موضوع الساعة ارهاصات حول إعادة العلاقات بين ارتريا وإثيوبيا
بقلم المناضل الأستاذ: أبو الحسن محمود
مقدمة تأريخيه: تشكلت دولة ارتريا ككيان سياسي بقرار من الملك الايطالي امبيرتو الاول في يناير 1890م.
وظلت المصالح الإستراتيجية للمجتمعات المكونة لهذا الكيان تتجاوز الحدود وزادت تعقدا بعد قيام الثورات التحررية.
حيث كانت ترى جل القيادات المتنفذة من التقرنية ضرورة ايجاد وطن قومي لهم و بتشجيع من المرجعية الدينية كنيسةإكسوم ومايدعم ذلك المذكرة التي تقدمت بها قيادات من التقرنيه لوفد الامم المتحدة الزائر لتقراي حيث طالبو ان ينظر مصير التقراي جزء من ارتريا وانعكس ذلك في الصراع الذي احتدم بين نخب التقرنيا في مرحلة تقرير المصير حيث تبنت مشروع تقراي تقرنيا وإيجادعلاقة حكم مميز مع اديس و كان يرتكز على قاعدة اجتماعية التقراي وأبناء اكلوقزاي سراي بقيادة ولدأب الاب الروحي. بينما كان موقف أبناء (قبيلة المركز) الحماسين يسعى لكسب ود الامهرا لتمكينهم من السلطة بقيادة تلابايرو.
بل استمر صوت من ينادي بضرورة وحدة او مراعاة مصالح هذا الكيان.في مراحل النضال وتمثل في.فترة الكفاح المسلح بوحدة الجبهة شعبيه تحرير تقراي الشعبية لتحرير ارتريا وقد حقق هذا المشروع مصالح للطرفين اذ ساعد في خروج جبهة التحرير ارتريا كلاعب اساسي في ارتريا. ثم تمكن الطرفان من السلطة التقراي أديس والتقرنيه اسمرا. وما نتج من خلاف ماهو إلا من أين تدار المصلحة القومية للتقرنية من اسمرا التي انتصرت على شركاء الوطن وتمكنت من الهيمنة الثقافية ام من اديس.
اما الضلع الثاني للمثلث الارتري هو العفر ككيان إجتماعي متواصل في كل من إثيوبيا وجيبوتي و ارتريا وكم من أصوات علت متبنيه مشروع دولة عفر الكبرى بل توجد عدة فصائل معلنه كيانات تحت اسم عفر كما ان جيبوتي تعد الدولة التي تمثل عمق للقبائل عفريه حتى اسمها جاء من حادثة عندما جاء المستعمر الفرنسي وجد في الشاطئ امرأة عفريه تعد في طعامها فسألها ما اسم هذا البلد ففهمت أنه يسألها عن الإناء الذي تعد فيه طعامها قالت له بلغة العفر (دي بوتي) تعني إناء فخاري (كلع) بلغة التقري. وكذلك خصوصيتهم في إقليم عفر الأثيوبي. وتظل روابط القبائل العفرية ممتدة بغض النظر عن الحدود مع تحقيق بعض المكتسبات في كل من جيبوتي وإثيوبيا.
اما المثلث الثالث شعب المنخفضات (البجه) ارتبطت هذه المنطقة بشرق السودان حيث كانت كل من مصوع وسواكن يخضع لخديويه جدة بينما كانت المنخفضات الغربيه تتبع مملكة سنار وفي مرحلة حق تقرير المصير برز طرح إيجاد دولة للبجا حدودها من مصوع لحلايب الى تخوم النيل (خياري) حدود الإقليم الشرقي واجهض المشروع لتقاطعه مع مصالح دول الإقليم المتنفذة (مصر... إثيوبيا) وتلته رغبة المنطقة الانضمام الى السودان (التقسيم) ما عرف بمشروع الشيخ علي راداي والذي وصلت مذكرته بل نوقشت في الامم المتحدة. ظلت هذه الشعوب متواصلة بينها وتردد حتى الان أحيانا من مصوع لحلايب.
وقد ذكرت فقرة في وثيقة نحن وأهدافنا(ان قيادة الجبهة تنهب ابقار اهلنا وتبيعها لتشتري في القضارف كسلا بيوت) دلالة على المجتمع له خيار وطن آخر. بل استخدم النظام الارتري (قبيلة مركز) سلاح امتداد التداخل لتخويف نخب الشمال النيلي بان اي انفراج او تحقيق نصر السلطة لشعب المنخفضات في ارتريا ينعكس على شرق السودان.
لذلك تسعى دائما السلطة في الخرطوم (قبيلة المركز) من حماية نفوذ سلطة التقرنيه يمكن ان يلتفت المتابع دور السودان في إضعاف القوى السياسيه لهذا مجتمع. حتى الداخل عندما حدثت انتفاضة 21 يناير هرولت القيادة السياسية والأمنية لاسمرا برئاسة البشير.
من المقدمة اعلاه ارى ان ندات تسفاطين او مجموعة أمريكا ما هي إلا تجديد وصيانة للعلاقات الاجتماعية القديمة المتجددة. ولكن ما هي ردت الفعل التي ينبغي ان تتخذ.
بعتبارنا نعمل ضمن منظومة عالم متداخل المصالح ويتحرك خوفا او طمعا بالإضافة للتطورات الهايله في منطقتنا التي تنذر بحقبه جديدة تفضي الى مصالح قوى دولية تبنى على انقاض الدولة القطرية التي فشلت نخبها في إدارة دولاب الحكم مما تسبب في إنهيار مريع لدول عريقة مثل العراق وسوريا ويمن بل حتى احدث دولة جنوب السودان بالرغم من رفاقة الخندق تعيش أعتى صنوف الحروب.
إذآ السؤال الذي يطرح نفسه ما هي المخارج وماهي النماذج الجديرة بالدراسة ؟
من التجارب تجربة جنوب افريقيا التي جاءت بعد حقبة نظام عنصري. وتجربة شعوب البحيرات الهوتو التوتسي والتجربة الإثيوبية والتي يجب أن تنال إهتمام أصحاب الراي بالتقييم كونها تأثر على مجرى الصراع في الإقليم عامة وارتريا خاصة. تجربة جاءت بعد أنظمة قهريه شكلت صورة سيئة لشعوب إثيوبيا التي كانت تمثل المجاعة. تجربة وثقت لمشروع سياسي مفاده تعاقد المجتمعات الإثيوبية فكر يؤسس لتداول السلطة الثروة على اساس فيدرالية قومية وقد انتقلت حتى الآن إلى ثلاثة أقاليم.
وقد ارضت طريقة التغيير كثير من المتابعين لتطورات في منطقتنا من تسليم سلس للسلطة وترجل الحرس القديم والدفع بقيادات شابة. علما بان الدكتور ابي احمد حضر الدكتوراه في رأس المال الإجتماعي الذي طبقه لحل اذمات إقليم اروميا وقد نجح.
استغل التقرنيه علاقه ارتريا مع اثيوبيا في كل الحقب. وامست حالة ترهيب وفوبياخطر إثيوبيا وسيلة ابتزاز لباقي مكونات الشعب الارتري. لذلك أن الأوان للتعبير بشفافية تضمن السلم المجتمعي وصيغ تواصل تضمن مصالح الشعوب. وطرحنا يجب ان يكون مسنود حقائق مفادها ان ارتريا دولة ذات سيادة اعترفت بها الامم المتحدة دولة مستقلة صيانة استقلالها أساسه إقرار تعايش مع التباين. ولا قدسية لتراب علىحساب كرامة الإنسان.
وان كما للتقرنيه عمق استخدموه لحماية مصالحهم على المكونات يجب ان تعد ذاتها و توصل لدول الامتداد ونخب شركاء الوطن ان تكون لهم مواقف واضحة من رهن ارض و شعب من اجل تحقيق مكاسب مجتمعية. وإلا أن انفراط العقد في ارتريا سوف يكون تاثيره تعاني منه المنطقة. كما أن الحوار مع إثيوبيا وعدم إخلاء الساحة الإثيوبية التقرنيه خاصة بعد التطورات الأخيرة علما ان او زيارة للرئيس الاثيوبي كانت لجيبوتي الثانية للسودان مما يؤكد الإهتمام بالإقليم خاصة البحر الأحمر.