وداعاً المناضل الكبير الشيخ/ موسى محمد نور
بقلم المناضل الأستاذ: علي محمد صالح - دبلوماسى أرترى سابق، لندن بريطانيا
ودعت العاصمة أسمراً عصر يوم السبت الموافق 3 مارس 2018م إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ الأمين
الشيخ/ موسى محمد نور الذي توفي في أحد سجون النظام، علماً بأنه اعتقل اثر انتفاضة العاصمة أسمرا التي بدأت من حي أخريا بسبب قفل النظام مدرسة الضياء الإسلامية وقد عمت العاصمة أسمرا المظاهرات والمواجهات ضد قوات النظام، وقد شارك في المظاهرات الشيوخ والشباب والنساء وتعتبر أول مظاهرة في ظل النظام الحاكم مما خلفت توتر لم يشهد له مثيل.
الشيخ/ موسى محمد نور ارتبط بالعمل الوطني منذ نعومة أظافره وهو من شباب الرابطة الإسلامية النشطين وفيما بعد التحق بحركة تحرير ارتريا وواصل نشاطه السياسي وبعد اعلان الكفاح المسلح بقيادة جبهة التحرير الارترية أصبح عضواً فعالاً وقام بدور كبير في تجنيد عدد كبير من سكان العاصمة وفي عام عام 1963م استقبل فدائيي الجبهة الذين كلفوا بتنفيذ عملية جريئة في مطار أسمرا وهما المناضلان:-
• المناضل الشهيد سعيد حسين،
• المناضل محمود هارون،
والعملية تزامنت مع تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية وعمت العلميات جميع المدن الارترية بتلك المناسب أيضاً، وقد قام الشهيد طاهر سالم قام بتوزيع منشورات الجبهة في موقع المؤتمر بأديس أبابا.
بعد تنفيذ العملية التي اسفرت عن تدمير طائرتين عسكريتين في مطار أسمرا تم كشف الاخوة بسبب تصرف المناضل/ محمود هارون الذي التقى بأحد أقاربه الذي يعمل في المباحث وأخبره بالمهمة التي جاء من أجلها ظناً من بأنه يمكن أن يقدم له المساعدة الا أن هذا الشخص بلغ السلطات فتم اعتقالهم، علماً أن الاخوة كانوا يقيمون في منزل الشيخ/ موسى محمد نور والذي تعرض بدوره لتعذيب شديد بسبب العملية إلا أنه قال أن علاقته بهؤلاء الأشخاص كانت علاقة مؤجر ومستأجر، وأطلق سراحه بعد عام ونصف.
الشيخ موسى كان يواصل عمله النضالي وإلى جانب ذلك عن يرأس جمعية خيرية بهدف اعانة الفقراء، وكان شخصاً طيب المعشر لا يرد أي سائل، كان مكتبه ومنزله مفتوحاً مفتوحاً للجميع دون استثناء.
بعدما عدنا إلى أرض الوطن بعد التحرير عام 1992م أقام لنا دعوة غداء في منزله العامر في حي أخريا، وعددنا يقارب الـ 25 شخصاً من المناضلين.
هذا هو الشيخ موسى محمد نور رجل من معدن أصيل ومشبع بالحس الوطني، علماً أن أخاه الدكتور/ طه محمد نور ارتبط بالعمل الوطني منذ أن كان طالباً وبعد تخرجه التحق بالثورة وهو من مؤسسي جبهة التحرير الارترية وعضو المجلس الاعلى فيها، وبعد التحرير عاد الدكتور طه وعمل عضواً بلجنة كتابة الدستور الارتري، ولكن بسبب بعض مواقفه السياسية تم اعتقاله من قبل النظام، ثم توفي في السجن رحمه الله نتيجة معاناته من مرض بالقلب.
وهاهي الكرة تدور ويلتحق الشيخ موسى بأخيه الدكتور طه معتقلاً في سجن الطاغية، ليتوفى كأخيه في سجن النظام.
اللهم ارحمه واغفر له وارزق أهله الصبر والسلوان.