محطات في الذاكرة مربي الأجيال الأستاذ محمد علي جابر سفاف
إعداد: مبادرة لتكريم مربي الأجيال محمد علي جابر سفاف
مربي الأجيال الأستاذ محمد علي جابر سفاف ولد في منطقة قدم الواقعة جنوب مدينة حرقيقو عام 1948م.
ختم القران الكريم على يد والده رحمة الله والتحق بمدرسة حرققيو العريقة واكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط في هذه المدرسة التى شيده ابن حرقيقو البار المغفور له انشاء باشا صالح احمد كيكيا وبعد تأسيسيها استقدم لها نخبة من المعلمين السودانين من خريجي معهد بخت الرضا وهؤلاء قامو بتعليم ابناء حرقيقو و القرى المجاورة.
كان يتبع المدرسة قسم داخلي للطلاب الوافدين وكذلك معهد للدين الاسلامي افتتحه الشيخ غوث الدين الأفغاني ودرس فيه فترة من الذين درسوا في المعهد من الطلاب العفرين كان الاستاذ الفاضل محمد طيب اسماعيل وزميله محمد ابوبكر (لومبا) رحمه الله درسو فترة مع الشيخ غوث الدين وواصلو رحلتهم الى القاهرة عبر السودان لمواصلة التعليم هناك وبعد تخرجهما التحق الاخ/ محمد ابوبكر بالجبهة وكان مندوبها في فرنسا اما الاستاذ/ محمد طيب اسماعيل رجع الى اريتريا بعد تخرجه وكان مديرا لمعهد عصب العلمي وقدم رسالة تعليمة مع زملائه المدرسين لعدة سنوات وبعد ذلك سافر الى الكويت وعمل مدرسا لعدة سنوات وبعد حرب 1991م عاد الى اليمن ليواصل رسالته في مدرسة الشهيد قمحد في مخيم اللاجئين الارترين بالخوخة. ونكن للأستاذ الفاضل كل الحب والتقدير للعمل الجليل الذي قام به في كل من ارتريا واليمن.
وواصل تعليمه الثانوي في معهد المعلمين باسمرا وبعد تخرجه عمل مدرسا في ارتريا لمدة تسع سنوات وبعد حملات الابادة التي قام بها العدو الاثيوبي على حرقيقو دخل السودان لاجئا في عام 1978م وهنا وجد ضالته في التدريس وتم تعينه مديرا لمدرسة الوحدة الوطنية التابعة لجهاز التعليم الذي اسساها الاستاذ محمود صالح سبي وهذا الجهاز فجر ثورة تعليمية في المهجر وذلك بتأسيس مدارس كثيرة من مرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية وبعد المرحلة الاعدادية والثانوية كانو يجدون منح دراسية في الدول العربية مما اثرى الثقافة في اواسط الطلاب الارترين عمل في المدرسة المذكورة 5 سنوات وبعدها دخل السعودية معتمرا وبعد عامين تقريبا دخل اليمن بتوجيه من الاخوين الكريمين رحمهم الله الاستاذ/ صالح عبدالقادر بشير والاستاذ/ احمد صالح كورانو عندما علما بمخيم اللاجئين في الخوخة حرصا منهما لتعليم ابناء اللاجئين في مخيم الخوخة وهنا تم تعينه مديرا لمدرسة الشهيد التي كانت تحت التأسيس وكان لجبهة التحرير الارترية الدرو الكبير والفضل بعد الله سبحانه وتعالى ترسيخ المدرسة وتأسيس المدرسة بداخل المخيم.
المدرسة كانت تتكون من 5 فصول دراسية تستعمل للدراسة نهارا وللسكن ليلا ووجد في المدرسة الاستاذ محمد موسى والاستاذ حامد هلال ووضعو خطة لإكمال المدرسة المرحلة الابتدائية من 1- 6 وهم ثلاث مدرسين فقط وتحملو العبئ الكبير وعملوه نظام فترتين الفترة الاولى من الساعة 7.5 وحتى الساعة العاشرة من الصف الاول الى الصف الثالث ومن العاشرة وحتى الواحدة ظهرا من الصف الربع الى السادس وهناك كانو طلاب مستوياتهم جيدة لم يجدو فرصة لمواصلة تعليمهم وذلك لعدم الحصول على الشهادة الابتدائية وقرارو تدريس منهج وزارة التعليم اليمنية وحصلوا على المنهج الدراسي من المركز التعليمي لمدينة زبيد وقامو برفع مذكرة الى وزارة التربية والتعليم يطلبو فيها ضم المدرسة ضمن مدراس وزارة التربية والتعليم في المحافظة الحديدة حتى يسمح لى لطلاب الاشتراك في مراحل الثلاث وذاك بمتابعة الوزرة مناديب جبهة التحرير الارترية في صنعاء الاخ/ ديني اسماعيل رحمه الله وفي الحديدة الاخ/ علي عثمان رفا.
وارسلت موجهين للوقوف على عمل المدرسة والاطلاع على مستويات الطلاب وأول موجه زار المدرسة الاستاذ/ الحضرمي تم تكليفه من الوزرة لتذويد المكتب بتقرير عن المدرسة الا ان مكتب التربية لم يقتنع بتقرير الاستاذ/ الحضرمي وكلف كبير الموجهين السودانين زار المدرسة وقضى معنا يوم كامل يدخل الفصول فصلا بعض الاخر للاطلاع على المستوى العام للطلاب واعجب بمستوياتهم الجيدة لا سيما طلاب الصف الخامس والسادس مكتب التربية ورفع تقرير تقرير ممتاز عن المدرسة لمكتب التربية محافظة الحديدة ومن ثم ادرجت المدرسة ضمن مدارس المحافظة.
وفي عام 1985م-1986م اشتركت اول دفعة من طلابنا في امتحان الشهادة الابتدائية وكان عددهم حوالي 10 طلاب واحرزوا النجاح بتفوق وهنا لفتت المدرسة انتباه وزارة التعليم والتربية اليمنية وبدؤو يولونها اهتمام كبير وهذه المجموعة المباركة من طلابنا كانو بذرة الخير فتحت الباب على مصراعيه للدفعات المتتالية من المشاركين في امتحانات الشهادة بكل سهولة وبسر وبعد الشهادة الابتدائية اكمل الطلاب الشهادة المتوسطة الثانوية في المدارس اليمنية واشتهرت سمعة المدرسة في اواسط الشعب العفري وتوافد الطلاب الى الخوخة حيث مخيم اللاجئين من كل فج عميق بحثا عن العلم وبلغ عدد طلاب القسم الداخلي في السنوات الاولى حوالي 200 طالب وهكذا تطورت المدرسة من المرحلة الابتدائية وانتقلوا في عام 1990 الى المبني الجديد الذي تم تشيده بتمويل من البنك الاسلامي بجدة لصالح ابناء اللاجئين بطلب من مسئول جهاز التعليم الإرتيري محمود سبي ويضم المبنى 6 فصول دراسية و3 فصول للورش المهنية الا ان الورش المهنية لم ترى النور وذلك نسبة لعدم وجود المعدات المهنية وفي هذه الفترة زاد عدد المدرسين الى 8 مدرس تقريبا واكملت مرحلة الاساس من 1-9 اما المرحلة الثانوية كانو يلتحون الطلاب بالمدارس الثانوية بالمحافظة وبعد المرحلة الثانوية وبعد الطلاب عادو الى قراهم ومناطقهم لتعليم اهاليهم وذويهم هناك واخرون صمدو حتى واصلو دارسته الجامعية فمنهم حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
فهذه المدرسة حقيقة كانت شعلة مضيئة للشعب الار تري عامة وشعب المثلث العفري خاصة حاربت الجهل والامية بتخريج هذا الكم من الطلاب فما من قرية او مدينة في المناطق العفرية الا مدرسين من طلاب مدرسة الشهيد العامرة وبهذه المناسبة يشرفنا ان نذكر اسماء الدفعة الاولى من طلابنا الذين رفعوا اسم المدرسة عاليا خفاقا بالنجاح الباهر الذي تم تحقيقه ونالت المدرسة سمعة طيبة في اوساط اليمنين وهم اذا لم تخونني الذاكرة زنسيان اسماء بعضهم:-
1. عثمان محمد احمد،
2. تيبو محمد اقوري،
3. احو احمد احو،
4. ريدو احو محمد،
5. صالح محمد،
6. علي محمد حمدو،
7. يايسن ابكري،
8. عبده ريدو ابكري،
9. محمد ياسين احو،
10. حلو محمد حلو،
وهناك حقيقة طلاب في الدفعات التالية متفوقين ايضا لا يسعنا الوقت لذكر الاسماء والتحية لكل طلاب مدرسة الشهيد في كل مكان وللبنات ايضا كان نصيب كبير للتعليم في مدرسة الشهيد في البداية نسبا لظروف عدم وجود مدرسات للبنات كنا يدرسن مع البنين في فصل واحد في مقاعد منفصلة عن الأولاد وبعد ان اكملت دفعة منهن المرحلة الثانوية تم فتح مدرسة خاصة للبنات وعدد كبير منهن اكمل المرحلة الثانوية وعدد لابأس به واصلن المرحلة الجامعية وحصلن على شهادة البكالوريوس.
والمدرسة تواصل رسالاتها التعليمية حتى هذا التاريخ رغم الظروف الصعبة التي تواجه المدرسين والمدرسات وبهذه المناسبة لا ننسى مجهودات المعلمين الذين صمدو في هذه المدرسة وادو رسالتهم التعليمية على الوجه الاكمل كل حسب ظروفه الخاصة فمنهم من ادى خدمة في المدرسة سنه او سنتين او اكثر ومنهم فاقت خدمتهم عن العشر سنوات التحية لهم جميعا وفيما يلي نذكر بعض اسماء المعلمين الذين كان لهم الفضل في انجاح الرسالة التعليمة:-
1. عثمان ادريس حمدوا،
2. احمد عبدالرحمن محمد،
3. طاهر علي همد،
3. محمد محمود ادريس،
4. صالح محمد ابراهيم،
5. حامد حسين هلال – رحمه الله،
6. محمد طيب اسماعيل،
7. اسماعيل إدريس فاضل،
8. ابراهيم شيخ ابوبكر،
9. ابراهيم عثمان احمد قرى،
10. محمد موسى محمد،
11. ابراهيم سليمان عمر،
12. ابراهيم ادريس،
13. محمد عثمان احمد (سمك)،
14. محمد ادم حمدو.
ومن كان معنا اسف لعدم ذكرهم للنسيان وطول الفترة لذا لزم الاعتذار.
ومن الذين التحقوا بالركب في السنوات الاخيرة:-
1. محمد حبيب عبدالله،
2. ابراهيم عبدالرحمن احمد.
ولا يفوتنا ان نشيد بدور المدرسات اللاتي يقمن جنبا الى جنب مع المدرسين في العملية التعليمة.
ولا ننسى ايضا تعاون الشعب العفري في المهجر لاسيما المقيمين منهم في السعودية يواسون المدرسة كل حين واخر بالمساعدات المادية حيث حفزت تلك المساعدات المدرسين للمواصلة رسالتهم التعليمة.
ومن ثمار هذه المدرسة طلاب نذرو انفسهم لخدمة الشعب الإرتيري في اليمن لاسيما في مخيم اللاجئين الارترين في الخوخة وفي مقدمتهم ابننا الفاضل/ ابو حمزة ادريس عبده لاهدا منذ فترة 10 سنوات يسعى جاهدا للتواصل مع الجهات الخيرية لتقديم الدعم الغذائي والعلاجي والكسوة والسكن لأهالي المخيم وكذالك الدعم المادي والمعنوي للمدرسة بتوفير الكفالات الشهرية للمعلمين والمعلمات مما ساعدهم على الاستمرار في التعليم وفقه الله للخير وسدد خطاه وان تكلل مجهوداته بالنجاح وان يجعل كل ذلك في ميزان حسناته ومثل ابننا ادريس كثرين لان ابناء مدرسة الشهيد كلهم انوارا يضيئون الطريق لكل من ضل الطريق فلكل التحية والعرفان.
اما في الجانب الدعوي فقد كان الاستاذ/ احمد عبدالرحمن محمد منذ ان دخل المخيم بأعمال الدعوية حيث كانت البدع والخرافات في بعض اهالي المخيم من مورثات الجاهلية والبدع والشركيات وطيلة هذه الفترة 1988موحتى هذا التاريخ يقوم بالوعظ والارشاد في مسجد هايل سعيد بالمخيم بالدروس شرعية حيث اثمرت جهوده بان تغير الحال في المخيم وعمت السنه اهالي المخيم نسال ان يبارك فيه وعمله ويمد في عمره.
ومن طلابه ايضا الكثرين الذين تميزوا في مجال الدعوة وما محمد حبيب منا ببعيد والبقية من حذا حذوهم وفي الختام لا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الجميل لكل الاخوة المدرسين اليمنين المنتدبين من الوزرة الى مدرسة الشهيد حيث يقومون بواجبهم التعليمي بأكمل وجه ونخص بالذكر مدير مدرسة الشروق الثانوية سابقا مدير المركز التعليمي لاحقا الاستاذ/ عبدالله عبده جلبة على ما قدمه لهذه المدرسة من الدعم المعنوي والتوجيه والاستشارة وتذليل كافة العقبات التي كان تواجه المدرسة في مرحلة التأسيس وكذلك المدير الحالي بمديرية الخوخة لمكتب التربية والتعليم الاستاذ/ ابراهيم اجعش على الاهتمام الذي يوليه للمدرسة.
كما لا ننسى مدير مدرسة الشروق الاستاذ فؤاد كردم ونائبه الاستاذ عبدالله جابر وكل المدرسين اليمنيين في مدرسة الشروق.
و فق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح