المناضل أحمد محمد عبدالله جاسر فقيد الوطن والامة الاريترية في ذمة الله
بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي
الي جنان الخلد وجنات النعيم ايها القائد الرمز ، اللهم ارحمه رحمة واسعة ، واغفر له انك غفور رحيم ،
وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان وألهم الوطن يا الله الصبر والسلوان ، انا لله وانا اليه راجعون.
الراحل أحمد محمد عبدالله جاسر ، يعتبر أحد رموز الثورة الإرترية ، التحق المرحوم بالعمل النضالي منذ نعومة اطفاره وفي ريعان شبابه ، أهله نشاطه وجديته ووعيه الفكري والثوري لتقلد مناصب مهمة ، وصار الفقيد عضوا فى منظمة "عقاب" الذى أسسها الزعيم الراحل عثمان صالح سبى لتقوم بعمليات فدائية خارج الساحة الاريترية وادى نشاط هذه الخلايا للتعريف يالقضية الاريترية ورفع التعتيم الإعلامي عنها ، حيث كان الفقيد احمد جاسر يعمل كمنسق بين عثمان سبى و الخلايا الفدائية واهم نشاط وعملية قامت بها هذه الخلايا اختطاف عدد من الطائرات الإثيوبية في الخارج ،، كما عمل الفقيد فى مكاتب قوات التحرير الشعبية مثل اليمن الجنوبي و الجماهيرية الليبية ،، ثم عمل فى الداخل وفي الميدان الذي تبوا به الفقيد رئيس المكتب العسكري لتنظيم قوات التحرير الشعبية.
كان له صداقات عديدة مع كوادر الشعبية ممن درسوا معه فى حرقيقوا او عملوا معه فى منظمة عقاب ، بعد التحرير عرض عليه العمل فى جهاز الاستخبارات ولكنه و لمعرفته بالديكتاتور و من حوله من المجرمين و ما يمكن ان يقوموا به من اجرام اعتذر من قبول العرض تحت حجة رغبته أولاً بزيارة ابنته الوحيدة و اداء العمرة و غادر البلاد و لم يعود .وظل الفقيد متمسكاً بمبادئه طوال حياته ، ناضل من أجل استقلال إرتريا ، و زهد في السلطة بعد أن وضعت الحرب أوزارها.
فقيد اريتريا الراحل احمد جاسر رحمه الله ، كان عليه ان يرحل ، بعدما رحل كل ما كان يعرفه ،، فكان للوطن في زمنه وعهده ابناء ، كان للوطن في زمنه حماة يدافعون عنه ، كان في زمنه تضحيات ودماء تسال وتروي بها الارض ، وارواح تتسابق فداء للوطن ، وكان في زمنه ابطال لا يخشون الوغى في ميادين الحرب ، وخلايا سرية تنال من العدو في داره ، وفي اماكن اخرى في العالم ، كان في عهده وزمنه من يركب الموت وطائرات العدو ويخطفها ، و لا أمان ولا هناء ولا سلام للمعتدي والغاصب في زمنه ،،،،
كان عليه ان يرحل رحمه الله فلم يعد للوطن ابناء ولا حماة يدافعون عنه وهو مختطف مسجون ، في هذا الزمن الاغبر والاغبش ،،، فكان عليه ان يرحل رحمه الله ببقايا الشرف والنضال والتضحيات والمبادئ ، و ببقايا الوطن والوطنية ايضا، لم يعد شيئا مما كان يعرفه الفقيد ، ولا وجود لكل تلك الاشياء التي عاش بها ومن أجلها هذا الفقيد وأمثاله رحمهم الله.
ومن جهة أخرى ايضا هؤلاء الابطال من المحال ان يرحلوا ،، فمحال ان ترحل تضحياتهم بصماتهم اسهاماتهم نضالهم ،، ربما يرحلون بأجسادهم الطاهرة الي دار الخلود.
اتدرون من رحلوا ؟ او يرحلون وكل يوم ؟؟ من رحلوا حقيقة هم من لم يقتفوا اثر هؤلاء الأبطال ، من اضاعوا امانة حملها لهم هؤلاء ومن فقدوا بوصلة النضال وحادوا عن النهج الثوري وخانوا المبادئ والأمانة ، واداروا ظهورهم لهؤلاء كل ما سنقوله الآن لا يمكن له ان يبرئنا ولا يبرأ ذمتنا امام الله والوطن والثورة.
ف بالله عليكم اين كنا من هذا الرجل قبل اعلان وفاته اليوم ، كيف يعيش غريبا وفي الظل بالله عليكم مثله ،، ويموت غريبا في مقابر الغربة الحقيرة وكأنه شخص عادي هو وامثاله.
يجب ان تعاد رفاته ورفات امثاله الي الوطن ويدفنوا إما في مقابر الشهداء او في مهبط رؤوسهم وفي جوار آبائهم واجدادهم ، هذا حقهم الطبيعي واقل واجب يستحقونه بعد مماتهم .. فهلا طالبنا جميعا بذلك ،، لنطالب به اليوم ، ونترك النظام يرفض ذلك ، ونفعل نحن ما نستطيعه ، لنقول حينها ، اننا طالبنا بذلك ،، ورفضوا هم ،، واللهم فاشهد ،،، اما ما عدا ذلك فسيضعنا في شراكة مع النظام في ظلم هذا الرجل ومن سبقه ومن سيلحق به ، في حياتهم وفي مماتهم ،، و سيؤكد ما هو جاري وواقع ، وسيؤكد اننا جميعا ابناء هذا الوطن عار على وطننا ،، فرحل الوطن ورحلت المواطنة عن الجميع.
رحم الله المناضل الفقيد احمد جاسر وأطالب بترحيل جثمان الفقيد الي الوطن ويدفن في مقبرة الشهداء والرموز في الوطن او على الاقل يدفن في مهبط رأسه بجوار ابيه وجده رحمهم الله جميعا.