تساؤلات ملحة
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أبوبكر فريتاي - كاتب ومفكر سياسي
ما تشهده مدن ارتريا في هذه اللحظات لم يخطر ببال الكثيرين ان يتم بهذه السرعة ويصبح النظام بين يوم وليلة في حالة دفاع غير
منظور العواقب والمآلات وهو في كل الاحوال مفتوح على احتمالات كثيرة.. والحاصل ان الداخل الارتري هو الذي يصوغ الاحداث الجارية، وكلنا يتابع بلهفة لتطورات الاحداث ولهيبها الذي تتبادله مدن ارتريا.
في هذا الخضم هناك معطيات ينبغي ان تؤخذ باهتمام من جميع الاخوة وخاصة من الذين يحبوا التربع على مقعد (سياسي) ومعهم الناشطين والاعلامين وكثير ممن يتقدموا بحضورهم في مختلف الساحات النشطة.
أولا: هذه الانتفاضة - وهي ثورة - ان شئنا وصفها بدأها رجل مؤمن مسلم مفعم بالشجاعة ومترع بهمة الرجال في التمسك بالحق وسبيل الذود عن الحق ورفض الباطل واسقاطاته، وما تبعها بعد ذلك هو مضي بها واستمرار على نهجها.
ثانيا: الان مدن مهمة استلمت جذوة الشعلة وثارت واخذت الجماهير في التمرد واعلان مواجهة السلطة وضرب ادواتها القمعية.
ثالثا: حدث الانتفاض والتمرد ايضا على مستوى مؤسسة الجيش، واخر ما وصلني مؤكدا أمس تمرد اربعة ضباط في اسمرا ثلاثة منهم وقفوا لجانب المتظاهرين ورابع برتبة مهمة رفض اعطاء الاوامر باطلاق النار على الشعب وقال ان مهمتنا هي حمايتهم وليس قتلهم. هذا بالاضافة لما تفيد به الافواج التي وصلت الى شرق السودان ومن بينهم من كان يقبع في سجون مدينة تسني.
رابعا: وهنا تبرز عدة تساؤلات ملحة جدا:-
1. هل هناك قيادة منظمة تدير هذه المواجهات وتخطط لتطويرها، وحددت لها الهدف الاستراتيجي ؟ على حد علمي ومن خلال المتابعة كلا.
2. هل هناك طرف في المعارضة - تنظيم او كتلة - وأعني التنظيمات في التحالف والمجلس هيأت لها دور في توجيه ما يحدث في الداخل؟ على حد علمي كلا.
3. اذن ما هو المرجح لمآلات ما يجري:-
• هل يمكن ان يختطف من اطراف في بلاط السلطة.. بمعنى ان يقوم الحزب الحاكم بتبني تغيرات من العيار الثقيل تبدأ بأفورقي واركانه ؟
وهل سيكون للقوى الممالئة للشعبية في الخارج ادوار في هذه الصياغة ؟
• والمهم: هل تفكر دول الجوار السودان واثيوبيا من القيام بأي دور حتى لو كان من باب تأمين مصالحهم ؟ بحسب المتابعة السودان غير مكترث لما يجري (وربنا يجيب العواقب سليمة) وأما اثيوبيا ودورها المتوقع - من باب التنبيه - وهو ما دفعني لكتابة هذا المنشور فهو الامر الذي يحتاج لمتابعة دقيقة. لماذا ؟
• المعلوم ان هناك قوى من العسكريين (رتب كبيرة) زائدا عناصر من قوى الامن يضاف اليهم السفراء وغيرهم من المسئولين الذين مروا باديس ورتبوا معها مسارات محددة.
• هذا فضلا عن ان القيادة السياسية الاثيوبية تعتبر الوضع السياسي قي اسمرا جزء اساسي في امنها الداخلي ومصالحها الاخرى..على هذا فأن اكثر طرف يهتم بما يجري في ارتريا.. هي اثيوبيا... ومن المرجح جدا ان تكون هناك غرفة عمليات تتابع ما يجري ساعة بساعة.
ولهذا كله وبغض النظر عن نتائج الوضع في ارتريا... هذه دعوة للقوى السياسية والمدنية للتنادي وتدارس ما يجري... ومحاولة وضع مرئيات للمرحلة الراهنة.