الشيخ محمد أبرار من قلب أسمرة… إياكم وأصحاب المنفعة
إعداد: مكتب الإعلام حزب النهضة الإرتري
الشيخ محمد أبرار والذي تجاوز عمره السبعين وفي التسجيل الذي نشر عبر التواصل الاجتماعي وقف في يوم الجمعة
الموافق ٢٠١٧/١١/١٠م وفي اكبر مساجد العاصمة أسمرة وهو مسجد الخلفاء الراشدين وعقب الانتهاء من صلاة الجمعة وقف كالأسد أمام المصلين وتحدث إليهم بما في قلبه أفصح عن آلامه وحزنه على ما يجري من أحداث وشن هجوما على دار الإفتاء قائلا بان كل ما نعيشه من تدخل سافر من الحكومة على شئون ديننا ومساجدنا هو دار الإفتاء وعلى رأسها الشيخ سالم الذي ينفذ تعليمات الحكومة وقال بأننا عشنا ولعهود طويلة بدون مفتي ولم يكن لدينا أية مشكلة وبوجود الإفتاء صرنا نعاني كثيرا وقال لن نسمح بالتفتيش على مساجدنا ولنفعل ما نشاء داخلها من ذكر ودعاء وصلاة، وقال لقد عشت زمنا ولكن لم أكون أتوقع أنني في حياتي سأرى مثل هذا وقال كلمته المدوية سأتحدث بالحق والحقيقة رغم انف أصحاب المنفعة وعندها كبر المصلون تجاوبا لأنها لامست ما في دواخلهم التي لم يستطيعوا الإفصاح عنها.
وعلى غرار الشيخ موسى محمد نور قال بأنه مستعد لدفع الثمن على كلمة الحق لأنه لم يتحدث عن نفسه وحاجاته الخاصة بل للتعبير عما يجري على الأرض من مظالم يندى لها جبين كل حر وقال لماذا يصير كل هذا ونحن نعيش تحت رعاية حكومتنا وحكومتنا هذه قد أعطيناها كل شيء من أموالنا وأبنائنا وليس من حقها التدخل في ديننا، وقال لماذا يتم التعامل معنا كأننا أغراب على هذا الوطن، وقال كلمته المؤثرة كيف لنا أن ننام وإخواننا وأخواتنا وأبنائنا في السجون بل يجب ألا نسكت عنهم يجب أن نسعى جميعا لكي يفرج عنهم سريعا وكرر قائلا أنا افهم بان أصحاب المنفعة لا يعجبهم كلامي.
لقد صدقت يا شيخنا فأصحاب المنفعة الخاصة الذين يسعون إلى تحقيق مصالحهم حتى ولو على حساب أرواح الآخرين ومصائر الناس أجمعين والوطن وأمنه ومستقبله يظل هؤلاء الذين يهرولون وراء مصالحهم يطبلون للجلاد ويكيلون بالمديح والإطراء على الظالمين وينالون من المظلومين بالتجريح وإلصاق التهم الباطلة يتدافعون على زيادة المظلوم ظلما وينكبون على الضحية إرضاء للجلاد ويمهدون له لممارسة ما يشاء ويختلقون الذرائع والجلاد يمارس هوايته عبرهم ويجعلهم في مواجهة الضحايا من الأبرياء الذين يطالبون بأبسط حقوقهم في وطنهم.
ولا يدرون هؤلاء الذين أعمتهم الفرصة اللحظية والمصلحة الشخصية بأنه وبإرساء دعامة العدالة تتحقق مصلحتهم ومصلحة أبنائهم والجيل الذي يأتي، وان النور الذي يسعى أهل الحق بإضاءته سيسطع على كل ركن وزاوية لكي يتمكن المواطنون الناس بمعرفة الحقائق وينطلقون في درب الحياة دون خوف ورهبة من أي احد ويتصرفون بملأ إرادتهم وينطقون بما في دواخلهم دون إكراه أو إغراء يقفون متساوين أمام القانون بصفتهم أبناء وطن والإنصاف يكون من نصيب الجميع.
لقد صدق شيخنا عندما نعتهم بأصحاب المنفعة لقد تحدث بلسان المعذبين في سجون النظام لقد تحدث وقلبه على الأطفال وعلى النساء اللاتي يقبعن في السجون وأبنائهم في البيوت لقد تحدث عن المرأة التي تركت وليدها في عمر ستة أشهر لقد تحدث عن الأطفال الذين يسكب الماء البارد على ظهورهم وتنال منهم السياط بأيما تعذيب لقد تحدث بلسان المرأة التي تنتظر زوجها وتتألم الليالي ولقد تحدث بلسان الأمهات اللاتي يكابدن الألم وتدمع عيونهن الدم بالليل والنهار قلقا على مصير أبنائهم في سجون النظام لقد تحدث بلسان النساء الكبار والرجال المسنين الذين صارت بيوتهم خرابا بعد عمار ولكن أصحاب المنفعة ليس لهم هم إلا ملأ بطونهم وجيوبهم ويجعلون من معانات الآخرين وعذابهم واستمرارها ثمنا تدفع للإبقاء على وضعهم.
لقد صدقت أيها الشيخ عندما نعتهم بأصحاب المنفعة فهم موجودون داخل ارتريا وخارجها في الحكومة وخارج الحكومة فهم دائما حجرة عثرة أمام أي زحف أنهم العقبة أمام أي تقدم إنهم البلوى ولكن لن يستمروا في التواري واللعب في الخفاء فقد جاءت ثورة اخريا لتقتلعهم من جذورهم إنها ثورة الأطفال والشيوخ التي لا تستهدف إلا السلام للجميع والعدالة للجميع وحرية التدين للجميع وان تكون الأخلاق هي الميزان وان يصطف الناس سواسية على محراب الوطن، ويا شيخ محمد أبرار ومن قبلك الشيخ موسى انتم مثلتم النموذج الذي يحتذي به من كل المواطنين تجردا ونقاء وإخلاصا من اجل الحق والحقيقة وقدمتم أنفسكم فداء من اجل راحة الجميع من اجل وطن بحاجة إلى عودة أبنائه وسواعدهم الفتية.
وان حزب النهضة الارتري يدعوا كل الذين يقفون اليوم على الحياد أو يلهون عما يجري من المظالم التي فاقت كل التقديرات دون أن تحرك فيهم حساسيتهم الوطنية ومشاعرهم الإنسانية حفاظا على مصالحهم الخاصة يدعوهم إلى أن يوقظوا ضمائرهم ويشاركوا في الهبة الجماهيرية التي تتناغم في كل قارات العالم التي تمضي لكتابة الخاتمة لعهد الذل والخنوع وقد أصبح اليوم وبهذا التلاحم المهيب قريبا من متناول شعبنا الارتري، وندعو كل الشرفاء من منسوبي القوات النظامية والعاملين جميعا في القطاع الحكومي وخاصة في الدبلوماسية الارترية أن يقرروا اليوم قبل الغد الانحياز إلى جانب الشعب المقهور على أمره والذي يبحث عن كرامته، وجميعنا مدعوون لكتابة تاريخ جديد لإرتريا العزة والمجد ولنقول لشهدائنا ها هي ارتريا التي ضحيتم من اجلها بأرواحكم.