ذكرياتي مع القائد الشيخ المجاهد إبراهيم سلطان - الحلقة الثانية والأخيرة
بقلم المناضل الأستاذ: أحمد أبو سعدة
إشرب (جبنة) وسخن يا أبا سعدة قالها العم إبراهيم.
هل تريد أن نضيف مزيدا من الزنجبيل ؟.
يكفي هذا يا عم إبراهيم.
هل تعلم إن في إرتريا (292) عشيرة ونحن كمسلمين نعيش مع إخواننا المسيحين في سلام ووئام، كما أن كثيرا من زوجات أبنائنا اليوم من المسيحيات، قلت لك يا أبو سعدة إننا (292) عشيرة وأنت تعرف أن قبيلة البلين والتي تسكن في كرن نصفها مسلم ونصفها مسيحي أليس صاحبك أبو أياي من البلين؟.
ويقصد صالح أياي ويتابع العم ابراهيم - إسأله إذا كنت تشك في كلامي يا أبو سعدة.
طبعا العم سلطان كان يمزح عندما قال (تشك بمعلوماتي) فمن يشك بمعلومات العم سلطان يكون فاقدا للعقل أو حاقدا.
هل صحيح يا عم إبراهيم أنك اشتغلت مع الطليان.
وهل ؟ انا جاسوس ؟؟؟.
لا... إنما سؤال فقط.
نعم عملت مع الطليان ولكن بماذا؟... عملت مترجما لهم وسألني.
كم عمرك يا أبو سعدة.
(سبعة وثلاثون عاما)
عملت مترجما قبل أن تخلق بخمسة أعوام أي في عام 1935.
أنت تتحدث الايطالية إذن.
إنني أعرف كثيرا من اللغات ومن اللهجات ويمكن قد عمرك، اسمع يا ابو سعدة هذه الحكاية اسمع !!.
ألا تريد أن تتركني أتكلم أن الكلام كله لك.
أنت صغير وسوف تتكلم في المستقبل اسكت واتركني احكي أنا...
في يوم من الأيام ناداني المسؤول الايطالي الكبير الذي كنت أترجم له وطلب مني ترجمة الخبر الذي يقول (إن القوات الايطالية قد دخلت إلى اثيوبيا الموحدة).أتعلم كيف ترجمت هذا الكلام ؟.
هل كنت معكم حتى أعرف ؟.
ترجمته على الشكل التالي: احتل الفاشست آخر معقل مستقل، لقد استعمرنا استعمار آخر جديد، لقد أصبحنا مستعمرين للفاشست... هل تستطيع أن تفعل هذا يا أبو سعدة؟.
أنا بلدي محرر والحمد لله، ألم تخاف يا عم إبراهيم؟.
إننا نحن الارتريين لا يمكن أن تنتزع من قلوبنا الوطنية وحب الاستقلال وخاصة إن شعبا كشعبنا له خصائصه الثقافية العربية وجذوره العميقة ومن هنا تعلمت وأحسست بحقيقة واحدة وهي أن الوطنية هي الأم لأي شعب من شعوب العالم قاطبة.. بماذا سرحت يا أبو سعدة؟.
كان ذكيا شديد الملاحظة رغم تقدمه في السن، قلت له:
كنت أفكر بكلامك.
على العرب أن يعملوا من أجلنا أنت تعرف كل الساحل والهضبة ونحن كإرتريين لا نريد أن يكون الساحل الارتري نافذة لاثيوبيا المعادية للعرب تاريخيا والمرتبطة باسرائيل خاصة وإن اسرائيل وإثيوبيا في حلف واحد ضد العرب، نريد أن يكون البحر الأحمر بحرا عربيا نظيفا من جنوبه إلى شماله وجانبيه الشرقي والغربي ونريد أن تكون ارتريا لأهلها بعد الاستقلال... هذا ما سمعته من القائد الشيخ المجاهد إبراهيم سلطان عام 1977.
كانت رؤية المجاهد إبراهيم سلطان واضحة أصبح لإسرائيل أصدقاء جدد في المنطقة ومن الممكن أن تستعمل الموانئ الارترية ضد العرب، صحيح إننا نعمل من أجل السلام ولكن عدو الأمس واليوم لن يكون صديق الغد ثم إن للمستقبل أوضاعه وتقلباته فحروب الفرنجة (الصليبيلة استمرت (169) سنة وفي النهاية كان الحق وانتصر العرب.
قلت للشيخ المجاهد إبراهيم سلطان أريد أن تحكي لي عن الرابطة الإسلامية.
إن الرابطة الإسلامية كانت منبرا للحق والحقيقة فأسسنا الرابطة في 1946/12/24 برئاسة عثمان بابكر الميرغني وأصبحت أنا عمك إبراهيم سلطان علي سكرتيرا عاما للرابطة وكان مقرنا في مدينة كرن ومن أهدافنا الدعوة إلى استقلال إرتريا الفوري ووحدة ترابها.