موسى محمد نور.. عواتي جديد قد رحل من داخل معتقلات اريتريا السجينة
بقلم الإعلامي الأستاذ: يوسف عبدالرحمن المصدر: جريدة الأنباء
توفي هذا البطل في 13 جمادى الآخرة 1439هـ الموافق الخميس الأول من مارس 2018 داخل زنزانته
منذ اعتقاله في 20 أكتوبر الماضي!
بالأمس فاضت «روح إريترية» نثرت الضياء على كل أرجاء إريتريا المظلمة فأنارتها!
بالأمس وقف التاريخ شاهدا لهذا الرجل «المناضل الرمز» بأنه لم يخن اريتريا وضحى بعمره من أجل أن تكون اريتريا كلها ضياء!
واسترد الله أمانته، ونقل الى المستشفى العسكري وتم التحفظ عليه حتى لا يُدفن يوم الجمعة وتخرج في جنازته المسيرات!
بالأمس رثته اريتريا بالعربية وبالتجري والتجرينية وبالساهو وبالعفرية وبالكونامية والبارية والحداربية وبالبلين!
امس الأول السبت ودعته الجموع العربية والأصول الحامية والسامية والمقاومة والباسلة والمناضلة والمجاهدة، وتجمع مودعوه في مسجد أبوكر الصديق في أسمرة ثم نقل الى مثواه الأخير في مقابر الشيخ الأمين مرفوعا على أكتاف الشباب الذين هتفوا باسمه، مما اضطر الشرطة الى التراجع!
بالأمس أظلمت المدن الاريترية في أسمرة ومصوع وكرن وأغردات ونقفة وتسني ومندفرا وعدي قيح وعصب!
الله.. يا عم موسى الضيائي.. وهذا اسمك الجديد ولقبك الجديد بعد ان أضأت الدرب لأبنائك وأحفادك من الأجيال الاريترية الآنية واللاحقة!
أيها الضيائي المغوار: كلنا نردد اليوم وغدا وفي المستقبل:
موسى بدأها.. موسى بدّاها
واحنا فداها.. واحنا فداها
اريتريا بلدنا.. أرواحنا تفداها
لم تشهد اريتريا جنازة مهيبة وحاشدة منذ تشييع القائد عبدالقادر كبيري، ومع هذا أطلقت الشرطة النار على كل الجموع المشاركة التي شيعت «الضيائي» !
الله.. يا عم موسى.. رحلت كما رحل الكبار من قومك أمثال عواتي وكبيري وسلطان وقلاديروس، وعبدالله ادريس، وعثمان سبي، واحمد ناصر وسعيد ناود وزميلك صالح محمد محمود اسماعيل – معلم اريتريا، وإبراهيم إسماعيل (أمريكاني) وكل مواكب المجد الاريترية !
اليوم تبكيك ربى تقوربا وثوارها صارخة: صامدون لا ركعنا ولن نركع إلا لله، وهل أخفق شعب يطالب بحريته ؟
الله يا عم موسى.. لم يهزمك أسياس وزبانيته ورحلت حاملا «الضياء» معك ومورثه لأبناء اريتريا في الداخل والخارج !
لم تخطئ أبدا وأنت تقاوم في عمر «التسعين» فلقد كنت فارسا في مقاومتك شجاعا لم يلن ولم ينخ ويخضع، أيها المقدام الورع !
حسبوا وحساباتهم كلها غلط !
بالأمس كنت نزيلا في السجون.
وأنت اليوم بطل محمول على الأكتاف بعد ان خدمت القرآن وخرجت الأجيال ورفعت راية الضياء!
بالأمس والناس ترفعك على اكتافها وبأيديها انما تريد ان تقول للناس في هذا العالم.. ان الضياء قادم لاريتريا!
يا سيدي انت اليوم تقود الزمن الاريتري الجديد.. من سجون أسمرة الى الحرية الجديدة والضياء.
وسيدرس أطفال اريتريا وشبابها تاريخك المجيد كـ «قائد قرآني اريتري» واجه الموت بصدر مكشوف وإيمان بأن اريتريا «أمانة» في أعناق الإريتريين فكنت والله من الغالبين !
هذا «الاجتياح الأفورقي» لحريتك وكرامتك سيكون «مشعل ضياء» لأبنائك وأحفادك وذراريك في قادمات الزمن !
ترجل بالأمس بطل من أبطال اريتريا مودعا الحياة بعزة وأنفة ومقاتلة «الأسود» في ساحات الوغى دون ان ينخ او يتراجع في «صمود» عجيب وهو في «التسعين» من العمر ينقل ورفاق دربه عبر زنازين وأقبية مظلمة دون رعاية صحية وهمجية في التعامل والتعذيب والظروف غير الإنسانية !
أي عزة وكرامة وشجاعة في هذا الرجل الإريتري الأسطورة ؟!
ومضة: لقد سجدت في صلاة الظهر أول من امس داعيا الله لهذا المناضل المجاهد البطل الوالد المربي الأستاذ مفجر ثورة كرامة اريتريا في هذا العصر العم الحاج موسى محمد نور، وانني أدعو جميع من يقرأون هذا المقال الى ان يدعوا لهذا البطل الاريتري الصنديد الذي لم تقهره سلاسل الاعتقال !
آخر الكلام:
إلى الاريتريين في كل مكان، في الداخل والخارج.. هذا واحد من «رموزكم» الأبطال المناضلين الشجعان المجاهدين.. وهذا ما قدم ضياء من أجل اريتريا الحرة والتاريخ والأجيال.. فهل يذهب دمه سدى؟
إنني أقترح عليكم أن يتولى الأخ الأستاذ علي محمد صالح شوم وهو أحد جيل المقاومة الباسلة من رجالات «الزمن الجميل الثوري المناضل» لأنه الأقدر على تأليف كتاب يخلد اسم الحاج البطل موسى محمد نور، فهو يمتلك المعلومات والخبرة والمصداقية وهو أهل لذلك، أقولها بكل ثقة ويقين.
ودعوة للمجتمع الدولي لاستنكار هذه الجريمة النكراء وأيضا التحرك لفك سجون القوى السياسية التي تعاني من النظام الديكتاتوري.
زبدة الحچي:
بوفاة المربي الأستاذ المناضل المجاهد العم الحاج موسى محمد نور تفقد اريتريا «رجلا رمزا شجاعا» انضم الى سجل الخالدين من أمثال عواتي !
عزاء.. وأي عزاء في «بطل مقاوم» قال للمعتقِلين لا وألف لا !
انه بلا شك «الصمود الاريتري» الأسطوري والذي يتمثل في صمود وعناد هذا «التسعيني» الذي قدم للأجيال الاريترية القدوة والشجاعة الوطنية في أجمل صورها فكان ولايزال وسيبقى «الرقم الصعب» أمام القوة الغاشمة التي تحتل حرية اريتريا وتمنع الضياء والنور !
أعرف ان مشاعر أهلي الاريتريين الأحرار فيها مزيج من الفرحة والدمعة !
فرحة صمود أبطال اريتريا أمام الظلم والجبروت في زمن الحريات !
ودمعة حارة على وفاة هذا البطل الحر الشريف المغوار في معتقله !
هنيئا لثرى أسمرة الذي احتضن جثمان موسى محمد نور الضيائي.
فيا رب اجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة. أيتها الجموع الاريترية في كل مكان: عظم الله أجركم في هذا الضياء الذي رحل.. وحتما سيضيء نور اريتريا بإذن الله.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.