مذكرات وأوراق للدكتور محمد عثمان أبوبكر - الحلقة السادسة
بقلم المناضل الأستاذ: محمد عثمان أبوبكر - القيادي في التنظيم الموحد سابقا
وكان يترأس اتحاد طلاب إرتريا بعد الانقسام في بغداد عمر جابر، واتحاد طلاب إرتريا في القاهرة كان برئاستي وبعد نقاشات
مسلسلة ولقاءات ـ وحوارات شكلنا لجنة تحضيرية لتوحيد اتحاد الطلاب ومحاولة أبعادهم من الصراعات والانقسامات السياسية والالتزام بالحيادية فيما يتعلق بالأمور النقابية ومن حق أن فبرد أن يلتزم مع الكيانن السياسي الذي يؤمن. وبهذه الطريقة توصلنا إلى اتفاق لعقد مؤتمر عام لاتحاد الطلاب. وتبنوا العراقيين لاستضافة المؤتمر الجامع للطلاب وبما فيها تذاكر سفر المشاركين من الفرعين.
وخلال انعقاد المؤتمر في بغداد ظهرت بوادر للتوجهات اليسارية والقومية العربية بما في ذلك (البعثيين والناصرين) معاً البعثيين الناصرين ذي التوجه العربي وكان هذا الجناح بزعامتي وأخرين بينما كان التوجه اليساري يتزعمه عمر جابر وأخرين من القيادات البارزة للبعثيين محمد عثمان علي خير الكاتب الصحفي وإدريس طويل وغيرهم شكلنا كتلة واحدة لفرع القاهرة وليبيا والسودان وفي نهاية المطاف نجح التيار العربي وبقيادة الاتحاد وكونت لجنة تنفيذية على رأسها محمد عثمان علي خير وإدريس طويل بعدها تفرقت للعمل السياسي مع قوات التحرير الشعبية وأصبحت ممثلاً شخصياً لرئيس اللجنة التنفيذية عثمان صالح سبي، حيث كلفني برسائل شخصية الى كل من فرنسا وتركيا وإيطاليا وكان بصحبتي الدكتور عماد عجمي لبناني الجنسية وصديقي وصديق الثورة.
وسافرنا معاً والتقينا بوزارة الخارجية في فرنسا ورئيس الحزب فرانسوا متران شرحنا لهم تطورات الأحداث في الساحة الإرترية، كما أجرينا مقابلات صحفية مع عدد من الجرائد اليومية على رأسها صحيفة الليموند ومنها توجهنا إلى تركيا حيث التقينا بمسئولين بوزارة الخارجية وعدد من الأحزاب السياسية على رأسهم سليمان ديميريل كان رئيساً للجمهورية لاحقاً، وأجرينا عدة لقاءات صحفية مع الصحف التركية الرسمية والمستقلة، وكان هناك لقاءات متفرقة مع عدد من السفارات العربية والأفريقية المقيمة في أنقرة كان مجملها إيجابياً وفي نهاية الزيارة عقدنا مؤتمراً صحفياً، وكان ناجحاً بكل المقاييس حيث حضرته أكثر من 30 صحيفة ومحلية ومراسلي الوكالات الأنباء العربية والتركية والأجنبية.
ومكثنا في تركيا قرابة الأسبوع وكنا على ضيافة وزارة الخارجية التركية، وكانت مثمرة ووجدنا تفهماً وتأييد للنضال الشعب الإرتري من الحكومة والأحزاب.
ومنها توجهنا إلى روما والتقينا في وزارة الخارجية بمسئولين قمنا بتسليمهم رسائل من المناضل عثمان صالح سبي وكان لنا لقاءات متفرقة مع الأحزاب السياسية اليمينية واليسارية وكان الثورة الإرترية تحظى باحترام من قبل الأحزاب اليسارية وإيطاليا، واجريت لنا مقابلات صحفية، كما كان هناك مؤتمر صحفي أبرزنا فيه مآسي الشغب الإرتري جراء الاحتلال الإثيوبي حينذاك ثم عدنا إلى بيروت وقدمنا تقريراً وافياً ومفصلاً بما هذه الجولات التي كلفت بها من قبل المناضل عثمان سبي.
وبعد ذلك كلفت بالسفر إلى دول الخليج بصحبتي عبدالله النعمان وحامد شيخ عبد القادر وحسن شكيلاي باعتبارنا وفود إعلامي لعقد معارضي في قطر والبحرين والإمارات وجمع التبرعات استغرقت هذه الرحلة شهراً كاملاً وكانت بالنسبة لي زيارة استكشافية والزيارة كانت ناجحة وجمعنا مبلغاً محترماً ثم عدنا إلى بيروت وقدمنا تقرير وافي وشامل عن الزيارة لعدد من دول الخليج وبعد شهر من هذه الرحلة كلفنا الزعيم عثمان سبي ممثلاً لقوات التحرير الشعبية في الخليج في كل من البحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان على أن يكون إقامتي ومكتب القوات في أبو ظبي ويشرف على بقية المكاتب.
وقضيت فترة 17 عاماً ممثلاً لقوات التحرير الشعبية ولاحقاً التنظيم الموحد، وكانت هذه الفترة من أخصب وأنضج الفترات التي خدمت فيها الثورة الإرترية إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً ، وهناك وثائق للقاءات الإعلامية ولقاءات سياسية مع أمراء، ودبلوماسيا انجازات مقدرة على كل الأحوال من الإنجازات التي كتبناها توفير منح دراسية 15 مقعد في المعاهد والمدارس الثانوية و6 مقعد في جمال التدريب المهني و13 مقعد في الجامعات سنوياً تجدد هذا في قطر كما كانت تقدم دولة قطر مساعدات مالية وأسلحة من وزارة الدفاع القطرية وسيارات (لاندوكروزر) وسيارات كبيرة عسكرية أكثر من 30 سيارة على دفعات متفرقة بالإضافة إلى الأزياء العسكرية وأيضاً معدات موسيقية للجيش.
وفتحنا مكتب في قطر وكان نائبي عبدالله أدم. كما فتحنا فرص ومجال للعمل للخريجين في قطر وغير الخريجين في الشرطة وعدد من الوظائف المتفرقة ومن خلال شكلنا جالية تمتع بكل سبل الراحة والعناية العقيد علي الكعبي رئيس المخابرات القطرية كان يساعدنا بتوظيف الإرتريين في الشرطة وغيرها.
والطلاب الذين كانوا يقبلوا في وزارة التربية والتعليم والجامعة القطرية كان من حملة الشهادات العربية وكانوا يقبلون إلى شهادة تصدر من دولة عربية وموثقة وكنا نخطر مسبقاً اتحاد الطلاب للإرسال الشهادات بغرض توفير المنح الدراسية.
بالنسبة لاختيارنا للدخول في الشرطة كانت الجهة الوحيدة التي كانت تمنح مرتبات عالية ومجمل الأعداد التي وظفتها من الشرطة تقدر بـ 150 تشمل الخريجين وحملة الشهادات الثانوية والعامة والتدريب المهني في مختلف أقسام الشرطة بما في ذلك المخابرات وإلى فترة الاستقلال وجودي في الخليج كانت الأمور تسير على ما يرام والمنح مستمرة على ثلاثة مستويات الجامعات والتدريب المهني والمدارس ويقدر الخريجين بصفة قبل الاستقلال أكثر من 300 طالب وخريجي التدريب المهني أكثر من 150 والمدارس كانوا 100، ويمكن القول بأن طلاب إرتريا كانوا يخطون بأكبر عدد للمنح متعاونة بالجاليات الأخرى بعد الجالية الفلسطينية التي كانت تتصدر أكبر منح دراسية في تلك الفترة وكانت دولة قطر مشكورة على رأس الداعمين للطلاب الإرتريين بعد دولة الكويت، وبعد الاستقلال علاقتنا بقطر كانت ممتازة وكنا نحظى بتقدير شديد من الأخوة في قطر، وقطر لم يكن لها أي علاقة مع الجبهة الشعبية وكانت تربطها مع قوات التحرير الشعبية. ولأكثر من مرة التقينا مع أمير قطر الشيخ خليفة ووزير الدفاع وولي العهد والأمير الحالي حمد بن خليفة ومدير الديوان الأميري ووزير الإعلام سابقاً الأستاذ عيسى الكواري.
وكثير من القيادات القطرية والشخصيات كانت تربطني بهم علاقات وطيدة ما كنا نتوقع أن تقطع هذه العلاقات المتميزة بعد الاستقلال على كل حال الجبهة الشعبية كان السبب بإرسالها طلاب مسيحيين لا يجيدون اللغة العربية وبالتالي يعودون ـ وهي خطة مدروسة لإرغام المسلمين على التجرينية وتضييع هذه الفرص لهم خارج بلادهم. وبذا توقفت هذه المنح جميعها وأصبحت إرتريا ونظام الشعبية على رأسها إسياس أفورقي يحظى الدعم الكبير من قطر بعد ليبيا ولا نريد أن نتحدث على النظام سيخرجنا من الموضوع الأساسي ويمكن أن نذكر ذلك بأن علاقة النظام الإرتري بالعالم العربي. والعرب كان لهم دور كبير في دعم وتمكين الثورة الإرترية وبفضلهم تم تحقيق الانتصار ويمكن مراجعة كتاب (إرتريا بين العرب والأفارقة).
الاستقلال لم يأتي على يد الجبهة الشعبية كل الفصائل الإرترية لعبت دوراً مهماً لتحقيق ذلك النصر وأنا كنت ضمن المناضلين الذين لعبوا دوراً كبيراً في تلك الفترة. وشخصياً لعبت دوراً إعلامياً عبر إصداري لنشرات وإصدارات أسبوعية وشهرية موجهة إلى السفارات والهيئات والمنظمات ولوكالات الأنباء وكانت عندي علاقات وطيدة بوسائل الإعلام الخليجية المقروءة والمسموعة والمرئية قمت باستغلال وتوظيف هذه العلاقات لصالح عكس قضية إرتريا على راسها صحف الأنباء - الخليج - الاتحاد - الفجر - البيان، وكانت لدي مقابلات صحفية منشورة في الكتاب وعلاقتي بوكالة الأنباء القطرية كانت جيدة وكنت الوحيد الذي أمرهم بمعلومات دقيقة عن الوضع في داخل إرتريا وكانت مشهوراً بتصريحات على مستوى إرتريا والخارج وبسببها ألقوا القبض على والدي وسألوا بن بنك وهو يقوم بسببنا عبر وكالات الأنباء الصحف أخبرهم بأنه لا يعرف عني شيء واخباره انقطعت عني.
بعد هروب والدي ألقوا القبض على عمي محمد عمر زبير وحققوا معه أنكر بأنه ليس لديه أية صلة بي.
هذه التصريحات لها تأثير كبير داخل وخارج إرتريا وكنت من حينها من أشد المغضوب عليهم من نظامي هيلي سلاسي ومنجستو، وكان منجستو أعد ملف كامل عني ومتابعة أخباري وعلمنا ذلك بعد هروب عدد من كبار موظفي الاستخبارات التابعين لمنجستو إلى السعودية، على كل حال لا أريد أن أطل فيه سأتحدث فيه (أحقاً في باب نضالي في الثورة الإرترية)
وعموماً دون الخروج عن الموضوع كانت لي كذلك علاقات طيبة مع صحف قطر - العرب - الشرق - الراية - الوطن. وخاصة الراية رئيسها في الفترة الأولى اسمه ناصر العثمان وأيضاً في الشرق وكانت لدي زيارات مهمة لهذه الصحف لنشر تقارير وأخبار عن إرتريا.
وكان لدينا أو معر للثورة الإرترية في قطر تم تلا البحرين والإمارات من قطر برعاية الدكتور عيسى غانم الكواري وزير الإعلام ومدير الديوان الأميري ولفيف من الدبلوماسيين الأجانب في فندق شيراتون قطر وحضره الشهيد عثمان صالح سبي، وعموماً اشتهرت علاقاتي الشخصية مع عدد من الوزراء في دول الخليج لصالح إبراز وعكس قضية الثورة الإرترية وكانت تحظى بتأييد قوى بحق الشعب الإرتري.