تقوربا 15 مارس الصمود عيد جيش التحرير البطل
بقلم الأستاذ: جابر سعيد - أرض الهرم
تقع قرية تقوربا الصامدة فى الجزء الغربى من ارتريا فى منطقة (بركا تحات) مابين مدينة أغردات غربا
وكيرو شمالا وتسنى جنوبا فى المديرية الغربية، كانت تقوربا قرية وادعة ساكنه شأن كل القرى الارترية التى أتسمت بالبساطة فى انسانها وايضا البناء والعمران، وهى منطقة تجمع قرى أبحشيلا التى أشتهرت من القدم بخلاويها الكثيرة وتدريس علوم القرءان، كان ولم يزل سكانها الطيبون الذين يعيشون على الرعى البدائى والزراعة التقليدية الموسمية التى تعتمد على الامطار بسطاء فى معيشتهم، قانعين بأسلوب حياتهم متعاونين مع جيرانهم، وكانت قرية تقوربـــــا قبلة لسكان كافة القرى المحيطة بها نسبة الى موقعها الذى يتوسط المدن المتاخمة للحدود السودانية من جهة، والقرى الاخرى المنتشرة فى تلك المنطقة التى تعج بالرعاة والزراع من جهة اخرى، وهذا جعلها ذات أهمية بالغة للتعليم الدينى الذى يقبل عليه كافة مواطنى المنطقة، مما حدا ببعض سكانها امتهان مهنة تدريس العلوم الاسلامية فى المنطقة الواسعة الممتدة حتى مداخل المدن، وهذا أدى الى لفت أنظار الحكومات الاستعمارية المتعاقبة، ولكن السلطات الأثيوبية أولتها اهتماما كبيرا وزودتها بمركز غير مقيم للشرطة وببعض العيون التابعة لأجهزة ال(سى. آى. دى) التجسسية بغرض معرفة مايدور بين شيوخ الدين الاسلامى الكثيرى العدد والأهالى بالقرية، وعندما تم تأسيس جبهة التحرير الارترية كان لسكان منطقة تقوربا دورا رياديا فى مآزرة الثورة، وكان لمعلمى الكتاتيب (الخلاوى) القدح المعلى فى التبشير والترويج لها، فهم الذين أقنعوا الأهالى بالوقوف مع الثورة بعد أن أتصل بهم الفدائى الأول الشيخ محمد شيخ داود ابن سيدنا مصطفى ود حسن، وبفضل هؤلاء تم جمع لفيف من المشائخ الأفاضل والعمد وشيوخ القبائل الذين سبقوا غيرهم فى دعم جيش التحرير بالذخائر والقنابل اليدوية وبعض قطع السلاح الايطالى القديم الذى كان بحوذتهم، كما جمعوا عدد آخر من الأسلحة من كافة أهالى المناطق المجاورة، وتم التحاق عدد من شبابها بركب وحدات جيش التحرير الارترى، والبعض الآخر كان عيونا ساهرة وجوالون لنقل المعلومات الاستخباراتية لوحدات جيش التحرير.
فى السنوات التى سبقت خروج القيادات الوطنية من ارتريا تلك المعروفة بهجرة القيادات الوطنية (الزعيم ابراهيم سلطان على سكرتيرالرابطة الاسلامية ومن ثم الكتلة الاستقلالية والسيد ادريس محمد آدم رئيس البرلمان الارترى فى الدورة قبل الأخيرة للاتحاد الفيدرالى) كان يأتى أفراد من مجندى المجالس البلدية لجمع العشور(ضرائب المواشى) وهؤلاء كانت مهمتهم محصورة فقط فى جمع المال، ولكن بعد الاعتقالات التى تمت لأعضاء حركة التحرير الارترية أختلف الحال وكانت تأتى وحدات قليلة من الشرطة للسؤال عن بعض الذين وردت أسماؤهم فى الكشوفات التى وجدت مع المعتقلين الأوائل، أما بعد تأسيس جبهة التحرير الأرترية فى عام 1960م واعلان الكفاح المسلح فى الفاتح من سبتمبر 1961م تزايد تواجد الشرطة بشكل مؤثر خصوصا بعد اطلاق الطلقة الاولى وانتشار الخبر الذى سرى كسريان النار فى الهشيم، ولكن الادارة الاثيوبية تعمدت اشاعة الخبر بين سكان المنخفضات الاسلامية على اعتبار انهم (شفتا) يقتلون ويسلبون كل من يقع فى يدهم، أما فى مناطق المرتفعات المسيحية أشاعوا بين السكان زاعمين ان (شفتا) المسلمين فى مناطق المنخفضات يريدون بيع الوطن للعالم العربى والاسلامى، حينئذ كانت طلائع جيش التحرير الارترى القليلة العدد والعدة تجوب المنطقة بغرض تأطير المواطنين فى التنظيم، كما كانت عيون المستعمر الاثيوبى تتواجد فى كافة القرى بكثافة تعلو على وحدات جيش التحرير آنذاك، ولأن التنظيم كان معتمدا فى جماهيره القليلة العدد لم يتمكن من الحصول على السلاح اللازم، وكان بعد أفراده يتسلحون بالبنادق الايطالية العتيقة والبعض الآخربالسلاح الأبيض من سيوف وحراب وفؤوس وعصى (كولي)، حيث ان المورد الوحيد للسلاح كان السوق العالمى المفتوح الذى يتطلب أموالا لم تكن متيسرة للتنظيم، وتعاظمت الحاجة الى ايجاد السلاح بتزايد أعداد المتطوعين الذين أتوا بالعشرات من القرى المحيطة وبعضهم من داخل المدن، ومن جهة اخرى كان لابد من ايجاد السلاح الذى يمكن الثورة من التصدى للشرطة التى كانت تجوب المنطقة بحثا عن الثوارالذين كانوا يسمونهم (بالشفتا)، ومن هنا جاءت الحوجة الماسة للحصول الى السلاح وتوفير الذخيرة اللازمة، عندئذ خططت الثورة للحصول على السلاح والذخائر من شرطة العدو الأثيوبى نفسه بدءا بالنقاط الصغيرة للشرطة وانتهاءا بالمدن، وكان جيش التحرير يعد العدة لتنفيذ هذا البرنامج، كانت التوجيهات تقضى بلقاء كل وحدتين متقاربتين مابين حين وآخر فى منتصف الطريق بينهما، ومن غرائب الصدف ان وحدتين التقيا بالقرب من قرية (تقوربا) فى يوم 15 مارس 1964م، كانت الأولى بقيادة المناضل القائد الشهيد محمد على ادريس (أبو رجيلة) والثانية بقيادة المناضل القائد الشهيد عثمان محمد ادريس (ابو شنب)، ومن حيث لا يدرون مناضلى جيش التحرير كان القدر قد أعد لهم موعدا مع التحدى للدخول فى معركة غير متكافئه مع الجيش الأثيوبي وتحديدا مع (كتيبة الكونقو) التى كانت ضمن القوات العاملة تحت امرة الامم المتحدة والتى عادت مؤخرا بعد انتهاء مهامها هناك، وهذه الكتيبة كان عددها أكثر من ضعفى قوات الجبهة المتواجدة فى الموقع، كما كانت مدججة بأحدث أنواع السلاح الأمريكى آنذاك، وكان اليوم الخامس عشر من مارس 1964 يوم التحدى مابين الخير والشر، جاء (كنفوى) كتيبة الكونقو فجأة وسلك الطريق الذى يفصل مابين قرية تقوربا والكمين الذى أعدته وحدات جبهة التحرير على عجل عندما علمت بمقدمهم المفاجئ، وكانت المبادرة لوحدات جيش التحرير البطل الذى أستبسل فى أول معركة له مع الجيش الأثيوبى، فأنتصرت الارادة على السلاح الحديث كما أنتصرت القلة على الكثرة بفضل العزيمة والمعنويات العالية التى أمتلكها جيش التحرير بأعتباره صاحب حق وحامل لواء التحرير، وتم سحق قوات (الكنفوى) ومن تبقى منهم حيا كان نصف ميت، وعندئذ همت وحدات جيش التحرير بجمع الغنائم ولكن جاءت فجأة قوات النجدة من مدينة تسنى وهى جزء من نفس الكتيبة، تجدد القتال لأكثر من ساعة، وأخيرا تم انسحاب وحدات جيش التحرير بسبب قلة الذخائر، كانت حصيلة المعركة ابادة القوات التى بدأ معها القتال وبالمقابل كانت خسارة الثورة 17 شهيدا وهذا العدد كان أكبر عدد لشهداء الثورة منذ اعلان النضال المسلح فى الفاتح من سبتمبر 1961م، ومن بعد معركة تقوربا جاء العشرات من المتطوعين للالتحاق بالثورة ولكن القيادة أعادتهم من حيث أتوا لعدم توفر السلاح، والبعض كان يرفض العودة ويصر على اللحاق بالنضال المسلح، كانت مشكلة هذه الأعداد المتزايدة من المتطوعين الذين كان لابد ان يحملوا السلاح هما اضافيا على هموم القيادة، وكان السلاح بعيد عن المنال الا من مستودعات المستعمر، ولهذا تم تكليف أطواف من الفدائيين بمهمة ايجاد السلاح.
قاد معركة تقوربــــــا الصمود التى أصبحت عيدا لجيش التحرير الارترى القائد البطل المناضل محمد على ادريس حاج مهيلاى المعروف ب (ابو رجيله) وهو من الرعيل الأول للثورة الارترية ومن مواليد عد عيسى (بركا لعال) فى عام 1918م، وكان نائب قائد المعركة القائد المناضل الشهيد عثمان محمد ادريس الملقب ب (أبو شنب) وهو من مواليد القاش عام 1921م، كانت معركة تقوربا الصمود نقطة تحول فى الاستراتيجية العسكرية لجيش التحرير ونقطة انطلاق حقيقية للثورة، كانت معركة تقوربـــــا الأداة التى كسرت الرهبة وعززت صحة نظرية الكفاح المسلح، كما اسقطت معركة تقوربــــــا الصمود بطلان المقولة التى كانت تؤكد ان الغلبة هى دائما للسلاح، ولكن معركة تقوربـــــــــا الصمود قلبت الموازين وأرعبت العدوا الاثيوبى وجنوده الذين أتوا للقبض على (الشفتا) على حد زعمهم والاتيان بهم بعد ان يتم ربطهم سويا بالحبال التى كانوا يحملونها، ومثلما أرعبت جنودهم أيضا أصابت قياداتهم العسكرية والسياسية بالهلع والخوف المتزايد، كما ان معركة الصمود كانت فاتحة خير على الثورة اذ أنهمر الشباب كمطر الخريف ملتحقا بجيش التحرير، مما أجبر ذلك القيادة على ضرورة التخطيط لمهاجمة المراكز الصغيرة المكونة من أعداد قليلة من الشرطة للتذود بالسلاح والذخائر، وكما هو معلوم كقاعدة عسكرية ثابتة ان القائد البارع فى مهامه والمتواضع مع جنوده يرفع معنويات الجنود فيرتفع مجهودهم وتتعدد انجازاتهم ومواهبهم، وهذا تحقق فى معركة تقوربـــــا الصمود فالمناضلان القائدان كانا يصولان ويجولان يمينا وشمالا مابين الأبطال الذين كان نصفهم مسلحا بالاسلحة الايطالية العتيقة وكان النصف الآخر مسلحا بالسلاح الأبيض المكون من السيوف والرماح والفؤوس وهؤلاء يطلق عليهم عادة (كولي)، ومنذ بدء المعركة كانا القائدان يحسان المناضلين الأبطال بضرورة الثبات والتحلى بالصبر والمصابرة والارادة القوية، وهناك من حكى ان بعض المناضلين كانوا يرددون التكبير المتواصل فى حين كان بعضهم يتغنى للفروسية والشجاعة مما أدى بهم للخروج من السواتر الدفاعية للتعامل مع جنود العدو وقوفا وجها لوجه، والقائد الشهيد (أبو شنب) كان يردد من حين لآخر قائلا (أوالد نآيش.. أبوك الشينة.. أوالد نآيش.. أبوك ألشينة).
كانت تقوربـــــــــــا الصمود بمثابة بسملة القرءان للثورة فهى التى أوحت للثوار بالانقضاض على مراكز الشرطة التى كانت منتشرة فى المراكز الادارية، فقبل ان ينتهى العام كانت معركة (هيكوتة) الفدائية التى قادها القائد الشهيد آدم محمد حامد (قندفل)، فاذا كانت معركة تقوربــــــــا معركة للصمود والاستبسال كانت معركة هيكوتـــــــا الفدائية معركة الغنائم والأسلاب مما أدى الى تسميتها بين المقاتلين ب (معركة التسليح)، ففى ذلك اليوم العظيم جاءت وحدة قليلة من جيش التحرير بعد ان تهيأت للجهاد والاستشهاد وتحررت من كل مايربط الانسان بهذه الحياة الفانية، حتى ان بعضهم أخلى سبيل الزوجات وتركوا الابناء تحت سقوف لا يملكونها أو معيل يرعاهم الا الله، فقد أجاد القائد (قندفل) دوره فى تلك المعركة كما فعلا الثنائى أبو (رجيلة وأبو شنب) من قبل، فالقائد الشهيد البطل آدم محمد حامد قندفل جاء بمفرزة فدائية منتقاة بعد أن أعدها عسكريا وذودها بالنصائح والارشادات وبالارادة القوية والاقدام على قبول التحدى والشهادة والاستشهاد طوعا أو النصر المأزر الذى يرفع شأن جيش التحرير البطل والجماهير المتعطشة الى الانتصارات المتتالية، والجدير بالذكر ان نصف أفراد الوحدة كانوا مسلحون بالبنادق الأيطالية بالاضافة الى قطعتين أبو عشرة انجليزية الصنع، والنصف الآخر كان مسلحا بالسلاح الأبيض، الا ان الجميع كان مسلحا بالارادة القوية والايمان باالله وبالوطن المسلوب وبعزيمة وهمة عالية، وكانت الخطة واضحة لكل أفراد الوحدة وكل فرد منهم كان يعرف دوره فى أداء المهمة الصعبة، تم تخطيط المعركة بحيث يبدأ الهجوم من أقرب مسافة وعلى رأى العسكريين ان يتم بدء اطلاق النار عندما تكون الوحدة فى (صدر العدو) حيث ان كمية الذخيرة كانت قليلة ولابد من توفيرها الذى لا يتأت الا بقرب المسافة للالتحام بالسلاح الأبيض اذا لزم الأمر، ومن هنا جاءت ضرورة ركوب البص التجارى الذى يأتى للقرية فى نفس الموعد يوميا وفعلا تم ايقاف البص (حجى حسن) القادم من مدينة تسنى، فى مداخل القرية وأمروا سائقه بالتوقف فى مركز شرطة المدينة، وكانت الخطة تتلخص فى مهاجمة رجال الشرطة بالاسلحة القليلة والعتيقة التى كان يحملها النصف الاول من الفدائيين، وكان مهام النصف الآخر غير المسلح الهجوم على مستودع سلاح العدو والتعامل مهم فى التو بسلاحهم، وكان الأمر الثالث ان يتم الانتصار وبالتالى انهاء المعركة فى أقل وقت ممكن، وبحمد الله تعالى أنتهت المعركة فى وقت قياسى وبانتصار محقق لجيش التحرير، نفذت الخطة تماما كما خطط لها وجاءت الحصيلة أفضل مما كان متوقعا، وكانت الغنائم أكبر كمية من السلاح والذخائرتحصلت عليها الثورة من مستوعات العدو فى ذلك الوقت، وكانت خسارة الوحدة لا شيئ اذ أنسحبت الى مواقعها سالمة محملة بعدد مقدر من البنادق والذخائر وبمعنويات عالية كانت لبنة للانتصارات التى تحققت فيما بعد.
كانت معركة تقوربا الصمود السبب المباشر فى توسيع وحدات جيش التحرير بفضل الأنتصار الذى تم تحقيقة على الجيش الأثيوبى مما أدى الى التحاق أعداد كبيرة بجيش التحرير، وكانت معركة (هيكوتة) الفدائية مستودع السلاح الذى جهز (الكولي) ورفع مستوى التدريبب والقتال بفضل كمية السلاح الذى جاء نتاجا لتلك المعركة الخاطفة التى أدت الى انتشار الثورة فى أغلب مناطق المنخفضات الأرترية، فالمعركتان كانتا متكاملتين رغم الفارق الزمنى الذى كان بينهما، وان عدد الذين أستشهدوا فى معركة تقوربا الصمود كان الأكبر منذ تأسيس جيش التحرير، ومن هنا تم الاتفاق على ان يكون الخامس عشر من مارس عيدا لجيش التحرير الارترى البطل تحت اسم (تقوربــــــــــــا الصمود) وجرت العادة ان يحتفل به جيش التحرير مع جماهيره الصامدة صانعة الأمجاد الوطنية ومؤسسة جبهة التحرير الارترية رائدة الكفاح الارترى من غير منازع ووريثة الحركة الوطنية منذ الأربعينات بقيادة الرابطة الاسلامية ومن ثم الكتلة الاستقلالية، فان كان الفاتح من سبتمبر هو الحرف الأول فى كتابة تاريخ الكفاح الارترى المسلح فتقوربـــــــا الصمود هى باءه.
فلنا أن نفخر بتاريخنا الذى لا ينازعنا فيه ثوار آخر ساعة، وليعلموا ان النضال الوطنى بدأ من هنـــــــــــــا وستستمر جذوته وعنفوانه من هنــــــــــــــــا، فهنـــــــــــــا مربط الفرس ومرعاه، وهنــــــــــــــا الصدق والأمن والسلام الذى سيعم أرجاء الوطن العزيز الغالى، فباســــــــــــــم اللــــــــــــــه بدأنا وباسمه سنختم محققين غايات الوطن، وفألنا كان حسنــــــــا منذ البداية وأفعالنا آيـــــــــــــــة آية وسيكونان حسنــــــــــــــا وآيــــــــــــــة وترجمة لرغبات وغايات شعبنا الارترى البطل، والفدائى المجاهد يعاهد كافة شعبه بمواصلة النضال والجهاد حتى يرث الله الأرض ومن عليها وتعلو رايات الحق والعدل والسلام، وكل عام وشعبنا الارترى بخير وامن وسلام...
والله أكبر.. ألله أكبر والنصر لشعبنا المناضل المؤمن بحقوقه والمتوسد سلاح الوحدة والفضيلة والعدل والسلام الذى سيضرب به كل ظالم جبار... والصلاة والسلام على نبى الامة..
عاش الشعب الارترى البطل،
عاشت جبهة التحرير الارترى،
عاش جيش التحرير البطل،
عاش النضال الارترى المتواصل،
عاشت الوحدة طريقا للنضال والتحرير،
عاش التحالف الوطنى الارترى بوتقة للتكاتف والتعاضد ونبذ الخلاف،
وكل عام وشعبنا حرا أبيا وجيش التحرير فى تقدم وانتصار،
والخزى والعار لقوى الشر، ولا نامت أعين الجبناء وسارقى نضالات شعبنا الوفى.