تحرير 1000 سجين إرتري
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد الحاج
في 13 فبراير 1975 نجحت جبهة التحرير الأرترية من تحرير ألف معتقل سياسي وغيره من سجن "سمبل" الواقع في ضواحي
العاصمة أسمرا، وذلك في خطة محكمة تم فيها أولا إختراق المسئولين من السجن وتجنيدهم لصالح الثورة والإتفاق معهم للقيام بالعملية بالتزامن مع معركة وهمية خاضتها الجبهة في تلك الأثناء.
ففي السابعة مساء ذلك اليوم قذف السجناء بمراتب الأسرة التي كانوا ينامون فوقها أو وضعوها علي شكل رأسي ثم استخدموا سلما داخليا لإعتلاء السور والنزول فوق المراتب نحو الجهة الخارجية، أما العجزة والمعاقين فقد تم إخراجهم بعربة الدورية التي كانت تخرج من السجن مساء كل يوم وتتجه الي سجن "ظرظرات" لكنها في ذلك اليوم أتجهت صوب معسكر الجبهة في (هزقا) حيث بات جميع السجناء ليلتهم الأولي في ذلك المعسكر.
والخطة لم تكن سهلة علي الإطلاق فقد أحتاجت الي كثيرمن الإجراءات وكثير من التمويهات ومن بين ذلك قيام قائد السجن شمبل (ولدي هايمنوت) بتغيير الحراس الذي لم يضمن ولاءهم والإتيان كذلك بسجناء (ظرظرات) الي سجن (سمبل) بحيث تتم عملية الإطلاق في وقت واحد وكذلك الإتفاق مع حراس السجن وعددهم ستون شرطيا للإلتحاق بالجبهة مع السجناء.
وبعد أن خرج السجناء أتجهوا في صف واحد نحو المعسكر الواقع في ضواحي العاصمة في رحلة مشيا علي الأقدام أستغرقت زهاء ساعتين وفي تلك اللحظة بدأت جبهة التحرير بإطلاق النار الكثيف بقصد شغل الجيش الذي كان متواجدا بالقرب من السجن في قاعدة "قانيو إستيشن" وكذلك معسكر آخر كان يضم متقاعدون مسلحون.
وفي صباح اليوم التالي ألتقي قادة الجبهة مع السجناء وهنأوهم بسلامة الخروج وخيروهم بين النضال والذهاب الي أسرهم وحسب المعلومات التي تحصلت عليها من أحد المحررين فإن "حروي تدلا بايرو" خير مناضلي قوات التحرير الشعبية بين الإستمرار مع الجبهة أو الذهاب الي قوات التحرير ومن أختار منهم الأخيرة وكان من بينهم وزير الخارجية المعتقل حالياً هيلي ولدتنسائي وفرت لهم الجبهة السيارات والحراس وأوصلوهم الي معسكر قوات التحرير الشعبية.
هذه العملية والتي جرت معها في تلك اللحظة في سجن "عدي خالا" تعتبر عملية ضخمة بكل المقاييس وهي بحاجة الي توثيق أكثر سواء كان كتابة أو بمواد مرئية ومسموعة وبالطبع ماكانت ستتم لولا قائد السجن المذكور ونائبه السيد/ خليفة علي.