عام مضى وأطل علينا عام جديد يفاججئنا ببجاحة الوياني تقراى

بقلم المناضل الأستاذ: حمد محمد سعيد كلو - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي

عام مضى وأطل علينا عام جديد، املين أن يكون عام خير ويسر وبركة، يزال فيه حكم الجبروت ويقام نظام جديد يعيد الكرامة

والطمأنينة لشعبنا في ظل حكم دستوري يبسط العدالة وقانون يحمي الانسان من الظلم الذي حاق به.

ونحن نستبشر بميلاد عام جديد تفاجئنا الوياني بالويل والثبور، كما ورد في صحيفة تقراى اونلاين، تطالب فيه حكومة اديس ابابا بضرورة وجود رد فعل على وجود قوات عربية (سعودية واماراتية) في ميناء عصب الارتري لاجبار هذه القوات على التنسيق مع الحكومة الاثيوبية قبل ان تتواجد داخل ميناء عصب الارتري.

تطالب باحتلال اراضي ارترية كما فعلت روسيا في شبه جزيرة القرم الاكرانية واحتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان السورية. هذا ما اوردته الصحيفة ببجاحة، وهو انتهاك لسيادة بلد مستقل وخروج على القوانين الدولية وجحود للدعم الذي قدمته لهم الثورة الارترية.

بداية وحتي أكون واضحا وقبل ان استرسل في مقالي، هذا لا يعني هذا الدفاع عن النظام الارتري المتهالك الذي اوصلنا الى ما نحن عليه، بل ندافع عن وطن، النظام زائل والوطن باقي.

والسؤال المطروح على المعارضة الارترية وكل الحادبين على مصلحة الوطن، هاهي اثيوبيا المحكومة بالوياني تقراي تميط اللثام كل يوم عن وجهها القبيح، امام المعارضة الارترية طريقان لا ثالث لهما اما الارتهان لمخططات الوياني تقراي ويصبحون دمى واما ان ينأوا ويبحثون عن مخرج اخر وهو متوفر لكنه صعب وليس صعبا على كل المناضلين الاصلاء.

ثانيا وحتي نصنف الواقع الاثيوبي ونظرته لارتريا، نبدأ بالتالي: النخب الامهراوية هي من البداية لم تؤمن باستقلال ارتريا وهي عدو لدود، الاورمو وباقي القوميات الاثيوبية لا تعنيهم ارتريا لا من قريب ولا من بعيد، لهم قضاياهم ومعاناتهم من كل الانظمة الاثيوبية المتعاقبة.

اما الوياني تقراي هؤلاء يعانون من الانفصام في الشخصية، بمعني اوضح حينما اعلنوا ثورتهم كانت قرارات مؤتمراتهم تدعو الى قيام تقراى الكبرى . هم ايضا لم يرضوا يوما بالاتفاق الذي تم بين الملك منيليك والاستعمار الايطالي في عملية ترسيم الحدود، ويؤمنون ان الترسيم اقتطع اجزاء كبيرة من اراضيهم لصالح ارتريا خاصة المنطقة الواقعة جنوب ارتريا بالتحديد في جزء من سراي واعالي القاش.

لكن الزمان اخذ دورته المعاكسة فحكموا كل اثيوبيا ولكن العقدة ظلت موجودة في عقلهم الباطني، فاخترعوا ما يسمى ب(الكلل) وفي مخيلتهم تقراى الكبرى فضموا الى اقليم تقراى كل مناطق والقايت وحاضرتها الحمرا ومعها اراضي سودانية في منطقة الفشقة، وهنا اود ان اعود بالقارئ قليلا الى الوراء كان ذلك في العام 1978م حيث وجدت قيادة جبهة التحرير الارترية مخططات للوياني تقراي تدعي ان منطقة بادمي والى القريب من شامبقو هي اراضي تابعة لتقراى وحصل اشتباك عسكري وتم طردهم الى (شري اندا سلاسى).

بعد استيلائهم على الحكم في اثيوبيا ظل هاجس تقراى الكبرى يؤرقهم، وبطريقة دنيئة وخبيثة قاموا في 1997/7/14م باحتلال (عدمروق) القريبة من (بدة) وفي ذهنهم يخططون لمستقبل قادم يقفزون فيه على (بدة) ومنه على البحر الاحمر لاقامة ميناء لتقراى الكبرى، الغريب ان الوياني تقراى لاتهتم كثيرا بميناء عصب، لانه ليس قريبا لتقراى، الأمهرا هم المتهافتون على احتلال عصب.

والسؤال هنا ما الذي يجعل الوياني تقراي تعيش حالة من الشيزوفرانية وهذا القلق والتوجس؟

انها تخشي ان ياتي يوم يزول فيه حكمهم وتنقلب عليهم باقي القوميات، لهذا تجدهم دائما مستنفرين لاقامة بدائل للملمات، والبديل هو تقراى الكبرى، وتقراي الكبرى في حاجة الى سند في مواجهة القوميات الاثيوبية الاخرى، والسند في تقديرهم هي ارتريا، لكن كيف ارتريا والنظام الحالى هو عدو لدود لهم، لهذا كل مخططاتهم تصب في خانة اسقاط النظام الارتري والاتيان بنظام طيع يقاتل معهم وينفذ مخططاتهم.

انهم لايحتضنون المعارضة الارترية بل يحتفظون بها ويلعبون لعبة (فرق تسد) بطريقة خبيثة. أكثر من 15 عام والمعارضة الارترية تعيش في اثيوبيا وعند الحديث مع المعارضة تسمعهم يئنون من مكتب الجنرال والذي هو جزء من من المخابرات الاثيوبية ويحتفظ بملف المعارضة الارترية، وبطريقة خبيثة يسعى هذا المكتب للعب على تناقضات المعارضة الارترية، ولايسمح ان تتخذ المعارضة اي خطوة جادة دون موافقته، اذكر قبل عام تقريبا جمعني لقاء باحد قيادات المعارضة والمقرب من مكتب الجنرال، في هذا اللقاء حكى هذا القيادي بمرارة عن طبيعة المعاملة وقال من ضمن اشياء كثيرة أنهم لايسمحون لنا للقيام بزيارات لمعسكرات اللاجئين وحركتنا دائما مقيدة والفساد منتشر بشكل مزري في اوساط مكتب الجنرال.

يحدث انشقاق في تنظيم ما في اديس ابابا يستقبل المنشق بكل ترحاب . تنظيمات واحزاب قائمة يسعى هذا المكتب لتفكيكها من خلال اقامة ما يسمى بالتنظيمات القومية، كانت جميع القوى السياسية تتاهب عام 2010م لاقامة ملتقي نهاية شهر يوليو لاقامة جسم سياسي جامع ممثل في(المجلس الوطني) فاذا بمكتب الجنرال يقوم بالالتفاف على هذا اللقاء قبل شهر ويقيم تنظيمات سموها قومية ويعقد لهم مؤتمر في مدينة (مقلى) في 30 يونيو من نفس العام، وورشةاخري في مدينة سمرا حاضرة اقليم العفر الاثيوبي رفع فيها شعار حق تقرير المصير للقوميات حتى الانفصال، واذا تمعنت في هذه القوميات ثلاثة منها من سكان الحدود الارترية المطلة على اثيوبيا.

الوياني تقراى في الفترة الاخيرة بدأت تنتقي من المعارضة افرادا وجماعات لتهيئتهم للحكم تحت قبضتها، تلعب في التناقض الكبساوي بتحريضها لجماعات من ابناء اكلى قوزاي.

الوياني تقراى تصاب بفزع من أي محاولة لتغيير النظام الارتري ليس لها يد فيه.

استنفروا يوم حدوث حركة 21 يناير 2013م ويبدون عدم ارتياحهم لأي لقاء خارج اديس ابابا.

الغريب لم ينزعجوا من لقاء (فرانكفورت) لسببين الأول لأن الداعي كان المركز الالماني للبحوث والدراسات، هذا المركز في البدء وقبل اللقاء طرح اجندته ونشرت في كل وسائل الاعلام، وحين وصل المدعون الى (فرانكفورت) وجدوا ان الاجندة قد تم تعديلها، ولم يتجرأ أحد منهم بالسؤال عن سبب تغيير الاجندة، ثم تداولت اللأسن بعد اللقاء أن تغييرالاجندة كان فيه نفس اثيوبي، والثاني لأن الدعوة في الأصل دعوة مركز الماني لهذا لم تنزعج زمرة الوياني.

أما لقاء (نيروبي) ابدى فيه مكتب الجنرال تململه وحرض ماسمي بالست تنظيمات لكتابة بيان ضد هذا اللقاء، والتنظيمات الستة استجابت للضغوط، واشتطوا في بيانهم، ويقول البيان في احدي فقراته (كل من يرفض توجه النضال من اثيوبيا هم ادوات للنظام الشمولي وهو ما يخدم الهقدف فقط).

نعود لصحيفة تقراى اونلاين:

تقول الصحيفة وبكل وقاحة تطالب فيه حكومة اديس ابابا بضرورة وجود رد فعل على وجود قوات عربية (سعودية - اماراتية) في ميناء عصب الارتري من خلال اجبار هذه القوات على التنسيق مع الحكومة الاثيوبية قبل ان تتواجد قواتها داخل ميناء عصب الارتري.

تطالب باحتلال اراضي ارترية كما فعلت روسيا في شبه جزيرة القرم الاكرانية واحتلال اسرائيل لمنطقة الجولان.

هكذا تتحدث بكل صفاقة وبجاحة الويانى تقراى جاعلة من نفسها (سوبرمان)، حقا انها مهانة للوطن الارتري، مهانة تسبب فيها دكتاتور من خلال عربدته وفقدان ثقة الشعب فيه، لو كان امينا مع شعبه لما تجرأت الوياني تقراى أن تقول ماقالته.

قبل سنوات حين تحالف هذا الدكتاتور مع ايران والحوثين، والتواجد الايراني في ميناء عصب وباب المندب وهو تهديد لمصالح القوى الاقليمية والدولية، كنا نخشى كي لاتحرض امريكا حليفتها اثيوبيا فتقصف الطائرات الامريكية وتحت غطائها يتحرك الجيش الاثيوبي ويحتل عصب وبالتالي باب المندب لتكون اثيوبيا الشرطي والحارس الامين على مصالح القوى الاقليمية والدولية لتذكرنا بايام الامبراطور هيلى سلاسى.

صحيفة الويانى تقراي تطالب باحتلال اراضي ارترية وهم مازالوا يحتلون (بادمى) بالرغم من قرار المحكمة الدولية الذي مر عليه 14 عاما، وهيرمن كوهين يرفع شعار يا احباش اثيوبيا وارتريا اتحدوا في مواجهة العرب والمسلمين الذين بدأوا يحتلون البحر الاحمر. عجبي...!!!

Top
X

Right Click

No Right Click