ماهي ريادة الأعمال الاجتماعية

بقلم الأستاذ: محمد احمد ناضلا المصدر: مدونات الجزيرة

من نافلة القول أن مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية أخذ كبناء متعدد الأبعاد يتضمن قيمًا وسلوكيات ريادية لتحقيق أهداف اجتماعية.

أستطيع تعريف الريادة الاجتماعية بأنها الفكرة الابتكارية التي تعالج قضية اجتماعية، وقابلة للتطبيق كمشروع ريادي يحل المشكلة ويحقق أثرًا اجتماعيًّا واستدامة.

إن المشكلات الاجتماعية هي الباعث لابتكار حلول تتفتق بها عقول المبدعين الاجتماعيين الذين يجدر بهم أن يبحثوا عن مشكلات مجتمعهم وأسبابها وسبل معالجتها وينتجوا أفكارًا خلاقة ومبدعة وحلولًا جديدة تكسر الأنماط التقليدية وتغير في النظم السائدة. والفكرة الإبداعية ينبغي ألّا تكون حبيسة أدراج العقل، فقد تذبل وتُنسى ولا تدب في روحها الحياة إلا بتنفيذها.

تقدم الريادة المجتمعية ابتكارًا غير مقيد بالسياق المحلي، يصلح هذا الابتكار للتطبيق في أي مجتمع، وذلك باعتبار الريادة المجتمعية قادرة على المساهمة في إحداث تغييرات إبداعية منظمة.

مفهوم جديد - لا تطوعَ خالصًا ولا عملَ تجاريًّا ربحيًّا محضًا:

هو مفهوم جديد ينطلق من التحديات الاجتماعية لإيجاد حلول لمشكلات مجتمعية، وهو من صميم النزعة الإنسانية الخيّرة التي يلتقي فيها مع العمل التطوعي الخيري، لكن العمل التطوعي يعتمد على توزيع المنافع والخدمات للمجتمع تبرّعًا ومجانًا بعيدًا عن تحقيق الربح المادي، وهنا تعمل الريادة الاجتماعية وفقًا للأساليب التجارية المعروفة بما فيها تحقيق الأرباح، لكن القيمة الاجتماعية هي الجوهرية، والتربح إنما هو من أجل تحقيق استدامة مالية للمشروع الريادي.

السمات الأساسية للريادة الاجتماعية:

تفكير غير تقليدي: تعبر عن محاولة إحداث تحول ثوري لمواجهة التحديات الاجتماعية. تقديم حلول مستدامة: ينبغي أن تنطوي الريادة الاجتماعية على إستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وتقديم حلول دائمة لمشكلات متأصلة في المجتمع، ولا تكون مجرد حلول وقتية أو ذات أثر هامشي محدود. تحقيق الأثر الاجتماعي الإيجابي : تستلزم الريادة الاجتماعية إحداث أثر اجتماعي ملحوظ للمجتمعات التي عانت طويلًا من التهميش والحرمان من قبل الجهات الفاعلة ومؤسسات الدولة، وبالتالي يمكن قياس هذا الأثر بمقارنة حال هذا المجتمع قبل ظهور حلول مبدعة لمشكلاته المستعصية بما بعدها.

ويمكن قياس أهم آثار الريادة المجتمعية على المجتمع وفق المستويات التالية:

- المدى القصير: تغييرات ملموسة في اقتصاد المجتمع (خلق فرص عمل، توليد الناتج، أو زيادة الادخار عن الإنفاق العام).

- المدى المتوسط: تتجلى قيمة الريادة الاجتماعية في كونها نموذجًا محتملًا يعمل على رفاهية المجتمع وتحسين أوضاعه، ومن ثم يقاس نجاح الريادة الاجتماعية بقدرتها على زيادة الإنتاجية، وقيام مشروعات تنموية.

- المدى الطويل: أما المساهمة الأكثر أهمية للريادة المجتمعية فتحدث على المدى الطويل، وتقاس بقدرتها على خلق واستثمار رأس المال الاجتماعي.

أفكار صالحة للانتشار:

تقدم الريادة المجتمعية ابتكارًا غير مقيد بالسياق المحلي، ومن ثم يصلح هذا الابتكار للتطبيق في أي مجتمع، أوعلى الأقل يمكن تكييفه ومواءمته حسب ظروف المجتمع، وذلك باعتبار الريادة المجتمعية قادرة على المساهمة في إحداث تغييرات إبداعية منظمة، وبالتالي يقاس نجاح الريادة المجتمعية للتعميم وإمكان نقلها إلى مجتمعات أخرى (مثال: تجربة بنك جرامين للقروض الصغيرة في بنغلاديش ومؤسسه الدكتور: محمد يونس تأسس البنك 1976م وحتى الآن يقدم البنك خدماته للفقراء وخاصة النساء، ويستفيد منه حوالي 8 ملايين فقير).

Top
X

Right Click

No Right Click