الكلمة التي القاها السيد حُمد محمد سعيد كُلُ بمناسبة مرور 56 عاما على انطلاقة الكفاح المسلح

بقلم المناضل الأستاذ: حُمد محمد سعيد كُلُ - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي

الكلمة التي القاها السيد حمد محمد سعيد كل بمناسبة مرور 56 عاما على انطلاقة الكفاح المسلح بقيادة الشهيد حامد ادريس عوتى

في احتفال المعارضة الارترية بمدينة لندن.

أيها الاخوة والاخوات ها نحن نحتفل من جديد بسمبتمبر المجيد تحت راية جبهة التحرير الارترية، هذه الشعلة التي انارها الأباء الأول لم تنتكس بل في الرابع والعشرين من مايو حققت الانجاز التاريخي الذي ناضل كل الشعب الارتري من أجله.

لكن شعبنا لم ينعم ولم يرتاح بهذا الاستقلال، عملية التواكل والاتكالية والثقة العمياء المطلقة وعدم وجود مؤسسات تضبط ايقاع العمل ووضع ضوابط لمرحلة التحرير ووضع اسس وقوانين للانتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة قيام الدولة، هذه الاشكالية والقصور والثقة الساذجة دون رقيب أو حسيب صنعت دكتاتورا لعب ويتلاعب بمقدرات البلد، هذا الواقع اوصلنا لنتيجة واحدة، قاتلنا من أجل الاستقلال ولم نستطع الحفاظ عليه وتحررنا من الاستعمار لكننا لم نتحرر من واقعنا، سقطنا في قبضة ديكتاتور ظالم، فقدنا فيه معنى الاستقلال وضاع معه مستقبل الوطن، وفي كل مرة وكل مناسبة بكينا من ذكري حبيب ومنزل.

احتفال المعارضة الارترية بمدينة لندن 2

هذا الطاغية كلما نهب البلد ازداد اغراقا في الجشع والفساد واشتدت سطوته وأوهم نفسه أنه اصبح اكثر قوة وأكثر استعدادا لسحق كل شيئ وتهديمه، جعل من نفسه مالكا لكل شيئ، يمارس الاحتجاز والنفي والسجن والقتل والادانة، يضخم قوته بالوسائل الدنيئة، وحل الفساد في كل مكان وجرد البشر من انسانيتهم، في زمانه ازداد عدد السماسرة وانتعشت تجارة البشر احياء والبعض الاخر تباع أجزاء من اجسامهم، وضاعت معهم جزيرة حنيش وبادمى، يدير العلاقات مع دول الجوار بالتأمر والتلاعب بأوراق المستمسكات ضد دول الجوار.

المساعدات التي يتلقاها من كل الدول لا يعلن عنها، وليس معروف دخل مناجم (بيشة) من الذهب.

ليس هناك ميزانية سنوية معلنة للبلد، وليس هناك مشاريع ولا خطة خمسية للبلد. يغدق بهذه الاموال على اجهزة الامن والمخابرات والجيش وهو جيش ضخم للحفاظ على كرسي الحكم.

الصرف على المعارضة الاثيوبية والمعارضة الصومالية وعلى عناصر مخابراته داخل دول الجوار والشعب يعاني من الفقر وسوء التغذية وفقدان العلاج.

طغاة العالم يمارسون انتخابات شكلية، هو الوحيد في العالم الذي يحكم دون أن ينتخب وليس هناك دستور ولامؤسسات للدولة، ليس هناك قوانين ولامحاكم، كم هم الارتريون الذين دخلوا السجون منذ سنين، لم يعرف عنهم أحد، هل هم أحياء أم ماتوا، من يتحمل مسؤلية الذين غرقوا ويغرقون يوميا في البحار؟؟

الفتيان الهاربون يوميا من الوطن بالمئات وهم في طور الدراسة، هل ارتريا اصبحت وطن طارد؟ كم هم الذين ضاع مستقبلهم وهم تحت السلاح في ذاك الوهم الذي يسمونه الخدمة الوطنية.

احتفال المعارضة الارترية بمدينة لندن 3

ايها الاخوة والاخوات:

لكننا نعود ونسأل أنفسنا هل هذا الحال سيدوم، الضعف والهزيمة ستستمر؟ قانون الحياة يقول لا ودوام الحال من المحال.

هناك امر قد يغفل عنه حاكم ارتريا وهو "قانون الحياة" وهذا القانون يحفظ له فواتير كثيرة سيسددها هذا الطاغية.

كم هم الطغاة الذين افل زمانهم، هل نسينا الامبراطور هيلى سلاسى، منقستو هيلى ماريام، جعفر نميرى / سياد برى، معمر القذافي، زين العابدين بن علي، كل هؤلاء ازالهم قانون الحياة.

ايها الاخوة والاخوات ان كان لنا يقين ان النظام ساقط لا محالة، فماذا أعددنا لذلك، هل سنواجه قيام دولة فاشلة، وما يترتب على ذلك مثل ما حدث ويحدث في ليبيا، الصومال، العراق واليمن، لايكفي ان تكون لنا تنظيمات أو أطر أخرى المهم ماهى رؤيتنا لارتريا المستقبل؟ نحن مطالبون بالأول وهى امانة على اعناقنا اننا ابناء وطن واحد، أبناء وطن واحد ليس بالعاطفة ولكن بالفهم الموضوعي الذي يراعي مصالح كل فئات الشعب الارتري وأن يكون رائدنا الحوار الهادئ الناضج والموضوعي والمبني على اسس تراعي مصالح كل فئات الشعب الارتري، ان نمتلك ثقافة الحوار عند مناقشتنا القضاية الوطنية وايضا ثقافة ديمقراطية تهدف للوصول الى نتائج ومخرجات تخدم مصلحة الجميع بعيدا عن المؤامرات والدسائيس، ويجب ان يكون حوار قضايا وليس حوار أفراد.

من الملاحظ ان بعضنا واهم انه يمتحن الاراء والافكار المزاجية ويعيد تدويرها ثم يرميها ليبتكر نقيضها.

ايها الاخوة نحن مطالبون بوضع مشروع ميثاق عمل وطني شامل بعيد عن الاستحواز والتهميش وان يكون المشروع واضحا للكافة ولكل مكونات الشعب الارتري لا يستثني منه احد.

أيها الاخوة علينا ان نتعامل مع القضايا الوطنية ليس بنعرات واقع التخلف أو بمزاجية او بنوع من الفهلوة، علينا ان نعي واقعنا ونتعامل معه بموضوعية.

علينا ان نطور افكارنا وذلك من خلال البناء المؤسسي للعمل التنظيمي واعلاء قيم الديمقراطية بيننا دون الاتكال على السعى لشق تنظيماتنا لنخدع انفسنا لبناء تنظيم آخر دون ان ندري ردات فعل هذه الانقسامات على شعبنا في الداخل والخارج.

علينا ان نقبل ببعضنا البعض باعتبارنا ابناء وطن واحد، علينا أن نعلّي كلمة الوحدة، وحدة الرؤى والافكار والاهداف، أهمية تعزيز التلاحم الوطني حفاظا على كيان المؤسسات التي نبنيها وحمايتها من خلال المصارحة والنقاش الموضوعي بعيدا عن الشللية والتشرذم باسلوب ديمقراطي دون تجريح بعضنا البعض.

وختاما ايها الاخوة ان الحل الحقيقي للمسألة الارترية لن يحققه الا الارتريون أنفسهم اذا احسنوا قراءة الواقع وقدموا مصلحة الوطن وصمموا ان لا يكرروا الاخطاء لاسقاط النظام وقيام دولة وطنية.

السلام عليكم

Top
X

Right Click

No Right Click