الى الحكومة الارترية انصفوا أروما وانسانها الذي لم يعتد عليكم
بقلم الأستاذ: لا يستحق اسما ولو مستعار، فان الاسماء لها حرماتها
جلست اطرق على سطح المكتب في جهاز الكمبيوتر الذي عدت اليه بعد غيبة حالت دوني وزيارة مواقع الانترنت الارترية، وكنت
أتشوق لمتابعة الاخبار والاحداث التي تحفل بها هذه المواقع، حاصة تلك المتعلقة بمهرجانات الفرق الارترية في بلاد المهجر ومنها استراليا، واتفاقية السلام السودانية وموجات تسونامي، وهي احداث لم اتابعها طيلة العشرين يوما هي مدة ابتعادي عن الشبكة العنكبوتية.
بعد النقرة المزدوجة على ايقونة بوابة الانترنت، ولجت الى موقع (ايريستارت) الذي استعرض من خلاله بقية مواقع الصالحين والطالحين من ابناء الوطن. وكان موقع القرن الافريقي اسرعهم استجابة ! واول عنوان جزبني ومن ثم وقمت بفتحه كان آخر ماقرأته منذ تلك الحظة (25-1-2005) وحتى اليوم.
بدت امامي صورة لثلاثة رجال تحتها مقال من ثلاثة صفحات محشو بكل كلمات الارض البذيئة التي يعف ابناء ’الشوارع‘ ان جاز التعبير عن ذكرها، وكانت بحق احد محرري موقع الكتروني ارتري كما فهمت من الموضوع، رمي بها من قبل عبدالقادر حمدان لان الاول فيما يبدو يعارض الحكومة الارترية وبالتالي فهو يسخر موقعه هذا ضدها ويعمل على اعاقة تنفيذ برامجها خاصة تلك التي تقام باستراليا والمتمثلة في مهرجانات الفرق الفنية الارترية التي تقدم من البلاد لهذا الغرض.
وكنت قد قرأت فيما سبق هجوما من بعض ذات المواقع ضد حمدان وخاصة موقع هذا المحرر، وقبلها بمدة أطول قرأت ايضا مقالا لصالح حيوتي يهاجم فيه حمدان، ويقلل من من نضالاته، وثمة شخص آخر في موضع آخر ينكر هوية حمدان الارترية ويطالبه اثبات ارتريته بل ويتحدى ان يتقدم اي شخص باثبات وجود قبيلة لحمدان بارتريا وكأنه يقول بان حمدانا هذا ليس ارتريا او هكذا قال.
واذا ما علمنا بان حمدان والذين يتناطجون معه كانوا ولسنوات طوال في خندق قوى المعارضة الارترية، يرشقون الحكومة بالحجارة، ويطلقون عليها الرصاص دون هوادة، وفي كل صوب. وكان حمدان أشرسهمن برز على الساحة مقاتلا مغوارا يحمل روحه على راحتيه، وكان قائدا محنكا لا يضاهيه أحد من بين زملائه حنكة، وقد جمع من اسباب القوة كافة خيوط اللعبة وكانت جميعها في يده، فهو عضو بمجلس التنسيق الاسلامي الارتري بالمهجر أو يراسه، وهو يملك جريدة صوت القرن الافريقي ويراس تحريرها، وبالنتيجة فهو رئيس كل المعارضين من خارج التنظيمات المؤطرة والمعروفة آنذك.
كان في احيان كثيرة اقوى من التنظيمات الاخرى مجتمعة، اذ كان يجمع الاغاثة والتبرعات من المحسنين عبر المجلس المذكور، ويغطي نشاطات المنطقة عبر جريدته المعروفة، وكان قادرا على تمويل تحركات الكوادر التي تنتمي اليه، اذن فهو حكومة او لنقل تنظيم يتمتع بكل وسائل البقاء.
ذات مرة زار السودان برفقة بعض من معاونيه، التقى خلالها الرئيس البشير والشيخ الترابي وكذلك الزبير، روج لاهداف مجموعته وتحدث وكتب كثيرا عن مساوئ حكومة ارتريا، التقى بعض الارتريينن، وتكونت روابط شبابية لخريجين ذهبو لمقابلته بغية المساعدة وطلبا للرعاية بعد الهجران الذي لاقوه من الحكومة الارترية بسبب ما يرونه من عدم ملائمتهم لمواصفات التوظيف التي تنقصهم بعض شروطها.
وكانت قوى المعارضة التقليدية بحسب رأيه اقل حيلة مما كان عليه هو، وحين وصل السودان حاملا ما جادت به جيوب المحسنين، هرولت تلك المعارضة نحوه تقدم خدماتها في توزيع تلك المعونات ولكنه أوصد امامها الباب ولربما اكتشف بعض النوايا التي كانت تحملها تجاه محتويات حاويات الاغاثة وليس تجاهه بالطبع! وحين رفض عرضهم طلب منه البعض دعم مشاريعهم الاجتماعية كالمدارس والعيادات ورعاية الجرحى، وكان في كل مرة يرفض طلباتهم حتى هدد ذات يوم بنقل المساعادات الى اي بلد يستحقها على ان يكون الصومال أول هذه البلاد.
حرص حمدان على نشر كل نشاطاته تلك الايام في جريدته وكانت اشبه بسلة خضار لامرأة لاتحسن التسوق ، تفوح منها رائحة الكذب والبهتان، نشر فيها كل ماهو مسيئ لارتريا عندما كانت ثورة، واهان المناضلين على صفحاتها حين صارت دولة، وشوهت فيها القبائل الارترية، كما حرص فيها الا يمنح الرئيس الارتري لقب (المناضل) او (المقاتل) او (الرئيس) بل ظل يكتب الاسم اذا ما لزم الامر مجردا من هذه الالقاب لكنه كان حريصا بالقدر نفسه على الا تسقط هذه الالقاب عن اسماء بقية المناضلين وهم من مرؤوسي الرئيس !
فهو كان كثير الكراهية للرئيس الارتري، وكذلك الحكومة ولربما الدولة الارترية بكاملها والشعب الارتري بأجمعه، وهذا ما استنتجته خلال تلك الفترة على الاقل، لكن ما أثار حفيظتي ولم أنساه حتى اليوم هو واقعة أرجو ان يجيبني عليها حمدان او من كان معه حينذك وهي عندما قدموا الى الخرطوم ومعهم حاويات الاغاثة التي تقاتل عليها الجميع، حينها فقط اقتيد ما يزيد عن 25 رجلا من الارتريين المقيمين هناك من منازلهم ليلا ووجدوا انفسهم قبيل الفجر في منطقة 14 الحدودية بالقرب من مدينة تسني الارترية، وقيل لمن سأل عنهم بانهم عملاء للجبهة الشعبية وان قيادة لمجلس التنسيق الاسلامي الارتري وصلت البلاد ولابد من تأمين المدينة - يعني لدواع أمنية - وثمة سؤال آخر وهو من الذي وشى بهؤلاء المساكين، وقد يتفق البعض بان ذنبهم لربما دفعوا مبلغ (1000) جنيه سوداني للجنة الدفاع عن الوطن ضد غزو وياني، ولربما أسهم غياب دورهم وآخرون من امثالهم في اضعاف الجبهة الارترية في حرب (بادمي) ! ولايزال السؤال بحاجة الى اجابة، ويمكن اعادة طرحه بصيغة أخرى من قبيل ما هي ملابسات: ( لدواع أمنية) تجاههم.
لم الحظ بحسب متابعاتي المتواضعة في تلك الفترة أن تجرأ احد من ’العالم‘ وقال في حق حمدان وصحبه ما يمكن اعتباره امرا مشينا سواء من نظراءهم المعارضين او الحكومة الارترية، ومضى ركبهم يصول ويجول في ساحات المعارضة مشهرا سلاح الكلمة التي لم يتحملها اليوم السيد حمدان حين تبدلت المواقع والمصالح، لكنه لم يلحظ ان شخوص المسرحية لم يتبدل منهم شئ، اذ لم يقلل بمعارضته السابقة للحكومة شئ كما لم يفد لمن كان معه من المعارضين بشئ، المتغير الثابت في موقفه هو ان (يغرف) من معين المدح ويقدمه للحكومة وعكس ذلك تماما يفعله مع المعارضة.
انني في الحقيقة لا اقصد التقليل من حمدان وصحبه ممن اشرت اليهم صراحة او ابقيتهم في (داخلي) فهذا ليس موضوعي كما لم يسبق لي ان جلست الى احد منهم ولا اعرف خصوم حمدان ممن (يجدعونه) في مواقع الانترنت، لكني اعتقد انه ليس من حق حمدان ان يسوق كل تلك (الوساخات) ويرمي بها في سلته موقع القرن الافريقي، واعتقد انه من المفيد لنا جميعا ان ننصرف الى قضايا الوطن الكبرى وهي اهم من البحث في خصوصيات الناس، وهل يقول لي احدكم كيف لنا ان نسمح لنسائنا واطفالنا بقراءة ما يكتب على هذه المواقع بعد هذا العمل المشين الذي لم يوفق فيه حمدان.
ماذا يعني ان يكون سلوك احد الخصوم شائنا او غير اخلاقي مقارنة مع قضايا الوطن والمواطنين؟ وماذا يفيد بربكم هذا النوع من الكتابة للحكومة الارترية، وهي مسؤولة بتوجيه الناس الى الطريق السوي والقويم وتهذيب المنحرفين ، اليس هنالك (اصلاحيات) لمن ضل الطريق او أتي بخلق مشين تماما مثل ما فعل حمدان بكتاباته السخيفة عن شخص لمجرد انه اختلف معه في الرأي، فيتجول بنا في مناطق السودان ليرينا كيف كان صاحبه وخصمه ضالا، بل ويدخل بنا الى ديار القبائل السودانية في محاولة اثبات مايرمي اليه.
اقسم لكم انني لا اعرف حمدانا هذا كما لا اعرف خصمه، لكنني اتألم لما وصل له الحال بين مثقفينا الذين يفترض عليهم ام يكونوا مسؤولين امام الراي العام ويكونوا قدوة يحتظى بهم للاجيال القادمة خاصة وانهم يمسكون بكافة وسائل التقنية الحديثة التي يمكنهم الاستفادة منها في ما يصلح الناس (انفع الناس انفعهم...).
أخيرا ومع انني لم ارى من خصوم حمدان كتابات مماثلة لما كتبه او لربما هي في مكان لم اصل اليه، ومع هذا فانني ادعوهم ان يتقوا الله فينا وفي انفسهم وان يكفوا عن الخوض في المتاهات مع حمدان، فان من كان على شاكلته لن يتردد في الاستمرار على هذا النحو من السفه والسخف.
واذ ارجو من الحكومة الارترية عدم تشجيع مثل هذه الشخصيات لانها لا تقدم للوطن خيرا بل ان وجودها بيننا يزيدنا تصدعا ويزيد الهوة اتساعا، فهلا اعادته الى رشده او رفعت عنه يدها. واتمنى ان تدرك مخاطر وجود هذا النوع من الناس في العمل العام، وخلاصة القول ان ما اقدم عليه حمدان يجرده من القيام باي عمل يربتبط الوطن، ولذلك فهو غير صالح للعمل في اعداد البرامج الاذاعية والتلفزيونية او تقديمها او حتى الاشراف عليها، وعلى ضوء ما تقدم فانه غير صالح لاجراء الحوارات مع ضيوف الفضائية الارترية من المواطنين و (السودانيين) وغيرهم من الناس رسميين كانوا ام مدنيين.
فهل تتدارك الحكومة الارترية مخاطر هذا المنحى من العمل غير المسؤول وتعيد حمدان الضال الى صوابه فترد بذلك الاعتبار للقبائل السودانية التي حشرت في الموضوع حشرا، اتمنى ذلك.
لكم الشكر قرائي الاعزاء لمرافقتكم لي الى آخر المقال، ولكم العتبى حتى ترضوا.