ما هى آثار"نحنان علامانان" وآثارها السلبية على الشعب؟

بقلم الأستاذ: سمهرى

الجبهة إتجهت الى توعية وتجنيد المسيحيين فى الثورة لكل نتظيم جديد او مؤسسة جديدة فلسفة وخطط خاصة لمنظميها لإزالة العوائق

نحن واهدافنا نحنان علامنان

والعقبات من امامها، وناخذ على سبيل المثال الجبهة الشعبية ومؤسسها اسياس افورقى:-

أولا: إنضمام إسياس الى جبهة التحرير كأ حد كوادرها ليناضل فى صفوعها ليتبين بعد ان ارسلته الجبهة ضمن بعثة تدريبية من كوادرها الى الصين انه اتى اليها ليفككها من الداخل وأستقبل وتضلل لأن الجبهة كانت متجهة الى حملة التوعية لتوسيع شعبيتها فى وسط المسيحيين الذين كانوا يشاركون الإمبراطورية الإثيوبيا فى حكم ارتريا وكانوا يتمتعون بثقة اثيوبيا بحكم المذهب الأرثودوكسى المشترك.

والمعروف ان جبهة التحرير الأرترية قامت على ايدى المسلمين بقيادة المنضل الشهيد ادريس حامد عواتى. وبعد سيطرتها على معظم المناطق المسلمين فى المنخفضات بدأت تبسط الثورة على المرتفعات "معظم سكانها من المسيحيين" وبدأ إنضمامهم على افواج كبيرة وعلى وتيرة متسارعة واستقبلتهم دون تدقيق حتى من هوياتهم وجذورهم وإن كانوا هاربين من العدالة أو إن كان لهم مآرب أخرى، فقط كان يكفى الفرد منهم يجيد اللهجة التجرينية الأرترية وانه مسيحى، لأن الجبهة كانت ملهوفة لتجنيدهم وهناك من ساهم فى تشجيع الجبهة فى هذا الإتجاه وكان اسياس من المنضمين الى الجيهة بالطريقة نفسها.

ثانيا: بعد عودة اسياس من الصين وجد نظام الدرج حل محل الإمبراطورية بإنقلاب عسكرى واسياس ايضا فكر وخطط ومهد للإنقلاب على الجبهة من اجل قيادة مسيخية بدلا من تلك المسلمة، ونجح استمالة المسيحيين ثم انضم اليه بعد المسلمين اليساريين وتعاون معه المناضل عثمان صالح سبى ومكنه من الحصول على دعم مادى وعسكرى.

جبهة التحرير الأرترية قبل مؤتمر ادوبحا:

اتباعا لنجاحات جبهة التحرير الجزائرية التى كانت مقسمة الى عدة مناطق فقد رأت القيادة السياسية الأرترية تقسيم الثورة المسلحة الى خمسة مناطق ولكن هذه التجربة لم تكن ناجحة فى ارتريا وهذا يرجع الى ان القيادة كانت تعيش فى الخارج وكانت تقود الثورة من مناطق لجوئها الا الاستاذ المرحوم المناضل عثمان صالح سبى الذى كان يظهر بعض الأوقات فى الميدان فى وسط المقاتلين.

والسبب الثانى صعوبة وصول احتياجات المناطق البعيدة من كسلا "احد مكاتب القيادة السياسية للمجلس الأعلى"وبقية المكاتب كانت فى عدة عواصم عربية" القاهرة، دمشق، بغداد، الخرطوم وكسلا". وكان نصيب الأسد للمنطقتين القريبتين منها. وبذلت عدة محاولات لتوحيد المناطق الخمسة تحت قيادة عسكرية واحدة واخيرا نتج منها الوحدة الثلاثية بقيادة الشهيد المناضل محمد احمد عبده جمعت ثلاثة مناطق ، وبقيت المنطقتين على حالهما.

جبهة التحرير الأرترية بعد مؤتمر ادوبحا:

عقد المؤتمر فى ادوبحا فى عام 1969 والهدف الرئيسى له كان توحيد المناطق العسكرية وعددهم خمسة ادارات عسكرية منفصلة لا تاتمر لبعضها. توحيد المناطق الثلاثة تحت قيادة واحدة كان له أثر ايجابى وأدى الى اتفاق الثوار وقياداتهم العسكرية الى عقد المؤتمر فى ادوبحا الذى نتج منه انتخاب قيادة عسكرية تحت اسم "القيادة العامة" تقود الجبهة سياسيا وعسكريا ايضا تحن قيادة المناضل محمد احمد عبده الى انعقاد مؤتمر عام يشترك فيها كل قطاعات الشعب الأرترى وتجميد المجلس الأعلى الى حين انعقاد المؤتمر. وخرجت القيادة العامة الشابة عديمة الخبرة لكنها متسلحة بقرارات المؤتمر الواضحة. وهنا قامت القيامة وظهرت اسنان لكثير من كان يختلف مع الجبهة وكان ينتظر ضعفها لينهش ما يستطيع.

هناك من بدا يحارب الجبهة وهو صامت دون اعتراض واضح خاضوا معارك التحريض الطائفى والقبلى ومنهم من اعلن علنا تكوين جبهات جديدة مثلا الأستاذ عثمان صالح سبى كون من رؤساء مكاتب الجبهة التى ايدته وكون منها الامانة العامة وهو سكرتيرها التى فى مراحلها اللاحقة تطورت الى تنظيم سياسى وعسكرى تحت اسم القوات الشعبية لتحرير ارتريا. وكما اعلن اسياس انضمامه الى قوات التحرير ممثلا فى الخارج بالإرتريين للحرية الذى حمل حملات قوية تحت تهم متعددة ضد القيادة العامة ثم انفصل اسياس من سبى معلنا تنظيما جديدا تحت اسم "الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا" وبدا يطبق المبادئ المعروفة ب "تحنان علامانان" نحن واهدافنا.

سحب البساط من تحت اقدام الجبهة:

علق كثير من الكتاب الأرتريينعن مبادئ "نحنان علامنان" نحن واهدافنا "المبادئ التى تأسست عليها" الأرتريين للحرية فى الخارج ومجموعة اسياس التى انفصلت من جبهة التحرير فى الميدان. وكانت أهدافا واضحة مكتوبة فى وثيقة وزعت على المسيحيين خاصة فى اوربا والولايات المتحدة خلال السبعينيات القرن الماضى وكتبت باللغة التجرينية لأن المسيحيين المتحدثين باللغة نفسها هم المقصودين بكلمة "نحنان = نحن". وبهذه المبادئ استطاع اسياس سحب المسيحيين من الجبهة وجمعهم من حوله والهدف الأساسى منه كان سحب البساط من جبهة التحرير التى كانت حررت وسيطرت على 90% من الأراضى الأرترية.

أثرنفحات "نحنان علامانان" على الشعب الأرترى:

من خلال المتابعة لأعضاء الجبهة الشعبية خاصة المسيحيين تجدهم فى حالة الكراهية العمياء لكل من يحاول الدفاع عن جبهة التحرير وأعضائها كأنهم ليسوا ارتريين او مواطنيين أعضاء فى تنظيم وطنى وهذا هو نتيجة النفحات التبشيرية التى كان يغرسها اسياس فى نفوس المسيحيين. ربما قصد منها كسب المسيحيين الى جانبه لكن النتيجة كانت سيئة وخلقت عدم الثقة بين المسلمين والمسيحيين خلقت شرخا ليس من السهل اصلاحه برغم تراجع اسياس وحاول اظهار نفسه متوازن فى الرؤى وغير متحيز طائفيا او إقليميا لا يفرق بين هذا وذاك لو صدقناه جدلا واخذناها بحسن النية لكن كما يقال هذا التحول جاء "بعد خراب مالطة" اى بعد ما زرع الفتنة وخلق العداوة بين فئات الشعب.

اسياس يرصد كل تحركات المعارضة:

لا احد يشك ان اسياس لا يغمض عيناه إلا بعد ان يجد حلا وخطة لإفشال نشاطات المعارضة فمثلا نشر فلسفتين:-

1. "نقبل من يعارضنا من اى مكان فى العالم ولا نقبل من بلد كان يستعمرنااى إثيوبيا ولا زال يعادينا" وتجاهل هو أول من تحالف مع ويانى تجراى الحاكمة الآن تحالف معها ليقضى على جبهة التحرير.

2. "مهما إختلفنا يجب التمسك بالجبهة الشعبية "كأنه زواج كاثوليكى. ونراهم يرددون هذه العبارات دون ان يعرفوا مصدرها. والمضحك يرددون ايضا" يسقط اسياس و دكتاتوريته.

وإلى لقاء آخر مع حلقة من حلقات أنا أجيب...

Top
X

Right Click

No Right Click