إلى جنات الخلد بإذن الله الشيخ الوقور موسى ارحو - أبو ناصر

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

انتقل إلى رحمة الله تعالى المربي الفاضل العم موسى ارحو في العاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية

موسى ارحووذلك في الحادي والعشرين من يونيو 2020م

ولد الفقيد في قرية دمحنا بجنوب شرق إرتريا حيث درس المبادئ الأولى للقراءة والكتابة وحفظ جزء من القرآن الكريم والفقه على شيوخ منطقته ومن ثم هاجر إلى خارج الوطن ليواصل دراسته في السودان ومصر.

عاد الفقيد إلى أرض الوطن بعد تخرجه من جمهورية مصر العربية في عام 1958، ليلتحق بالسلك التعليمي إذ شغل معلما في مدرسة الجالية الإرترية بأسمرا.

وكأبناء جيله في تلك الحقبة من تاريخ النضال الإرتري كان مهموما الشيخ موسى بالشأن الإرتري العام فالتحق بحركة تحرير إرترية، والتي تأسست في نفس العام الذي رجع فيه الفقيد إلى إرتريا، حيث بدأ ينشط في أوساط القاعدة الشبابية في تكوين خلايا سرية والتي عرفت بالخلايا السباعية، وفي وقت وجيز تمكن مع رفاقه من تجنيد عددا لا بأس به من المعلمين والموظفين في الدولة وكذلك بعض المثقفين من فئات الشعب.

وفي عام 1959 تم اعتقال الشيخ موسى أرحو مع عدد من زملائه - بعد أن تمكنت السلطات الاستعمارية الإثيوبية - من كشف بعض خلايا التنظيم، وقد تعرض الفقيد لتعذيب قاس، إلّا أنه لم يلن أو يستكين بل صمد بالرغم مما تعرض له من تعذيب ولم يعترف لهم بشيء يضر بالتنظيم أو بصحبه من النشطاء، وقد تم إبعاده إلى سجن نخرا بجزر دهلك.

وبعد أن أفرجت السلطات الاستعمارية عن الفقيد من المعتقل في سبعينات القرن الماضي، هاجر إلى السودان، وقد استقبل استقبالا يليق بأمثاله من الأبطال من قبل قيادات الثورة الإرترية، وعلى رأسهم الزعيم عثمان صالح سبي، وقد عرض عليه الذهاب إلى بعض الدول الخليجية إن أراد ذلك، كما تقدم إليه - بفكرة مماثلة - المناضل الكبير صالح إياي، ولكنه استأثر أن يكون قريبا من موطنه ويعمل في أوساط اللاجئين الإرتريين في المعسكرات بشرق السودان، وبذلك قد حقق الشيخ ما كان يرنو إليه، ليمارس المهنة التي يعشقها - مهنة التعليم لأبناء وطنه.

بالإضافة إلى ذلك وبتكليف من وزارة الأوقاف والدعوة في المملكة العربية السعودية نشط الشيخ موسى أرحو في العمل الدعوي في الفترة ما بين 1980 إلى 1998 ميلادي. وبعد ذلك تفرغ للكتابة وقد كتب أكثر من كتاب، بما في ذلك سيرته الذاتية، وقد صدر له كتاب بعنوان "بنو أساور عبر التاريخ سيرة الأساورته" من دار الحكمة بلندن - المملكة المتحدة عام 2014.

الفقيد هو أب لخمس أولاد - أربع أبناء وبنت، كان طيب المعشر يستظل بتواضع العارف بربه مقل في كلامه، وكان ذا منزلة وتقدير في أوساط مواطنيه، حظى بكل الاحترام والتقدير من جميع من احتك به وعمل معه، وكان مثالا للشجاعة والزهد والكرم.

ندعوا الله له بالمغفرة والرحمة، وأن يجزيه ربه خيرا عن كل مجاهداته وعن كل ما تعرض له من ظلم وسجن وتعذيب جاعلا الله كل ذلك في ميزان حسناته وأن يتقبله عنده قبولا حسنا مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، كما أتقدم بالتعزية الحارة لأبنائه وذويه وجميع أحبابه وأبناء وطنه.

Top
X

Right Click

No Right Click