب الرئيس أسياس أفورقى - وعندما وصلت فى النقطة الرئيسية من الخطاب "ان ارتريا ستبعث بوفد عالى المستوى الى إثيوبيا" قطعنى الحضور بالتصفيق..
وصعد رئيس جمعية الصداقة النمسايوية الإثيوبية ومعه الناشط السياسى سنتايو من اقليم أورمو، ومعه محاضر فى الجامعة النمساوية من قومية الأمهرا.. للتأكيد بانهم مع السلام بين ارتريا وإثيوبيا - هكذا تفقد زمرة الويانى فى النمسا احد اصدقائها وداعميها الكبار فى النمسا.. ومبادرة أبى أحمد - وخطاب الرئيس أسياس الذى القاه فى يوم الشهداء 20 يونيو انهى القطيعة بين الجاليتين الإرترية - والإثيوبية ليس فى النمسا وحدة بل ارجاء المعمورة..
نحن ألان أحوج ما نكون في هذا الوقت العصيب الذي تمر به إثيوبيا، بسبب رفض زمرة الويانى واعوانهم فى المنطقة ومحاولاتهم البائسة لعرقلة مبادرة السلام التى اطلقها أبى احمد لإنهاء الخلاف مع أرتريا - وإعادة الحق الى اصحابه - إلى اليقظة والحذر والتنبه لهذه المؤامرات الخبيثة التي يدبرها لنا الأعداء ويسوّقونها بين الحين والآخر خدمة لمصالحهم ووصولاً لمخططاتهم القاتلة.
أما قوة الحق فلها السيادة والغلبة مهما بلغ حق القوة بطشاً وإرهاباً ً لأن الحق وإن بدا أنه قد استكان أو ضعف فهذا لا يتعدى كونه كبوة جواد سرعان ما ينهض مسرعاً ليستأنف مسيرته المظفرة ونشاطه وحيويته.
التعليقات