مـن الـذاكــرة الــكـرناويه المناضل احمد الشيخ زايد - الجزء الرابع
بقلم الأستاذ: عبدالقادر شيخ حسين شيخ زايد - أبو رأمي
• كمال ومغامراته الخطرة.
• لماذى دفع الشيخ حسين 30,000 برا.
• قالوا لقد مات ورموه خلف الحمام.
• لما حكم عليه بالنفي.
احمد ذاك الاسد المتجسد الذي حير الضباط حتى قالوا عنه الى اي صنف ينتمي هذا الشخص الاعتقالات والتعذيب المنوع والتهديد بالقتل لم تستطع ان تفت من عضده رغم جسده المنهك والنحيل.
وبالعودة لبطولات كمال شفا ادريس يقول بعد وصولي الى جناين آل شيخ زايدبسلام محملا بالزنبيلين اللذين يحويان الحقن وتسليمي اياهم لخالي احمد زايد توجه خالي بهما الي حيث تواجد الثوار واختفى خالي لمدة تزيد عن الاسبوع ومن ثم عاد الى الاهل بسلام.
وذات مرة اشترى خالي احمد كنتالا من السكر من كرن وطلب مني نقله الى عنسبا علي ان احمل في كل رحلة لي كيلوين اوثلاث ولكن هذه الطريقة الممله لم ترق لي. وفكرت ان اقسم شوال السكر الي قسمين واحمله على جمل آل الشيخ والذي كان مسؤولا منه آنذاك العامل (صالح حاج).
وخالي منذ ان انخرط في عمله السري مع الثوار ترك المجيئ والمبيت في كرن حفاظا على سلامته وسلامة اخوته.
وكان من المألوف ان يجتمعوا في الاسبوع كل يوم جمعه بعد اداء صلاة الجمعه وهي بمثابة عطلة الاسبوع.
الخطه التي قمت بها لنقل السكر دفعه واحدة ادخلته وسط كيس الذرة بعد ان قسمته قسمين وكانت نقطة التفتيش في نفس المحل الذي فيه الآن معهد عنسبا.
وللمعلوميه حتى اكياس الذرة ان لم تأتي بتسريح رسمي لايسمح لك بالعبور بها.
ويقول الاخ كمال ان موقفي كان حرج من جهتين اولاها من خالي احمد ففي حالة ارتكابي خطأ لن يرحمني لانه رجل صعب.
وثانيها في حال ثبوت القبض علي ومعي هذه المواد فمصيري هو السجن.
وفي حالة اعتقالي قد ابوح بالاسرار لانني صغير السن آنئذِِ وكل هذه المواقف لم تدر في مخيلتي وانا اقوم بتلك المغامرة.
وصلنا اناوحماري والجمل الذي يقوده (صالح حاج) الى نقطة التفتيش وسألوني ماذي يحمل هذا الجمل ؟
قلت لهم انه يحمل ذرة تخص ابناء شيخ زايد وسالوني هل معك تسريح ؟ قلت لهم لا
قالوا الا تعلم ان من لايحمل تسريحا لايسمح له بالعبور ؟! !
فقلت لهم انتم تعرفون آل الشيخ وان لم تسمحوا لي بالعبور فلامانع لدي قد اعود من حيث اتيت ؟!
ولكن الحمد لله من قبل ومن بعد سمحوا لنا بالعبور وواصلنا السيربأمان.
وعندما وصلنا الى مزار (ماريام فاطمة) قلت لصالح حاج وانا اضحك ضحكة الانتصارظانا نفسي ازكى الازكياء هل تعلم مافي داخل هذه الاكياس التي يحملها الجمل ؟ قال اليست تحمل ذرة ؟ قلت له انها تحوي سكر الثوار ولوانه القي القبض علينا لظللنا وراء القضبان.
تغير وجه صالح حاج وهاج وماج وقال لي لم قمت بمثل هذه المخاطرة ووصلنا الي البيت وماان التقى بخالي احمد قال له غاضبا لم لاتتركوني اعيش بسلام ؟
قال له احمد ماذى جرى ؟
فقال له اسأل ابن اختك ومافعل.
وخالي رجل صعب ولا يعجبه العجب ولا يعجبه الحال المايل ومن دون ان يسألني صفعني على وجهي وسألني ماذى فعلت بهذا الرجل ؟ قلت لاشي
فقال له صالح حملني سكر واقنعني انه ذرة ولكن الله سلم.
ذهل خالي من هذا التصرف الارعن وقال لي الم اقل لك قَسِّطه ؟!!
وكان في تلك اللحظةبصحبة خالي كل من المسؤولين الكبار بالجبهة صالح حيوتي وادريس شتف وشلال اخذني نحوهم واخبرهم بالمغامرة التي قمت بها تعجبوا من شجاعتي وربتوا علي كتفي واهدوني 10بر سررت جدا من هذه الهدية القيمه التي احوزها لاول مرة لانه مبلغ كبير دخلت مدينة كرن واشتريت قميص وسروال وتبخترت بالملابس الجديدة امام اقراني.
يالها من ايام خالدة
السجن الاصعب الذي كاد ان يفقد فيه احمد حياته
من تلك السجون التي تعرض لها احمد شيخ زايد كان في منتصف السبعينات وكان في شهر رمضان كان قادما من الجنائن والوقت يدنو للغروب واحمد صائم وماان وصل ساحة ماريام دعاري حتي القي القبض عليه واخذ الي جهة غير معروفة سمع اخيه سليمان زايد بالخبر وبدأ يبحث عن صديق احمد الحميم وهو بابكر طاهر ولقيه واخبره بماحصل وبدوره قام بابكر بالبحث عن الضابط الاثيوبي ذو الاصول الارتريه الذي يعمل في جيش الدرق وكان خير متعاون مع بابكر واسمه (زرزقي).
بعد ان التقي به حكى له الحاصل اصيب الضابط بالدهشه والذهول من هذا السجن المتواصل وقال للعم بابكر قد تكون هذه نهايته وان وجد حيا فهو محظوظ ووعده بالبحث عنه.
وكان بابكر يلتقي بالضابط في بقالة آل رادآي بعيدا عن اعين الرقباء.
في صباح اليوم الثاني اخبره انه وجده مرميا في سجن شيشيتا.
شركة شيشيتا ب (قزا باندا) التي كانت مصنع للزراير الذي كان يصنع من ثمار الدوم تحولت فيما بعد الى سجن.
قال الضابط للعم بابكر ان احمد في وضع مزري ومأساوي واخشى ان يلفظ انفاسه من شدة التعذيب.
لقد كان ضباط يسمعون عن اسمه ولم يحصل ان رأوه وماان سمعوا باعتقاله حتى جاءوا لرؤيته جاءوا لمشاهدة هذاالشخص العنيد الذي يعذب اشد العذاب ولايبوح بشيئ.
ووصل وضعه بعد ان امعنوا في ضربه ان اغمي عليه وقالوا انه مات ورموه خلف الحمام.
جاء الضابط زرزقي فلم يجده سأل عنه قيل له انه في الرمق الاخير وقد يكون فارق الحياة بعد البحث عنه وجده مرميا حركه فلم يجد فيه شيئا ينبض وما ان ضربه علي ارنبة انفه حتي تحرك قليلا واستفاق فعلم ان فيه بعض الحياة ثم اعتني به وقدم له اكلا وما يشرب.
ومع تكرار الزيارات من الاهل وتقديم الاكل بدأ وضعه يتحسن.
جاء جنرال من جبهة الساحل يدعى (تسفاي) سفاك وسفاح وقاتل لايعرف الرحمة لم يكن يعرف احمد بل يسمع عنه وعن شجاعته وعمله السري وقالوا له كعهده لم يعترف بشي من التهم الموجة اليه.
طلب منهم احضاره في المكتب وماان وقف بين يديه ورأى قامته الفارعه وجسده النحيل من كثرة التعذيب ولحيته الكثه اطال النظر في وجهه وقال له لقد يئسنا منك ومن تعذيبك دون ان تنطق بشي رغم اننا علي يقين انك تعمل لصالح الشفتا وقد توصلنا الي حل سيريحنا منك.
اولا: عليك بدفع غرامة 30,000 ثلاثون الف بر هذا ان كنت تريد الابقاء علي حياتك وقد دفعها اخيه الشيخ حسين شيخ زايد بعد توسطة السيدة (اسفاش) والدة لاعب فريق عنسبا المشهور سابقا ارقاي قرزقهير وقد دفعت بالفعل فروح الانسان اغلى.
ثانيا: بعد احضار ضامنين سننفيك من مدينة كرن الي مدن اثيوبيه لتكون بعيدا عن دعم الشفتا.
حضر الى السجن لمقابلة الضابط كل من اخيه الشيخ حسين الشيخ زايد والخليفه عبد الله ابراهيم (خال بابكر طاهر) وحروي بشير. والكلنيل محمد علي قرقوش (رحمهم الله جميعا).
قال الضابط الاتيوبي للحضور فيكم من هم اهله واصدقائه ونحن متأكدون من انخراطه في العمل السري مع جبهة التحرير رغم عدم اعترافه وقال غاضبا وضاربا بيده الحائط: هذا المدعو احمد اشبه بالجدار حتى انه لا يرحم روحه من التعذيب والآن كفاك يااحمد محاربتنا من الداخل وبدل محاربتنا من الداخل نفضل ان تحاربنا وانت في جبل لالمبا ولهذا حكمنا عليك بالنفي.
وما ان سمع الضابط محمد علي قرقوش كلمة النفي من فم الضابط ـ وكان قرقوش قد نزل المعاش ـ قال للضابط ـ بماانكم تريدون ابعاده عن كرن فانا لي مزرعة في ام حجرواسمحوا لي ان آخذه معي ليعمل في مزرعتي لانه رجل مزارع ولن ترونه في كرن بعد الآن.
وحذر الضابط للضامنين انهم سيكونون مسؤولين عن اي تصرف سلبي يقوم به احمد وإلا سيتحملون عواقب افعاله وتبعات مايحصل.
سافر احمد الي ام حجر مع محمد علي قرقوش الى مشاريع ام حجر الزراعيه.
ولكن بعد مضي عدة شهور علي سفر احمد قام احد العملاء بفبركةخبر للضابط تسفاي مفاده ان احمد ظهر بجيشه لمحاربتنا في ضواحي حقات يقود كتائبه وانتشر الخبر.
صور ايام الشباب:
1. شيخ حسين شيخ زايد - هي صورة كانت تحمل ختم وبطاقة الرابطة في الاربعينات من القرن الماضي.
2. احــمد شيخ زايد.
3. سليمان شيخ زايد.
4. بابكر طاهر موسى.
تـابـعـونـا... في الجزء القادم