إعداد: رابطة أبناء منخفضات ارتريا

الإخوة والأخوات أعضاء رابطة أبناء منخفضات ارتريا

كما تعلمون أن مشروع رابطة أبناء منخفضات ارتريا هو نتاج جهد جماعي لأبناء مجتمع المنخفضات شارك فيه الجميع بفكره وماله وجهده، وقد ولد بعد مخاض طويل ومضنٍ وبعد الاعتلال والتململ الذي صاحب ضعف الأداء المعارض عامة، هذه الظروف أدت وخاصة بعد مؤتمر أواسا - لضرورة تحريك هذه البركة الساكنة، وأن المخاض في المعارضة والتحالفات التي نتجت في هذه المرحلة ساعد علي تطوير أو نشوء مبادرات نتج منها الاعلان عن المشروع في سمينار لندن الذي كان انتصاراً وحلماً يتحقق. إلا أن فئة متربصة كانت تسعى لاختطاف المشروع هي مجموعة "ادعم" بعيداً عن كل أصحابه الحقيقيين الذين شاركوا بكل جهودهم للخروج بصيغة تلم الشمل وتجمع الجهود.

بعضنا آثر الابتعاد فقط لمراهنته علي فشل المشروع لأن الشخوص التي تقود ادعم غير مؤهلة لإنجاح مثل هذا المشروع والبعض الآخر ونحن منهم كان له رأي آخر، يقول: إن المشروع لا يتحمل الفشل، فإضافة فشل آخر سوف يكون كارثة علي المجتمع، إلا أنه ومنذ الأيام الأولى اختلفنا مع القيادة في عدة قضايا اكتفينا فيها بإيصال صوتنا لقادة المشروع وحرصنا ألا تثير تلك القضايا إشكاليات كبيرة، وأن تأتي في صورة مناصحة، وتلك القضايا كانت علي النحو التالي:-

1. القضية الأولى: نشأة المشروع: هذه القضية كانت حاضرة في أذهاننا منذ البداية فكلا المجموعتين من رفض أو استجاب لدعوة أدعم كان له تحفظ في تسمية المنظمة بالمنخفضات، فالجميع كان واعياً أن القضايا التي نجتمع ونلتئم حولها كانت قضية الأرض واللاجئين، لهذا اسم المنخفضات لم يكن مناسباً للإيحاءات والإسقاطات التاريخية التي يستدعيها، وما تبع ذلك من تصنيف الساحة السياسية الارترية المعارضة بين عدو وصديق، هذا الخطأ الإداري الفادح الذي جعل للرابطة خصوماً اضطراريين في الوقت الذي كان المطلوب توضيح المظالم والأسباب التي أدت الي تأسيسها وطلب التعاطف من مكونات الشعب الارتري عامة ومن مكونات المجتمعات الارترية المهمشة خاصة، لهذا كنا نرى أن نغير خطابنا من الدعوة للم شمل أبناء المنخفضات الي الالتفاف حول مظلمتي الأرض واللاجئين وأن ذلك سيحشد لنا مجموعة أقل من الأعداء، كما أننا نخفف من وطأة الشرخ الذي تحدثه دعوتنا، بينما قادتنا كانوا يرون أن القطار قد انطلق ولا سبيل لإيقافه، لهذا كانوا يسموننا بالمترددين وإن لم يتجرؤوا في ترديد ذلك أمامنا.

2. القضية الثانية: كانت قضية أبناء المجتمع الذين هم خارج المشروع إلا أنهم قالوا رأيهم في المشروع بشكل علني فنالهم الأذى الجسيم سواء بالإساءات في العام أو شن الحملات عليهم في الخاص وبأرذل الأساليب الغير أخلاقية، وآخرون من أبناء المجتمع قالوا رأيهم في الخاص في صورة مناصحة وهم أيضاً لم يسلموا من تلك الحملات، بينما المهمة الاستراتيجية للرابطة كانت تجويد العمل وتقويمه ليلعب دوراً جاذباً لكافة مكونات المجتمع المنخفضاتي ويسعى في كسر حاجز الخوف والتوجس بقراءة الماضي ومعالجة الحاضر واستشراف المستقبل وبتعميق الثقة بالحوار الجاد ومعالجة الممكن وتأجيل المختلف عليه حتى استزراع حلول له، لكن القلة المسيطرة والأتباع الذين خلقوهم كانوا يتصدون لكل من يتحدث رافضاً لتلك الأساليب، وكانوا يبحثون عن صلة المتحدث بالمعتدى عليه ويكفي أن تكون تلك الصلة إقليم أو قبيلة في ارتريا أو حتى مدينة في السودان أو زمالة دراسة في إحدى الدول العربية، وبالتالي يتهم أنه يفعل ذلك للصلة التي تربطه بالمعتدى عليه.

3. القضية الثالثة: كانت قضية المؤتمر التأسيسي الذي يفترض أن يعقد في الموعد الذي حددته الوثيقة وقد كنا نرى أن يعقد في موعده المحدد وفاءاً بالعهود والمواثيق، وأن نتجنب تسجيل بادرة ستصبح عادة يمكن أن تستغل عبرها الرابطة بينما القيادة كانت متمسكة برأيها في تأجيل المؤتمر لعام آخر بمبرر عدم وجود إمكانيات مادية، إلا أننا تفاجأنا في نفس موعد المؤتمر الذي تم تأجيله بإقامة ما أسموه بالمهرجان الأول في لندن وقد رصدت له إمكانات مادية هائلة أسقطت حجة المال التي استخدمت لتأجيل المؤتمر، أيضاً أن عدم صدقهم في مبرر عدم وجود إمكانات مادية لعقد المؤتمر، نبهنا للبحث عن السبب الحقيقي لتأجيل المؤتمر فوصلنا لنتيجة مفادها أن قيادة أدعم منذ البداية همها الرئيس كان المحافظة علي مواقعها القيادية وأنها تفاجأت بالزخم الذي وجدته الدعوة، وأن الدخول مع كل هؤلاء للمؤتمر لا يضمن معه الحفاظ علي كراسيهم لهذا يجب غربلة هذا الجمع لتخير من يناسبهم منه والتصرف في الباقي بالتهميش والإبعاد.

4. القضية الرابعة: هي قضية المؤسسية المفترى عليها، قيادة أدعم الكلمة المفضلة لديها هي كلمة المؤسسية إلا أن أفعالها أبعد ما تكون عن المؤسسية، فهم يتشدقون بالمؤسسية في الوقت أنهم أول من يذبح المؤسسية، لقد كانت السنة الأولى فترة انتقالية حتى انعقاد المؤتمر الأول للرابطة ومهمة القيادة فيها المبادرة بالتبشير بمبادئ الرابطة والتحضير للمؤتمر حتى تكتسب المؤسسية شرعيتها عبر المؤتمر، ويجتهد الجميع لترتيب الأوضاع بوضع النظم والقوانين بعد المؤتمر الشرعي. إلا أن القيادة قامت بتصرفات وتجاوزات لا تؤهلها لها صلاحيات مهمتها الانتقالية، فهم مثلاً متجاوزين قيادة فروع السودان يكلفون من أتى من خـُــلــَّــصهم الي السودان في إجازة سنوية بمهام يؤديها مع وجود قيادة فرعية قائمة ونشطة ومتواصلة مع القيادة، وكان آخر هؤلاء السيد/ خالد كنوني الذي كلف بالإشراف علي تكوين فرع كسلا متجاوزين قيادة فروع السودان التي يعتبر تكوين الفروع أهم مهامها.

5. القضية الخامسة: الغموض الذي يحيط بالكثير من قضايا أموال الرابطة بالسودان فهناك مسئول للرابطة بالسودان سبق وجوده قيام إدارة إقليم السودان قام في شهر رمضان قبل الماضي 2014م بتوزيع مئة مليون جنيه سوداني لم يتجاوز توزيعها مدينة كسلا وفي عيد الأضحى من نفس العام وزع ثلاثين أضحية في مدينة حلفا الجديدة، وفي أغسطس 2014م أخبر عضو التنفيذية (عمران) فرع بورتسودان بتحويل ألف دولار أمريكي لقيادة الفرع، وبعد الاستفسار عن المبلغ أخبر الفرع أن المبلغ تم تحويله لشأن آخر بكسلا، أرسل المبلغ للفرع لاحقا. استمر المسئول في استلام وصرف مبالغ أخرى للرابطة بالسودان منها المبالغ الأخيرة في رمضان والتي خلقت طريقة توزيعها إشكالات بين الناس.

6. القضية السادسة: قضية العلاقة بين الرابطة والمنظمات والتنظيمات الأخرى بالأخص مع التنظيمات الاسلامية، حيث كان التعاطي معها بحدية ظاهرة لم نجد لها مبرر خاصة في ظل الشعارات التي ترفعها الرابطة من لم شمل أبناء المجتمع، ودفع التنظيمات لتبني قضايا المجتمع، وسؤالنا الدائم الذي كان يؤرقهم كان كيف سنحقق تلك الشعارات التي نرفعها طالما نحن نكسر كل جسور العودة الى تلك القوى، وكان الجواب دائما هم بدأوا والبادئ أظلم، ماذا تريدونا أن نفعل ألا ترون هجماتهم علينا، وكان ردنا أنها مجرد مناوشات في الفيسبوك من عناصر لا نستطيع حتى اثبات انتماءها للتيار الاسلامي بينما من ينالوا من التنظيمات الاسلامية هم معروفون بانتمائهم للرابطة ونحن أصحاب مشروع لم الشمل، وليس هم، وصاحب المشروع يجب أن يصبر أكثر من غيره لأن عدم الصبر هو الفشل في حد ذاته والفشل في أهم ركائز المشروع يعني فشل المشروع.

7. القضية السابعة: قضية نشر الشاب ماهر بوست في مجموعة الرابطة، طرح فيه المشاكل التي تواجه فروع السودان والاساليب غير السوية التي أتبعت في حلها، والإقصاء الذي يحدث هناك، والعناصر التي تتردد على السفارة الارترية وتلك التي تسافر بلا وجل لأرتريا، وقد قام كل من السيد/ حامد أدالة وأحمد عمران بمحاولة الرد عليه وعندما عجزا من مجاراته أجبرا قيادة فروع السودان للإدلاء بما تعرفه، وعندما أدلى أعضاء التأسيسية برأيهم في ذلك لم يعجبهم ذلك لهذا تدخل السيد/ محمود آدم وأحال المشكلة للتأسيسية، وهناك بدأ الجزء الثاني من فصول المسرحية التي تقاسم أدوارها أفراد أدعم بأسلوب مكشوف وتحولت القضية بدل النظر فيما فعله وقاله الشاب ماهر لمحاكمة صورية لقيادة فروع السودان، انتهت أولا بالحذف من واتساب التأسيسية ثم قروب الرابطة في التلجرام والفيسبوك، ثم ارسال رسائل واتساب بالتجميد المفتوح، في قضية أخرى تماما تم اختلاقها من قبلهم وهي الاساءة لعضو تنفيذية، ومن المؤلم أن تلك التي اعتبروها اساءة كانت المطالبة بمساءلة العضو التنفيذي الذي كان مسؤولا من فروع السودان السيد/ أحمد عمران.

8. القضية الثامنة: منذ نهاية لقاء التأسيسية الذي أكدنا فيه رفضنا لأسلوب التجميد والحذف والقذف بحق المؤمنين الغافلين، حصلت كثير من الاتصالات بنا من بعض الشباب من التأسيسية أو عضوية الرابطة وكنا نبدي لهم استعدادنا لأي مبادرة أو وساطة، وذلك لنثبت للعدو قبل الصديق إمكانية إبداعنا في تذليل كل العقبات ومدى قدرتنا علي حل مشاكلنا، وإبداء حسن النية وإعطاء فرصة للقيادة مدة ستة أشهر، ليس لحل الأزمة التي افتعلوها لنا في فروع السودان، بل للتعبير عن جوهر ما عبرنا عنه في وثيقتنا لتوفير معالجات لأزماتنا المجتمعية وليس اللجوء الي تكريس المعالجات بأساليب وتحالفات متخلفة واستخدام الغدر. كنا نحس أن أكبر عامل أضعف دور مجتمعنا الأسلوب الاستبدادي في إدارة مصالحه وغياب الشفافية التي صاحبت الرابطة منذ التأسيس، ومما أفقدنا الأمل التعامل القاسي وقطع الاتصالات دون بارقة أمل.

9. القضية التاسعة: التوضيحات التي كتبها السيد/ علي عافه وطرح فيها الكثير من التساؤلات الخطيرة كان يجب أن يجاوبوا عليها وليس نشرها في بوست بالصفحة الداخلية للرابطة في الفيسبوك يختبرون من خلاله ولاء بعض أعضاء الرابطة لهم عبر شتم صاحب التوضيحات بطريقة مقززة يترفع عنها أصحاب الخلق القويم، ومحاولتهم تلك لم تكن سوى هروب للأمام وليس شفافية كما أدعو فالشفافية هي عرض ما لا يستطيع الأعضاء العاديين الوصول إليه، أما عرض ما وصلهم من صاحب الشأن شخصيا في موبايلاتهم ليس شفافية بل هو هروب للأمام وهو كذلك الكذب والمراوغة الذي عرفناه في مجموعة أدعم ونحن نجزم أنهم لن يتجرؤوا حتى علي مجرد محاولة الإجابة عليها ناهيك أن يفندوها، وكذلك نشهد بصدق ما ذكره السيد/ عافه بشأن جزئية شراء الذمم الذي يحدث في السودان فقد عشنا هذا الأمر بكل تفاصيله.

بناءاً علي ما تقدم نوجه نداء الي كل أعضاء التأسيسية وقيادات وفروع الرابطة أن يعلنوا سحب ثقتهم من هذه القيادة غير الشرعية وأن يمنعوها من اكتساب شرعية باسمهم وأن يتداعوا للقاء ببعضهم لتدارس كيفية تدارك ما حدث من اختطاف للرابطة والوصول لتفاهمات بتقليل الأضرار التي لحقت بالمشروع.

صدر في الخرطوم بتاريخ 17 ديسمبر 2015م

أعضاء التأسيسية وإدارة فروع السودان
• دكتور طاهر راكي
• محمود عمر ادريس
• محمد آدم خليفة

• السابق
• التالي