ذكرياتي مع القائد المرحوم عثمان صالح سبي - الحلقة الرابعة عشر والأخيرة

بقلم المناضل الأستاذ: أحمد أبو سعدة

وتدور الأيام ويأتي الزمن لأروي الآتي:

في أحد الفنادق الفخمة في مدينة جدة ألتقى كل من الأخوة الأعداء (عبدالله إدريس - عثمان صالح سبي - عبدالقادر جيلاني - ومعهم أعضاء قياداتهم) وصدر عنهم الآتي:

إيمانا بحتمية وحدة فصائل الثورة الإرترية ونزولا للرغبة الأكيدة والواعية للجماهير الارترية داخل الوطن وخارجه وبعد الاستفادة السابقة والمتعددة لوحدة الفصائل الارترية ولاجل الوصول إلى الاستقلال الكامل لإرترية سواء بالحل السلمي أو بالكفاح المسلح فقد اتفق كل من جبهة التحرير الارترية وقوات التحرير الشعبية وقوات التحرير للجنة الثورية اتفقوا على الآتي:-

أولا: دمج الفصائل الثلاثة في تنظيم واحد وفقا لبرنامج ودستور واحد بحيث يشمل الدمج المؤسسات التابعة للتنظيمات الثلاثة.

ثانيا: يتم إنجاز الدمج في فترة زمنية أقصاها ستة أشهر من تاريخ التوقيع على هذه الوحدة الاندماجية.

ثالثا: يعقد كل تنظيم مؤتمرا يضم قواعده وكوادره لانتخاب مجلس قيادة للتنظيم.

رابعا: بعد انتخاب المجالس القيادية الثلاثة يعقد كامل أعضائها مؤتمرا عاما تنحصر عضويته في القيادة المنتخبة الثلاث.

يتولى هذا المؤتمر:

أ- انتخاب لجنة تنفيذية للتنظيم الواحد من بين أعضائها.

ب- وضع البرنامج السياسي والتنظيمي للتنظيم الواحد وإجازة الدستور الموحد.

ج- بعد أن ينهي المؤتمر مهمته يتحول كامل أعضائه إلى أعضاء للمجلس الوطني (البرلمان الإرتري).

د- يؤكد الموقعون إن اي تكتل طائفي أو حزبي أو ديني أو قبلي محظور حظرا قاطعا.

هـ- تم الاتفاق على تحديد أعضاء المجلس الوطني بـ(ثلاثة وسبعين عضوا)موزعين كالتالي:-
1. 27 عضوا لجبهة التحرير الارترية.
2. 27 عضوا لقوات التحرير الشعبية.
3. 19 عضوا قوات التحرير الشعبية اللجنة الثورية.

و- تؤكد الأطراف الثلاثة الموقعة على هذا الاتفاق باعتبار انه خطوة ايجابية نحو الوحدة الشاملة وتدعو الجبهة الشعبية للحاق بهذا الركب تكملة وإرادة لرغبة الشعب الارتري، تم التوصل إلى هذه الاتفاقية بمساعدة وجهود أصدقاء الثورة الارترية..

صدر بتاريخ 1982/12/23 وهنا أقف لأقدم بعض الملاحظات حول من وقع هذه الاتفاقية:-

1. عثمان صالح سبي توفي في القاهرة عام 1988 بظروف غير واضحة...؟؟

2. عبد الله إدريس أعلن الكفاح المسلح ضد حكومة الجبهة الشعبية.

3. أبو بكر محمد جمع يعيش تحت ظل الحكومة الإرترية للجبهة الشعبية وقد عينته الشعبية محافظا لمدينة (أم حجر) تكريما له وثمنا للخدمات التي قدمها للجبهة الشعبية.

أعود إلى الاتفاقية بعد الاتفاقية حصلت مواقف متباينة بين التنظيمات الغير متجانسة فكريا وتنظيميا ومثال على ذلك أروي التالي:-

إن الصراخ الداخلي أو بمعنى آخر التآكل الذي نخر العمود الفقري لقوات التحرير الشعبية بسبب وجود عناصر قوية موالية للجبهة الشعبية بحيث أصبح الرأس غير قادر على ضبط تحرك هذا التنظيم فالمناضلون في قوات التحرير الشعبية من أمثال محمد سعيد ناود وأحمد جاسر كانا يرفضان التحاور مع عبد الله إدريس وباعتقادي بأن سبب ذلك يعود لاسباب شخصية منها المشروع ومنها غير المشروع وإن محمد سعيد وأحمد جاسر لهما طموحات بترؤس هذا التنظيم أي قوات التحرير الشعبية علما إن أحمد جاسر كان مرتبطا سرا بالجبهة الشعبية.

وفي يوم من الأيام أفضى لي القائد عثمان صالح سبي بأنه يريد التخلص من الاثنين لارتباطهما بالجبهة الشعبية بشكل أو بآخر ثم قال إن هؤلاء الشبان قد شاخو أو تكلسوا في أحسن الأحوال وأنا لا أسمح لأحد بالغلط وعندما قام القائد عثمان بتشكيل قوات التحرير الشعبية عام 1970 كان محمد سعيد ناود وأحمد جاسر يريدان أن يتزعما هذا التنظيم على اعتبار بأنه لا (لايوحد حدا أحسن من حدا) لكن فشلهم في ترؤس هذا التنظيم دفعهم إلى الانفصال عن قوات التحرير الشعبية وتشكيل فصيل خاص بهما، وكان محمد سعيد ناود الذي أصبح في وقت لاحق رئيسا للتنظيم الموحد بعد أن تخلى عن أحمد جاسر الذي دعمته الجبهة الشعبية واذا سألتموني عن هؤلاء أقول لكم ما يلي:-

1. توفي الأخ عثمان رحمه الله وخلفه عمر البرج.

2- انضم محمد سعيد ناود إلى التنظيم الموحد مع مجموعته الصغيرة ثم عمل تحت راية حكومة الجبهة الشعبية التي قتلته فيما بعد وبقي أحمد جاسر لوحده إلى أن طلبت منه الجبهة الشعبية تصفية تنظيمه ففعل دون تردد بل بترحاب.

3- وعندما زار أحمد جاسر ارتريا المستقلة كرمته الجبهة الشعبية لتعاونه السري معها ثم لفظته ليعود إلى القاهرة ويعيش فيها.
لقد كان أحمد جاسر هو الآمر الناهي لقوات التحرير الشعبية داخليا عندما كان عثمان صالح سبي رئيسا للتنظيم لكنه تمرد على عثمان وأنشأ التنظيم الخاص به بمساعدة الجبهة الشعبية.
أما عبد القادر جيلاني رئيس اللجنة الثورية فقد أقيل من رئاسة اللجنة وحل مكانه آدم صالح الذي أقيل أيضا بعد مدة قصيرة.

ضمن هذه التناحرات الأولى والثانية أروي لكن الحادثة التالية:

حضر إلى سورية السيدان رمضان محمد نور الأمين العام للجبهة الشعبية واسياس أفورقي الذي كان يشغل الأمين العام المساعد في الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والتقوا بالقيادة القومية بعدها بأيام قليلة سافر أسياس وبقي رمضان محمد نور حوالي الشهر وهو قابع في مكتب الشعبية ويتنقل هنا وهناك ويلتقي مع فلان وفلان وأثناء تواجد الأمين العام للجبهة الشعبية رمضان محمد نور في دمشق وبناء على توصية من القيادة القومية بلم شمل التنظيمات الارترية فقد اجتمع في دمشق رمضان محمد نور الامين العام للجبهة الشعبية وأحمد ناصر رئيس جبهة تحرير ارتريا وكنت أنا حاضرا.

وبعد مناقشات مستفيضة بين التنظيمين استمرت أسبوعا كاملا صدر بيانا مشتركا عن الجبهتين جاء فيه:إنهما اتفقوا على إقامة نوع من الوحدة والتنسيق فيما بينهما وقد وقع على البيان كل من رمضان محمد نور الامين العام للجبهة الشعبية وأحمد ناصر رئيس جبهة تحرير ارتريا.

وعندما وصل خبر هذا الاتفاق إلى القائد الفعلي في الجبهة الشعبية اسياس افورقي جاء الرد سريعا وسريعا جدا على هذه الاتفاقية قال فيه الرجل القوي الآتي: (إن هذا البيان الصادر في دمشق والذي وقعه أمين عام الجبهة الشعبية رمضان محمد نور وأحمد ناصر رئيس جبهة تحرير ارتريا هذا البيان وماجاء به من نقاط حول الوحدة بين التنظيمين لا يعبر إلا عن وجهة نظر شخصية لرمضان محمد نور وإن الجبهة الشعبية قيادة وثوارا غير ملتزمين بما جاءفي هذا البيان... التوقيع الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية أسياس أفورقي).

بعدها أقصى أسياس أفورقي رئيسه رمضان محمد نور وجلس مكانه.

من هنا نشعر بأن كل من لا يمشي بتوجيهات أسياس أفورقي يعزل ويرمى جانبا والأمثلة كثيرة وسوف أوردها في زاوية جديدة بعنوان يومياتي مع الثورة الإرترية.

التعليقات  

ابراهيم
#ابراهيم2018-01-20 11:13

من اعطيه ابو سعدة الخبيث وأمثاله غير مواطنين تخوين مناضلنا الأفاضل.
ابو سعدة هو كان عميل للموساد تسلل في ثورتنا وخان مناضل سبي رحمه الله
المناضل الفاضل أحمد جاسر هو من أبرز المناضلين علمتهم ساحة النضال.
رد
Top
X

Right Click

No Right Click