الصراع بين اسمرا والخرطوم ينتج فجوة غذائية علي ضفتي الحدود
بقلم الأستاذ: ضرار علي ضرار أبو أدال - مدريد، اسبانيا
قراءة في المشهد من باب الدوافع والاسباب: تناقلت صفحات الناشطين الارتريين في وسائل التواصل الاجتماعي اخبار مفادها وجود
بوادر فجوة غذائية لدي سكان اقليم الساحل الارتري والمحازي لاقليم البحر الاحمر السوداني وهو امتداد جغرافي وبشري واحد وهذا امر متوقع الحدوث كنتيجة للازمة التي مرت في الشهر الماضي في الحدود بين ارتريا والسودان اثر اعلان حالة الطوارئ من الجانب السوداني ظاهرها جمع السلاح ومكافحة التهريب وتجارة البشر ونعتقد ان الامر لا ينحصر في اقليم الساحل الارتري وهذا امر طبيعي اذ تعتبر السودان الرئة الوحيدة التي كانت تتنفس منها ارتريا في الحصول علي جل المواد الغذائية سواء كانت عبر التبادل التجاري او التهريب الذي كانت تمارسه حكومة اسمرا بعلم السلطات السودانية.
وحتي نقرأ الامر في صياغه الطبيعي نؤكد ان مسؤلية ما ترتب علي اغلاق الحدود السودانية الارترية من اضرار علي الشعب الارتري هي مسؤلية حكام اسمرا دون غيرهم ولا تتحمله الخرطوم الا فيما يخص عتب الاشقاء ومراعاة انسان المنطقة بشكل عام.
وتجدر الاشارة هنا الي الوفد الارتري (الرباعي الامني) الذي زار الخرطوم في ظل الازمة وتباحث مع الحكومة السودانية وتحديدا مع السيد محمد عطا المدير السابق لجهاز المخابرات والامن الوطني السوداني ولم يتوصل الجانبين الي حلول بخصوص الازمة وهنا يمكن استنتاج الاتي:-
1. حجم التنازلات التي قدمها الوفد الامني الارتري لم تكن كافية في نظر الخرطوم رغم وضوح الموقف المصري وميله الي التهدئة والاتجاه ثوب اديس ابابا.
2. وصول الوفد في هذا التوقيت قبل اقالة محمد عطاء يشي بمعرفة المخابرات الارترية بما يدور في مطبخ الخرطوم وهي محاولة ذكية من حكام اسمرا اعطاء عطا حل ملف الازمة بشروطهم في هذا التوقيت.
وبعدها مباشرة تابعنا اقالة محمد عطا واستلام الفريق صلاح قوش في خطوة اظهرت تسامح كبير لدي الخرطوم اذ تعيد الرجل المتهم بترتيب انقلاب الي قيادة اخطر جهاز في الدولة السودانية وكشفت الايام شروط عودة المدير الجديد في تغييرات كبيرة حدثت في الدولة السودانية، وبعض المتابعين السودانيين وصفوها بعودة الحرس القديم هذا فضلا عن قدرات الفريق قوش في ادارة ملفات معقدة في تاريخه السابق ضمنها ملف المعارضة الارترية والرجل ليس ميالا الي اسمرا عكس سلفه محمد عطا.
ومن خلال متابعة تصريح الرئيس السوداني عمر البشير في صحيفة اليوم التالي ادناه جاء فيه:
الخرطوم (اليوم التالي) وجه المشير عمر البشير، رئيس الجمهورية، أمس (الاثنين)، باستئناف تجارة الحدود مع دول الجوار، بما يمهد للتضييق على عمليات تهريب واسعة للسلع السودانية. وأصدر البشير قراره لدى ترؤسه أمس الاجتماع الدوري للجنة ضبط سعر الصرف، كما أصدر توجيهات أخرى لمحاربة تهريب الذهب والمنتجات الأخرى. وقال حاتم السر وزير التجارة في تصريحات صحفية، إن الشهر الجاري سيشهد اجتماعا لولاة الولايات للبحث في كيفية تنظيم تجارة الحدود مع دول الجوار.
وهذا التصريح لم يطبق منه اتجاه الحدود الارترية شي علي ارض الواقع بل زادت عمليات التضيق علي سكان ريفي كسلا وقرورة بشكل لا تخطئه عين المراقب للاوضاع هذا فضلا عن انتهاك الكرامة الانسانية مع التضيق الاقتصادي ناهيك عن التهريب.
الا اننا لاحظنا انفراجة كبيرة في تطبيع العلاقات مع الجارة الشمالية مصر وقرار بعودة السفير السوداني الي القاهرة ومباحثات مستمرة بين القاهرة والخرطوم تخللتها عمليات شد وجزب في ملف مثلث حلايب الحدودي بين البلدين.
وبالتالي نعتقد ان السودان قرر استخدام مواطنيه في الحدود الشرقية مع ارتريا حصان طروادة بتجويعهم وتضيق الخناق عليهم وعليه تجفيف مصادر التجارة الرسمية وكذلك والتهريب اتجاه الضفة الاخري للحدود مع ارتريا وخلق فجوة غذائية تحرك الشعب الارتري اتجاه اسمرا وحكامها بحثا عن حل
ويمكن قراءة هذا السيناريو في محورين:-
(أ) حكومة اسمرا في مازق حقيقي اذا اتسعت الفجوة الغذائية وهذا سوف يترتب عليه تململ في اجهزتها المهترئة اصلا والحصار المضروب عليها اقليميا في حالة خروج الامر عن السيطرة وتم تناوله بشكل جيد ودولت القضية ونعتقد الامر الان ممكن رغم المرونة الغير معتادة التي اظهرتها حكومة اسمرا اتجاه السجناء السياسين اذ خلال الشهور الماضية تم نقل كل من مصطفي نور حسين وعبدالله جابر للعلاج خارج السجن في مشافي اسمرا واعادتهم ووصول نباء وفاة هيلي ولدتنسئ (درع) في السجن كل ذلك يعتبر مؤشر جدير بالاهتمام الي من يهمهم الامر وقادم الايام قد تحمل مفاجأت للشعب الارتري.
(ب) الكثيرين منا يلوم المعارضة الارترية وبشكل خاص المجلس الوطني اذ لم يتحرك في قضايا ملحة كثيرة ونعتقد الامر ليس يسيرا في حالة انعدام تقاريرمن جهات ومنظمات مختصة وصورووثائق من المتضررين من شعبنا نتيجة الفجوة الغذائية حتى يتم تبنيها من الجميع جماهير وتنظيمات وكذلك منظمات المجتمع المدني الارترية المعنية بالموضوع اكثرا حرجا من التنظيمات السياسية اذ لا تستطيع الدخول الي ارتريا ودعم المتضررين وعليه مطلوب من الجميع التضافر لبلورة القضية عبر كل الوسائل المتاحة وخاصة الاعلام الفضائي اذا امكن ذلك وكتابة تقارير احترافية عبر التواصل بمصادر موثوقة في الداخل ويا حبذا تكون المعلومات مرفقة بصور.
الله المستعان
كان الله في عون الشعب الارتري - عمر جابر عمر