بين اجتماع التنظيمات ذات الاجنحة العسكرية وميلاد الجبهة الوطنية الارترية في مقلى اليوم
بقلم الأستاذ: ضرار علي ضرار أبو أدال - مدريد، اسبانيا
قراءة من جهة لماذا الان ومالجديد في استارتيجية السودان واثيوبيا اتجاه الشعب الارتري ؟
الكل تابع ان هناك اجتماع انعقد بين المسؤل الاثيوبي عن ملف المعارضة الارترية والتنظيمات ذات الاجنحة العسكرية للمجلس الاوطنى الارتري للتغيير الديمقراطي ورشح الكثير والمثير حول الاجتماع ولم يصدر حتى الان اي بيان حتى في صفحات القيادات التنظيمية الخاصة ولكن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الارتري بعض ما رشح وحدث هرج ومرج حول الاجتماع والتنظيمات التي شاركت فهناك من يعتقد ان اثيوبيا اخيرا قررت دعم المعارضة الارترية لاسقاط النظام الارتري وهذا عشم ابليس في دخول جنة الفردوس ونقول ذلك ليس من باب التجني علي اثيوبيا او كل حلف صنعاء اذ ثبت بما لا يضع مجالا للشك ان هذا الحلف كان ابرز ادواره تقديم مصاريف شخصية لاتقيم اود قيادات المعارضة ناهيك ان تساهم في اسقاط نظام بوليسي قمعي مثل النظام الارتري ولا تثمن ولا تغني من جوع في استراتيجية واضحة لا تحتاج الي كثير ذكاء لفهمها فحالة اللاحرب واللاسلم استفادت منها اثيوبيا كحجة لمنع المعارضة من تنفيذ عمليات ضد النظام في ارتريا والحجة اتفاقية الجزائر بين البلدين والتي وقعت في العام 2000 بعد حرب دروس راح ضحيتها من الشعبين اعداد كبيرة قدرت بعشرات الالاف قتلى من الجانبين حسب بعض التقارير الصحفية.
وطلب السودان من المعارضة الارترية مغادرة اراضيه بعد توقيع اتفاقية الشرق في اسمرا كانت القشة التي قسمت ظهر البعير وكانت خدمة كبيرة للنظام في ارتريا دون مراعاة من حكام الخرطوم ما يلحقوه من ضرر بالمشروع الوطني الارتري والقوى التقليدية الارترية المتمثلة في جبهة التحرير الارترية بكل فروعها والتيار الاسلامي الارتري الذي كان يعتقد ان السودان شريك استراتيجي بالنسبة له وحتى هذا لم يكن كافيا اذ اطلق السودان يد مخابرات النظام داخل اراضيه فكانت تفتك بقيادات المعارضة الارترية وكوادرها قتلا وسحلا وخطفا هذا فضلا عن اللاجئين الارترين الذين سلمتهم السودان تحت حجة دخول غير شرعي الي الاراضي السودانية وكانت الضربة القاضية الثانية عندما قامت السودان بنزع اسلحة وممتلكات حركة الاصلاح كاخر ورقة في يد المعارضة المسلحة لارضاء النظام في اسمرا.
وحاصل مجموع المواقف لجارتي ارتريا في بعديها العقدي والثقافي (الاسلام والمسيحية والانتماء الافريقي والعربي) يتضح جليا ان العلاقة بين المعارضة الارترية متمثلة في المجلس الوطنى الذي انبثق من مؤتمر اواسا التاسيسي لم ترضى عنه اثيوبيا بعد انفضاض سامر المؤتمر مباشرة ومعها التيار المسيحي الارتري ولذلك بذلت اثيوبيا جهود كبيرة للحيلولة دون قيام المجلس الوطنى الارتري بمهامه والاضطلاع بدوره المنتظر منه اتجاه
الشعب الارتري في الداخل والخارج بشكل فج وواضح مستخدمة ادوات وآليات ارترية مستفيدة من ارث ابرها الاشرم في التاريخ العربي القديم.
مالجديد الان حتى تستدعي اثيوبيا قوى المعارضة ذات الاجنحة العسكرية لتقديم المطلوب لهم حسب مارشح ولكننا نعتقد ان الامر هو عبارة عن الحيلولة دون تصدر المعارضة الارترية المشهد في قادم الايام اذ اثيوبيا تستشرف برؤية ثاقبة ومدروسة ان قوة المعارضة الارترية قد تتطور الامور لصالحها وهي الان اكثر الحاحا منذي قبل لذلك احالة السودان ملف المعارضة الي اثيوبيا عن طيب خاطر وسبق اسرار وترصد لتفعل في هذا الملف ما يخدم مصالح السودان واثيوبيا اكثر من مصلحة الشعب الارتري.
ونستخلص من ذلك رسائل سالبة كثيرة لعدة جهات منها:-
اولا: رسالة الي الداخل الارتري ومفادها نحن معكم في ازالة الكابوس وهذا سوف يساعد النظام وسوف يجد من يصطف معه ويعزل من هم ضد النظام في الداخل ويتم التضييق عليهم اكثر وشعبنا منهك اقتصاديا والنظام يعلم تمام العلم ان اثيوبيا الان التورط في هكذا خطوات ليس لمصلحتها وهي غير جادة في الاساس وفي افضل الفروض ترتخي عجلة العمل الداخلي ضد النظام وتتباطا وترتخي في شعور انتظاري مغيت اصاب الشعب الارتري منذو فجر التحرير والانتظارية كانت السمة الابرز التي عطلت اي عمل حقيقي ضد النظام.
ثانيا: رسالة الي جماهير قوي المعارضة الارترية وهي ضرب مصداقية قوى المعارضة بطريقة فجة وافقادها ما تبقي من المتعاطفين معها في المهجر الثقة فيها وهو بالاساس لا ترغب لا السودان ولا اثيوبيا في بناء علاقة استراتيجية مع قوى المعارضة الارترية وبالتالي قريبا جدا سوف يسرب الاتجاه الاثيوبي ان المعارضة فشلت في تقديم رؤية تقنع بها الداعم والحليف الاثيوبي عندما اراد مساعدتها.
ثالثا: رسالة الي القوى الاقليمية والدولية مفادها لا مجال للتحالف مع قوى المعارضة الارترية لان السودان واثيوبيا يحول دون وصولها الي القوى الاقليمية والدولية هذا فضلا عن الانهاك الذي تعرضت له قوى المعارضة خلال عقدين من الزمان في احضان حلف صنعاء ومن طبيعة الامور بين الدول من يريد التواصل مع المعارضة الارترية والتعاطي معها لابد وان يسال السودان واثيوبيا لمعرفتهم بهذا الملف من وقت مبكر وهنا (جات تجري وابوزيد فرغ فيها - مثل ليبي) سوف يكون الراي المتفق عليه بين السودان واثيوبيا ان قوى المعارضة الارترية كما هو معروف ليس لديها الامكانية لقيادة البلد وقيادة ضفة الحكم ولكن نحن الان نبذل جهود حثيثة لمساعدتهم في تجاوز مشاكلهم وفي نفس الوقت مخترقين من قبل النظام بعناصر مخابراته فالامر يحتاج الي وقت كبير وعندما يكونون جاهزين سوف نحيطكم علما.
واليوم ولد في مقلى تحالف جديد لاربعة تنظيمات اجتمعت بشكل عاجل وخرجت بمظلة جديدة تحت مسمي (الجبهة الوطنية الارترية) وابرز ما رشح من الكيان الجديد الاتي:-
1. التفاوض مع القوى التي تؤمن بإبعاد الدين عن الدولة وضمها إلى جبهتهم.
2. عدم التعامل مع التنظيمات ذات المرجعيات الدينية.
3. تقييم طبيعة العمل النضالي المقاوم.
4. الخروج نهائيا من كل المظلات والتحالفات السابقة وعدم العودة اليها إطلاقا.
5. إعادة تقييم كل تنظيمات المعارضة واحدا تلو الآخر واتخاذ المواقف والقرارات بشأنها سلباً او إيجابا.
6. التأكيد على حق تقرير مصير القوميات وحق الانفصال.
النقاط السالفة لا تحتاج الي كثير تاويل فهي من الوضوح تتحدث عن نفسها وتهدف تقسيم ما تبقي من تنظيمات تؤمن بالمجلس الوطني وانهاء المجلس بشكل نهائ وفق التالي:-
• الفقرتين الاولى والثانية بنفس المعنى وهو تقسيم المجلس الي تنظيمات دينية ولا دينية (الثور الابيض والثور الاسود).
• الفقرة الثالثة والرابعة تحصيل حاصل لا معني لهما اذ كيف يعلنون عن مظلة جديدة دون تقيم العمل النضالي المقاوم وبعد اعلان مظلتهم الجديدة الامر لا يحتاج الي وعود بعدم العودة.
• اعادة تقيم كل تنظيم علي حدة هذه فقرة عادلة جدا ونستغرب لماذا لا يتم التقيم فردا فردا للمعارضة حتى يكون التقيم اكثر دقة.
• الفقرة الاخيرة كقرص الشمس في كبد السماء رسالة الي من يهمهم الامر (التنظيمات القومية عامة وعفر البحر الاحمر بشكل خاص) الثور الاحمر.
بناء علي ما سبق بعد ان عملوا جاهدين فيما سبق لعرقلة عجلة المجلس الوطني وانهاكه الان جاء دور ذبحه وتشفيته.
نتمنى ان تكون هذه القراءة غير صحيحة ويلعب التحالف الجديد (الجبهة الوطنية الارترية) دور ريادي بالتنسيق مع المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي ويخيبون كل الظنون وان غدا لناظره قريب.
جات تجري وابوزيد فرغ فيها - يحكى ان ابوزيد الهلالي خرج للصيد في جماعة وطول الطريق وهو يحكي لهم عن عدد صيده الوفير ودقة اطلاقه علي الاهداف وعندما بلغوا مكان الصيد تعلل بالالم في بطنه وجلس قرب الخيل وخرج القوم للصيد برماحهم وبنادقهم وكلابهم وبقي هوجالس تحت الشجرة ينتظرهم وبينما يحاولون صيد غزال صغير فر منهم وهو يلهث من التعب ولسؤ حظه العاثر توقف امام ابوزيد تحت الشجرة فتناول ابوزيد بندقيته وارداه صريعا في الحال وعادو بصيدهم وعند دخول المضارب بدا ابوزيد في الرقص (مثل ليبي).