مرثية عبدالقادر بكري حمدان - ابا ياسر
بقلم الأستاذ: عمر نهاري (ابو حسين) - لندن، المملكة المتحدة
حتى هذه اللحظة أنا في ذهول... ولكن من حق اي إنسان عاقل راشد التصرف بالطريقة التي تناسبه وما يؤمن به من مبادئ وأفكار،
إن كان في الأصل إنسانا مبدئيا وليس منتفعا متسلقا يأكل في كل الموائد بغض النظر إن كان المقدم حلالا أو حراما من المعتقد الذي ينطلق منه - إن كان في الأصل ذو مبدأ وشرف.
ارجع وأقول احتمال اشاعات أو تشويش لتشويه ما يقوم به هذا الإنسان من المعارضة النيرة من الجهة المضادة لأفكاره ولقلمه امر وارد... إلا أنه بالمقابل كل الدلائل تشير ان الخبر صحيح وأنه لم يكن في أي وقت معارضا للنظام من الأساس، بل مغازل له.
وكان يختبر عواطفه مرة بالهجوم الكاسح ومرة بالتلويح للعودة عن طريق محلل له - أي مثل الطلقة الثالثة التي لا يرجع الطرفان إلى بعضهما إلا بوجود هذا الوسيط فيجعل الحرام حلالا بعد انفصال كاد أن يكون بائنا.
إلا أنني لا أدري من فيهما الذي كان يحتاج إلى هذا الجسر / الكبرى فيزيح عقدة الحرام...
فِي الحقيقة ان العقد الذي يربط صاحبنا مع الهقدف في جوهره غير شرعي، إنه عقد فاسد ومنسوخ، أي كان عقد زواج متعة يمتثل لعوامل أخرى غير عوامل تأسيس حياة زوجية ثابتة تسعى لتأسيس مؤسسة تحتكم لقواعد أسرة، بل عقد للمتعة الآنية تنتفي صلاحيتها بزوال المتعة وإن طالت، فقواعد اللعبة مختلفة تماما.
ولما أرادا الطرفان تسجيله واثباته وتلبيسه الثوب الشرعي حدث الخلاف واستخدم صاحبنا - كعادته - لغة السب والتشهير للضغط، ولما بدأت تفوح منه الريحة النتنة في عواصم المدن الغربية والشرقية تم احتواءه مرة أخرى بمنصب شرفي كي يقضي فيه ما تبقى من أيامه الأخيرة دون راتب شهري بل الحوافز الحقيقية ستكون دون شك كثير من التخاذل والإساءة لشعبه وأهله وليست للنظام حاجة لهذا الكرت المحرقة، في حقيقة الأمر ليس لصاحبنا ما يضيفه هناك في أسمرة أو في العواصم الغربية... وفاقد الشيء لا يعطيه.
ولذلك هواية صاحبنا لم تكن ترتكز على المبادئ، وماضيه القريب والبعيد يشهد على ذلك لمن تتبع مسيرته، بل يلهث دوما إلى تطلع ومصالح شخصية وكرسي بأي ثمن كان، وكأن لسان حاله يقول "بيع واشتري بمن حولك واحصل على مبتغاك" يا استاذ يا ابا ياسر...!!!
هل نسيت النواح على الشهيد الشيخ/ احمد فرس وبعض الأبطال المناضلين الذين تُخلّص منهم بالتصفية او الاعتقال وآخرهم كان الإعلامي السيد عبدو بكري محمد هيجي... لقد اسمعت القاصي والداني عبر كتابتك واتهاماتك للنظام والكل اعتقد انك منحاز للحق ضد الباطل والظالم... تناصر المستضعفين من أهلك... وتطالب القصاص من المجرمين، وفجأة انتكست "ورجعتْ حليمة لحالتها القديمة" وكما تعودت صرت ممن يأكلون في موائد هؤلاء المجرمين وعلى أعلى المستويات الدبلوماسية...!!!
هل كنت مدسوسا وتأدي عملك ؟؟؟
ومكلف من قبل النظام في اسمرة ؟! وعندما قدمت لهم القائمة بأسماء المشكوك فيهم ومراقبين من قبل النظام والتحري ومتابعة كل تحركاتهم وافكارهم... وانت الخبير في هذا المجال لإختراق التجمعات والجاليات في المهجر بإتقان وتفان، لذلك تم مكافأتك بالمنصب الذي من اجله بعت شرفك وكرامتك.
أعود وأقول إنني اكتب هذه الكلمات لرثاء إنسان نهايته محتومة إلى أين...!
وسيتم يا ابا ياسر استدراجك للداخل فالكرسي الذي تبحث عنه مليء بالخوازيق لا يتحملها شيخ مسن ابن السبعين...!