المغفور له باذن الله الباشا صالح احمد كيكيا
بقلم الأستاذ: عثمان عبدالقادر قولاي
الحديث عن الباشا صالح كيكيا يستحق من القارئ التمعن والتفكير لكي يقدر الرجل التقدير الذي يستحقه.
ببساطة لان الرجل كان يفوق عصره وكل انجازاته التي نتحدث عنها اليوم، كانت قبل اكثر من سبعون عاما وهي تاريخ وفاة الرجل الفذ، يضاف على ذلك ان ما قام به كفرد في المجتمع قبل اكثر من ثمانون عاما، قلما تقوم به شركات كبيرة او حتى دول.
• يكفي انه فكر في بناء صرح للمدارس وليس مدرسة وهو قابع في السجن.
• تم إفتتاح مدرسة حرقيقو في 1944/3/12م، حيث لم تكون الكثير من دول العالم في العدد.
• جلب افضل المعلمين والمعلمات، ليس في المجال الاكاديمي فقط، انما في مجالات اخرى، منها المهنية والحرفية والصناعية بما فيها الرياضة والكشافة والعلوم الدينية.
• كان في مدارس حرقيقو، مختبر بكامل عدته وعتاده، هذا في الاربعينات.
• بما ان المجتمع كان ميسور الحال وعيشة متفاوتة الى حد ما، ناهيك عن الطلبة القادمين من مناطق اخرى، من زولا وامبيرمي وعداقة وغيرها، كان من الطبيعي ان يكون الزي الذي يرتديه الطلبة مختلف وغير متطابق، اذ ياتي احدهم بفوطة ابوجديد وقميص، والآخر بثوب بافتا، والثالث بسروال (بنطلون) وقميص، مما يعكس تفاوت الحالة المعيشية، فكان قراره الحكيم، انه جلب خيرة الخياطين وامر بان تصرف لكل طالب بدلتين من قماش (الكاكي) القوي حيث يستطيع الطالب بتبديلها ويلبس الواحدة لكي تغسل الاخرى، ويتساوى الكل في زي مدرسي موحد.
• كان يعلم حال الناس لانه واحدا منهم، ومن مبدء (العقل السليم في الجسم السليم) و حرصا منه بان يستوعب الطلبة العلم ويتفوقوا فيه، امر بذبح عدد من الخرفان فجر كل يوم دراسي، ويطبخ الارز باللحم، وتعد السفر للفطور الجماعي في ساحة المدرسة، مضافا الى ذلك حليب البودرة في برميل ليشرب الكل حتى يشبع.
• كان يمنح جوائز قيمة للمتفوقين في التعليم والرياضة وغيرها، ولكنه كان مميزا في هذه ايضا، اذ انه كان يمنح ساعة قيمة للطالب المتفوق اذا كان من عائلة ميسورة الحال، بينما كان يمنح الطالب المتفوق ومن اسرة فقيرة (بدلا من الساعة) بقرة ولود مع عجلها، لكي تستفيد تلك الاسرة من حليبها مرحليا وتتكاثر باذن الله وتعمل في تحسين ظروف تلك الاسرة.
• ولكن الهدف لم يكن ذلك فقط، انما كان عاملا لتشجيع الجميع ولكي تظهر نوابق في المجتمع تفيد اهلها وباقي الامة في المستقبل.
• اللبس المدرسي الموحد والفطور الموحد وغيره، ربما يقول احدهم انها نظرة اشتراكية، ولكني اقول ان الرجل سبق الكل ولانه نشاء في تلك البيئة ويعرفها جيدا اراد ان يكون لها سبق في كل انحاء المناطق القريبة والبعيدة وكان له ذلك.