فقد جلل: الى جنات الخلود ابو محمد
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم 28 فبراير 2020 انتقل الى جوار ربه الاخ المناضل الاستاذ/ ادريس عوض الكريم
في العاصمة السودانية الخرطوم بعد صراع طويل مع المرض الذي أقعده لفترة طويلة.
الفقيد كان طيب المعشر وموهوب، ومنذ أن كان طالبا ارتبط بالثورة الارترية ووقف الى جانب القضية الارترية ودافع عنها في جميع المحافل باعتباره كان من قيادات الحركة الطلابية السودانية لعب دورا أساسيا في إسقاط نظام الجنرال إبراهيم عبود.
بعد تخرجه من الجامعة عمل مدرسا في احدى المدارس الثانوية وبسبب نشاطه السياسي كان ملاحقا من مخابرات الانظمة المتعاقبة في السودان.
ونتيجة لذلك ذهب الى العراق ثم الى سوريا واخيرا استقر به المقام بين دمشق وبيروت حيث عمل في الاعلام الخارجي لجبهة التحرير الارترية في "بيروت" لا شك أنه كان يمتلك المقدرة من اللغتين العربية والانجليزية بطلاقة بالاضافة الى ذلك يهوى الشعر وله ديوان. الاخوة عمر عليم وياسر عرمان كتبوا عن سيرته الذاتية للفقيد الأستاذ ادريس عوض بشكل أوسع وأوفوا بحق فقيدنا.
الفقيد كانت تربطني علاقة جيدة بحكم انني كنت عضو في مكتب دمشق وعلاقاتنا بحكم العمل قد تجذرت.
الفقيد بطبيعته متواضع وعلاقته مع الجميع كانت جيد، بحكم امكاناته العلمية الواسعة لم يكن مغرورا كما قال السيد "ياسر عرمان" لو كان يسوق بضاعته لكان وضعه غير، صراحة لم تكن له أي امتيازات في الجبهة كان يتقاضى مصاريفه كبقية زملائه باعتباره مناضل ليس الا..
بعد تحرير ارتريا عاد الى ارتريا مع التنظيم الموحد وعمل في وزارة الإعلام في تحرير جريدة ارتريا الحديثة باللغتين العربية والانجليزية، كان يحظى باحترام المسؤولين وزملائه في الوزارة من خلال الحوارات واللقاءات اليومية كثيرون استفادوا من قدراته في مختلف المجالات.
عندما بدأت عملية إجراءات الاستفتاء قابلت وزير الخارجية الارتري في ذلك الحين المناضل محمود شريفو فك الله أسره، حيث شرحت له عن المناضل ادريس عوض الكريم باعتباره كان عضو في الجبهة ومسؤول في الإعلام الخارجي طلبت منه منحه الجنسية الارترية فورا اصدر تعليماته لمنحه الجنسية الارترية لكي يشارك في الاستفتاء.
عمل الفقيد في وزارة الإعلام لما يقارب العشر سنوات وعندما بدأت تسوء الامور عاد الى موطنه الاصلي السودان بدء العمل في مجال التدريس، الفقيد هو أب لثلاثة بنات وولد إحدى بناته والدتها ارترية.
بعدما علمنا عن مرضه مشكورين بعض من الاخوة، من لندن - استراليا - السويد - كندا قدموا يد العون في علاجه حيث تم ارساله الى مصر للعلاج، والاخوة بشكل مستمر كانوا يقدمون العون من أجل مواصلة العلاج، والمبادرة كانت من الاستاذ ياسين محمد عبد الله، جزاه الله خيرا، وعليه ادعوا جميع الاخوة لتقديم يد العون لاسرة الفقيد بواسطة الاستاذ ياسين عبدالله.
ندعو للفقيد الرحمة والمغفرة وأن يتغمده المولى عز وجل ويزيد ميزان حسناته.